2024-08-14

طوفان الأقصى يحشر الصهاينة في دائرة الجنون.. «وزراء» يقودون المستوطنين في اقتحام الأقصى..!

في خرق جديد للقانون الدولي وللأعراف والشرائع كلها، قاد وزيران في حكومة الكيان الصهيوني مئات المستوطنين صباح أمس الثلاثاء 13 أوت 2024 لاقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة تحت أنظار الشرطة المدجّجة بالسلاح.

ورغم أن هذه الواقعة تتزامن مع ما يعرف بذكرى «خراب الهيكل»، وهي واحدة من الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني، فإنه لا يمكن عزلها عن تداعيات ملحمة طوفان الأقصى وما حققته المقاومة الفلسطينية وشعب الجبّارين من إنجازات في الميدان قلبت المعادلات في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل خاص والصراع العربي وحتى الإنساني مع هذا الكيان الهجين.

وقد بيّنت الصور ومقاطع الفيديو المباشرة، وجود وزير الأمن القومي الصهيوني المتشدّد إيتار بن غفير وكذلك وزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف الذي ينتمي الى حزب«عظمة يهودية» المتطرف وأعضاء في الكنيست على غرار عميت هاليفي من حزب الليكود وغيرهم من الوجوه اليمينية النازية التي اعتادت اقتحام هذا المكان المقدس بالنسبة الى المسلمين بين الفينة والأخرى لكن الأمر يختلف هذه المرة من جهة عدد المشاركين في الاقتحام والسياق الموضوعي الذي يتم فيه كما أسلفنا.

وعلى غرار المرّات السابقة، هرولت كثير من الجهات الرسمية العربية والدولية الى إدانة الاقتحام ونعته بأبشع الأوصاف واعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي وهذا السلوك لن يحرّك ساكنا بطبيعة الحال لدى الكيان الصهيوني الذي اعتاد بسهولة هضم بيانات التنديد والاستنكار واللغة الخشبية لكنه لم يستوعب بعد ولم يستطع تقبّل هذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي سجّل منذ لحظة السابع من أكتوبر 2023 نقطة تحول في المشهدية وفي صراع الوجود مع العدو.

لقد كشفت قطعان الصهاينة أمس حقيقة فعلهم وخلفيتها بوضوح رغم مساحيق التجميل التي أراد البعض ترويجها للتهدئة وتلطيف الأمور، وثمّة من تحدّث منهم بشكل مباشر عن «طوفان الهيكل»، أجل طوفان الهيكل كردّ على طوفان الأقصى وفي هذا الموقف جرأة وصراحة تصل حدّ الوقاحة لأنهم يضعون الأمور في نصابها في تقديرنا، فهم يعتبرون ان حربهم دينية وان الطابع اليهودي لما يعتبرونه دولتهم في خطر ولا مناص بالنسبة إليهم من التعبئة ومن النبش في التاريخ والبحث عن الأساطير لإثبات شرعية الوجود والحفاظ عليه.

إن ملحمة طوفان الأقصى رغم كلفتها الباهظة على شعبنا الفلسطيني الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، تمكنت من زعزعة أركان الكيان الصهيوني وإحراج رعاته الغربيين وفي مقدمتهم الإدارة الأمريكية التي لم تفلح مساعداتها العسكرية والسياسية وإشرافها المباشر على غرفة القيادة أو ما يعرف بـ«الكابينة الحربية» لمواجهة المقاومة الفلسطينية الباسلة وحلفائها في محور المقاومة.

ولم يعد خافيا على أحد أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة اقتصادية خانقة الى جانب الأزمة القيمية والاجتماعية والسياسية، وهذا الضغط الكبير سيتصاعد على حكومة مجرم الحرب ناتنياهو للرحيل بعد أن ترسخت القناعة لدى الصهاينة بشكل عام بأن حكومتهم خسرت الحرب، وأهدافها لم تتحقق سواء في تحطيم القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية أو تحرير الأسرى.

ورغم سياسة الأرض المحروقة ومواصلة إبادة المدنيين في عموم فلسطين وخاصة في غزة بطبيعة الحال، واستهداف القادة داخل فلسطين المحتلة وخارجها فان المقاومة ما تزال تتحكم بشكل وازن في الحرب بمجالاتها الميدانية العسكرية وخاصة الإعلامية والسياسية والتفاوضية، ورأينا هذه الأيام كيف تصدّت المقاومة ورفضت عروض التفاوض التي لم ترتق إلى انتظارات الفلسطينيين ظنا من الكيان والأطراف الراعية لـ «الحوار» بأن الإطار مناسب لفرض التنازلات.

وفي تقديرنا لن يزيد تصعيد المستوطنين والمسؤولين الصهاينة المتطرفين في لملمة جراح الكيان وبيان قوته بترويج المظلومية وأسطورة الشرعية الدينية، بقدر ما سيزيد في كشف قبح السلوك والضعف بل الجنون بأتم معنى الكلمة.

اننا عندما نقول ان للقدس وللأقصى ولأرض الجبارين شعب يحميها، لا نرفع شعارا فقط وإنما نقرّ بحقيقة تبرهن عليها الوقائع كل يوم، وتؤكد ان الحق الفلسطيني ثابت، وهو اختبار للإنسانية التي حان الوقت ان تتواضع وأن تعترف بأن حيفا تاريخيا حصل في حق الشعب الفلسطيني وأن الوقت حان لإقامة العدل ومعالجة الصهاينة وحلفائهم من الجنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تونس تفي بتعهداتها وتتكبّد تكاليفها أكثر من شركائها: المقاربة الشاملة في مقاومة الهجرة غير النظامية متعثّرة

استبشر الجميع قبل سنة ونيف بالتوافق الواسع بين شركاء الجغرافيا في حوض البحر الأبيض المتوسط…