مع عودة ساس واقتراب البلايلي وموكوينا : الـتـرجــي يـبـحــــث عـن «أجـنحـة طائـرة» تصـنع «الـربـيع»
بدأ النصاب يرتفع تدريجيا في تدريبات الترجي التي أخذت منحى تصاعديا بإجراء حصتين يوميا والهدف رفع الجاهزية البدنية للاعبين قبل التركيز على النواحي الفنية والشروع في خوض الاختبارات الودية في نهاية الشهر الجاري حيث التحق الجناح البرازيلي يان ساس بالتدريبات ولحقه متوسط الميدان الطوغولي روجي أهولو الذي عاد أول أمس الى تونس ليكون المهاجم رودريغو رودريغاز الغائب الوحيد من العناصر الأساسية في انتظار توضّح الصورة بخصوص بقائه في الفريق من عدمه إذ تبدو جميع الاحتمالات واردة في هذا الملف، وفي سياق متصل شهدت التدريبات الأخيرة ظهور عديد الوجوه الشابة كهيثم ضو وزين الدين كادة وقصي معشة لتكون الفرصة مواتية للتعرف على حقيقة قدراتهم على أمل نيل مكان تحت دائرة الضوء في المرحلة القادمة مع تواصل إبعاد عديد العناصر التي كانت موجودة في الموسم الفارط.
ومع ارتفاع نسق التحضيرات، من المنتظر أن تطرأ تطورات في ملف الانتدابات حيث أصبحت فرضية عودة يوسف البلايلي الى صفوف الفريق واردة من جديد بعد تأكيدات جزائرية على قبول مولدية العاصمة التفويت في نجمها الأول والذي ساهم بقسط وافر في استعادة لقب البطولة لكن اللاعب مازال مترددا، كما ارتبط الجناح الجنوب افريقي الياس موكوينا بالترجي الساعي الى تدعيم صفوفه بعناصر متميزة رغم البطىء الطاغي على تحركاته وكذلك تركيزه في مستهل حملة تعاقداته على اللاعبين المنتهية عقودهم لكن الضغط الجماهيري قد يفرض التعجيل بإبرام صفقات قوية تليق بقيمة الرهانات الكبيرة في الموسم القادم.
نقص حاد
خسر الترجي مبدئيا خدمات ثلاثة لاعبي رواق حيث انتهت تجربة الكونغولي أندري بوكيا سريعا وبات حسام الدين غشة قريبا من العودة الى البطولة الجزائرية في حين مازال أسامة بوقرة مبعدا عن التمارين بقرار من الاطار الفني الذي تبقى له عنصر أساسي وحيد من الموسم الفارط وهو البرازيلي يان ساس الذي يعتبر من نقاط القوة الرئيسية والذي ستكون المحافظة عليه مكسبا كبيرا باعتبار أن التخمينات ذهبت الى رغبته في تغيير الأجواء أسوة بمواطنه رودريغو رودريغاز، وأصبح فريق باب سويقة أمام حتمية تعويض النقص الفادح في وسط الميدان الهجومي من خلال الدخول في سوق التعاقدات بقوة وضمّ عناصر بارزة بمقدورها صنع الفارق وتحسين آليات اللعب وتفادي تكرار سيناريو الأسماء التي قدمت إلى الترجي في السنوات الفارطة وكانت إضافتها محدودة حيث افتقدت الشراسة المطلوبة ولم تتميز بالنجاعة.
و قد يكون التعاقد مع يوسف البلايلي من أهم الصفقات في «الميركاتو» الصيفي نظرا لقيمة الدولي الجزائري وتاريخه الحافل مع الترجي كما أن حملة التعزيزات التي قد تشمل الجنوب افريقي موكوينا وكذلك جناح مستقبل المرسى نزار السميشي الذي سيكون بديلا مهما في صورة قدومه الى صفوف الفريق ستغطي النقص الكبير في الحلول وتضع الكرة في مرمى المدرب ميغيل كاردوزو المطالب بحسن الاختيار رغم أنه سيصطدم بعائق الأجانب في المسابقات المحلية وبالتالي سيكون التعويل على العناصر المحلية ضرورة قصوى لكن الخيارات محدودة في الظرف الراهن والسعي سيكون حثيثا لتقوية المنافسة بين الأسماء التونسية والأجنبية.
تحسين الآليات الهجومية
رغم النجاحات المحققة في الشطر الثاني من الموسم الفارط، فإن آليات اللعب كانت ضعيفة ليرتهن الترجي الى المجهودات الفردية لعناصره البارزة كما كان التفاوت واضحا في الإضافة بين الرواقين الأيمن والأيسر حيث نجح يان ساس في مهمته بينما غاب الاستقرار في الجهة المقابلة وبالتالي أصبح الرفع من جاهزية «الماكينة» الهجومية مطلوبا ليكون الترجي قادرا على تحقيق المنشود وتفادي المصاعب التي حالت دون أن تكون المعدلات التهديفية في مستوى الانتظارات وجعلته يمر بجانب الحدث في الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية وهو أمر لن يكون مسموحا في قادم المواعيد باعتبار أن الهدف الرئيسي سيكون حصد الألقاب.
ويبحث فريق باب سويقة عن جناحين طائرين بمقدورهما صنع الربيع والتحليق عاليا في سماء القارة قبل اقتحام «معمعة» كأس العالم للأندية والتي ستكون محطّ الانظار في الصائفة القادمة نظرا لقيمة المنافسين وبالتالي سيكون ممثل كرة القدم التونسية تحت المجهر، وفي غياب صانع ألعاب «كلاسيكي» وتعويل المدرب كاردوزو على خطة 4-3-3 التي ترتكز كثيرا على الأجنحة في صنع اللعب يبدو التحدي الحقيق في الفترة تشكيل ثنائية ناجحة لتقوية المدّ الهجومي مع محاولة الاستفادة القصوى من إضافة الظهيرين غير أن ذلك يستوجب قيمة مضافة في العناصر التي ستدخل غمار الموسم المقبل وكذلك تنويعا في الخيارات التكتيكية كي لا يصبح الترجي كتابا مفتوحا لمنافسيه.
في مواجهة بيراميدز : الــجــــلاصــي مـــهـــدد ولــكن…
عدّل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب مواعيد التدريبات لتتلاءم مع موعد انطلاق مواجهة بيرا…