2024-07-17

التصرف في النفايات بولاية مدنين : الاعتماد على المؤقت في انتظار الحل الجذري

شب نهاية الأسبوع الماضي حريق بالمصب المشترك للنفايات بمنطقة بوحامد بولاية مدنين تمت السيطرة عليه قبل أن ينتشر إلى مساحات شاسعة أكدت المعاينة الأولية أن الشرارة الأولى للحريق نتجت عن مخلفات بعض القوارير سريعة الالتهاب مثل مبيد الحشرات والعطور مع الارتفاع الشديد للحرارة بالجهة وفق تصريح إعلامي لممثل النيابة العمومية والناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بمدنين لسعد الحر.

ويعد مصب النفايات بمنطقة بوحامد المصب الوحيد المشترك الذي يستقبل النفايات من جهات عدة بالولاية وذلك في ظل غياب تركيز وحدة عصرية لتثمين النفايات خاصة بجزيرة جربة التي تكاثرت بها مكعبات النفايات والتي أصبحت تمثل خطرا بيئيا ينبئ بالانفجار حسب أحد خبراء البيئة نظرا لما تختزنه من غازات وروائح قابلة للانفجار في أي لحظة في ظل الارتفاع الشديد للحرارة خلال فصل الصيف.

وكانت قد انطلقت عملية لف مكعبات النفايات وتغليفها بجزيرة جربة بغطاء عازل منذ سنة 2017 كحل مؤقت للتخفيف من حدة الروائح الكريهة التي تصدرها وتزعج المواطنين القاطنين في محيطها.

وقد تم اعتماد طريقة الضغط واللف كحل وقتي بعد الأزمة البيئية الخانقة التي عاشتها الجزيرة وخلفت حالة من التوتر خاصة أمام انسداد كل الطرق لإمكانية توجيه نفايات الجزيرة إلى منطقة خارجها وعدم جدوى اعتماد آلية الحرق للنفايات.

وأدى تواصل اعتماد طريقة الضغط واللف إلى تململ وسط المجتمع المدني خاصة أمام تراكم أعداد مكعبات النفايات واكتساحها مساحة كبيرة تمثل في المطالبة بالتخلص منها أو التراجع عن اعتماد هذه الطريقة والإسراع في إنجاز الحل النهائي المتمثل في مركز للتصرف في النفايات وتثمينها الذي كان مبرمجا للدخول حيز الاستغلال منذ سنة 2018.

يذكر أن دراسة ميدانية حول التصرف في النفايات بجزيرة جربة أنجزتها جمعية جليج للبيئة البحرية سنة 2022 كشفت أن قرابة 84 بالمائة من العائلات تنتج يوميا ما بين 1 و 4 كلغ من النفايات مؤكدة على أهمية فرز النفايات من المصدر للحد من خطورتها.

عموما تنتج تونس سنويا حوالي 2.8 مليون طن من النفايات 350 ألف طن منها نفايات صناعية خطرة أغلبها يبقى بجانب المصانع.

كما لا تتجاوز نسبة رسكلة النفايات المنزلية وتثمينها 8 بالمائة في حين تلقى 20 بالمائة منها في الطبيعة ويقع ردم 70 بالمائة منها في المصبات التي يفترض أن تكون مراقبة حسب معطيات تضمنتها ورقة بحثية نشرها منتدى ابن خلدون للتنمية.

ورغم كل ذلك يبقى ملف التصرف في النفايات المنزلية والصناعية ذا خطورة كبيرة على البيئة وجودة الحياة ومستقبل الأجيال القادمة لكن الأخطر منه هو ملف التصرف في النفايات الطبية والصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تبعا لتذمر المواطنين من التسربات المائية بجرجيس : تعزيز مصلحة الأشغال بثلاثة فرق عمل ميدانية

تعددت مؤخرا تذمرات المواطنين بجرجيس من كثرة التسربات المائية من شبكة الشركة الوطنية لاستغل…