تسعى تونس في السنوات الأخيرة إلى مزيد الانفتاح على محيطها الافريقي وتعزيز مستويات التعاون بينها وبين الدول الافريقية والهياكل الافريقية, وقد عرفت الأشهر القليلة الماضية تواترا في الملتقيات والمنتديات التي احتضنتها تونس في علاقة بدعم الاستثمار الإفريقي إلى جانب اجتماعات اللجان المشتركة على غرار اجتماع اللجنة المشتركة التونسية البوركينية التي انعقدت مؤخرا بواقادوقو واللجنة التونسية الكامرونية وتعدد الاتفاقات بين مستثمرين ورجال أعمال من تونس ورجال أعمال من دول إفريقية في الآونة الأخيرة.
ويؤكد ملاحظون أن تونس البوابة الافريقية نحو أوروبا والعكس بالعكس مدعوة إلى مزيد تثبيت حضورها ووجودها في الفضاء الإفريقي بتطوير مستوى الرحلات من وإلى العمق الإفريقي وتمتيع المستثمر الإفريقي بالامتيازات الضرورية التي من شأنها أن تدفعه إلى الانتصاب في تونس وتنشيط المثلث التجاري بين إفريقيا وتونس وأوروبا.
كما يمكن في سياق تعزيز الدور التونسي في القارة «السمراء» ودعم تموقعها التعويل أيضا على التعاون الثقافي والتعليمي والتكنولوجي وتدعيم هذا الحضور إلى جانب الاستعانة بالكفاءات التونسية الموجودة في عديد الدول الافريقية مع الاستفادة في المقابل من الطفرة الاقتصادية والتقنية التي تعرفها عديد الدول الإفريقية إضافة إلى تسهيل المعاملات المالية والبنكية البينية من خلال بعث البنوك المشتركة أو استقطاب البنوك الإفريقية.
وتونس التي تمثل أيضا قوة اندماج على المستوى القارّي، من خلال اتحاد المغرب العربي أو «الكوميسا» أو المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو تجمع الساحل والصحراء أو منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، تعتزم افتتاح التمثيلية التجارية التاسعة في إفريقيا وذلك بالعاصمة السينغالية داكار إضافة إلى أنّ الخطوط الجوية التونسية ستطلق خطاً مباشراً جديداً إلى دوالا (الكامرون).
ومن خلال هذه التنقلات الثنائية سيتم التأكيد على حضور قوي للجانب الاقتصادي في هذه الزيارات لتعزيز العلاقات التي تربط بين تونس وعدد من دول إفريقيا.
وتجدر الإشارة في هذا السياق الى أنه تم تسجيل 544 طالب جامعي من 35 دولة افريقية شقيقة، من بينهم 306 من المتحصلين على المنح الدراسية، خلال الفترة من 2021 إلى 2022، أي بزيادة تقدر بـ 272 طالب مقارنة بسنة 2009-2010. إضافة إلى احتضانها أكثر من 7000 طالب من القارة الافريقية والدولة التونسية ستواصل في هذا الاتجاه بالنظر إلى أنّ الاستثمار في الموارد البشرية هو الأهم.
وكان وزير الخارجية نبيل عمار قد أكد خلال إحياء يوم إفريقيا في ماي الفارط أن تطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمبادلات المختلفة مع إفريقيا التي تتمتّع بإمكانات هائلة تسمح لها بالتألق أكثر في المستقبل وقدّمت الكثير إلى العالم، تعدّ في صميم أولويات تونس، مشيرا إلى انّ «القيود الوحيدة هي القيود المادية، مرتبطة بالوقت أو الإمكانيات».
كما أشار إلى أنّه «بناء على ما تمّ تحقيقه، يمكن الجزم بوجود الكثير ممّا يمكن القيام به على المستوى الافريقي، لرفع مستوى التعاون بين البلدان الإفريقية ونوعيته، في إطار مقاربة تضمن الربح للجميع».
كما أكّد أنّ تونس وخلال عضويتها الحالية في مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الافريقي، «ستواصل تقديم مساهمتها في تحقيق التوازن وحل النزاعات والصراعات التي تعيق بشكل مباشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب الإفريقية، من خلال الحوار وروح التفاهم والتعاون وذلك وفقا لمبادئها الثابتة».
في المقابل تتواصل متابعة رئيس الجمهورية قيس سعيد لتطوير هذه العلاقات وتدعيم مستوياتها حيث أشار الرئيس خلال لقائه الأخير بوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار الذي خصص للاطلاع على نتائج اجتماع اللجنة المشتركة التونسية البوركينية إلى أن تونس تعتز دائما بانتمائها الافريقي مع سائر دول القارة، مشددا على أن إفريقيا تتوفّر لديها كلّ الإمكانيات وتزخر بكل الثروات ويجب أن تكون للأفارقة ،لأن شعوب القارة عانت الكثير على مدى قرون، وكان يمكن أن تكون في وضع أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
كما أشاد رئيس الجمهورية في هذا الصدد، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد 1803 المؤرخ في 14 ديسمبر 1962 المتعلق بالسيادة الدائمة على الموارد الطبيعية، مؤكدا أن الحلم الذي راود القادة الأفارقة في بداية السنوات الستين من القرن الماضي عند إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية يجب أن تجتمع عليه كل الشعوب حتى تنتهي الحروب والفقر.
عبد الرزاق عويدات رئيس كتلة الخط السيادي لـ«الصحافة اليوم» : اليوم جلسة مغلقة لمواصلة نقاش نقاط ندوة الرؤساء
التأمت أول أمس ندوة الرؤساء بمجلس نواب الشعب والتي تضم رؤساء اللجان والكتل للتباحث حول سير…