بسبب تلوث 16 شاطئا: سكان الضاحية الجنوبية يواجهون العديد من المخاطر الصحية
علقت ناشطة على شبكات التواصل الاجتماعي حول الوضع البيئي المتردي الذي تعاني منه منطقة الضاحية الجنوبية قائلة: “ نحن نختنق برائحة المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي والمياه المستعملة المتأتية من المصانع”. وأضافت: “ نحن مجبرون على عدم فتح النوافذ حتى لا تتسرب الروائح الكريهة لمنازلنا وهو أمر سيء ولا يضمن كرامة الانسان”
هذا التعليق ولّد عشرات بل مئات التعليقات الأخرى من متساكني الضاحية الجنوبية والكل يشتكي ويتذمر من هذه الكارثة البيئية التي حرمتهم أولا من التمتع بالبحر خاصة وان وزارة البيئة قد ابرزت في تقاريرها الرسمية ان 16 شاطئا بولاية بن عروس غير صالحة للسباحة هذه الصائفة ( 2024) وان السباحة في هذه الشواطئ أمر خطير ومن المؤكد أنه سيعود بالبلاء والأمراض على كل من يخاطر بالسباحة فيها. وثانيا إن هذه الكارثة البيئية عكرت صفو العيش في الضاحية الجنوبية وذلك بسبب رائحة المياه الآسنة (غرم) المتأتية سواء من البحر الذي اختلط ماؤه بفضلات المصانع القريبة منه وبمياه الصرف الصحي أو من الأودية التي لم يقع جهرها وأصبحت مرتعا للناموس والحشرات والروائح الكريهة بسبب تراكم الاوساخ والحشرات في هذه الاودية.
شواطئ ملوثة وغير صالحة للسباحة
حسب نتائج المراقبة الصحية لمياه البحر التي تم رفعها من 539 نقطة على امتداد كامل الشريط الساحلي التونسي الممتد من طبرقة شمالا إلى بن قردان جنوبا، فإنه يمنع حسب إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط، السباحة في 28 شاطئا خلال صائفة 2024 وذلك بتسجيل تحسن طفيف مقارنة بالسنة الماضية التي منعت خلالها السباحة في 29 شاطئا وكان العدد الأكبر من الشواطئ الملوثة خلال الخمس سنوات الماضية.
وتحتل شواطئ ولاية بن عروس على امتداد السنوات الخمسة الماضية المرتبة الأولى من حيث عدد الشواطئ الممنوعة عن المصطافين، ففي كل مرة يكون نصيبها نصف الشواطئ المصنفة غير صالحة للسباحة بعد جرد وإحصاء مصادر تلوث مياه البحر طبقا للمواصفات الوطنية والدلائل التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
يأتي بعدها في الترتيب شواطئ ولاية قابس التي يمنع فيها تقريبا وبصفة سنوية ودورية السباحة في أربعة شواطئ وهي وادي التين بغنوش، شط السلام ومصب الوادي القديم والضفة اليمنى للقنال بقابس.
ويقع جرد وإحصاء مصادر تلوّث مياه البحر سنويا من قبل مصالح وزارة الصحة وأساسا وكالة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط، وذلك من خلال القيام باستمارات صحية سنوية حول كل نقطة مراقبة تشمل جميع الخصائص والمعطيات المتعلقة بمدى قابليتها للتلوث مثل نوعية الشاطئ (رملي، صخري،…)، حركة الماء، اتجاه الرياح، نسبة تردّد المصطافين على الشاطئ، محيط الشاطئ (عمراني، صناعي، فلاحي…)، وجود مصدر تلوث حول النقطة من عدمه (محطة تطهير، مؤسسة صناعية،…)، نوعية التلوث (مياه مستعملة خام أو معالجة، مياه أمطار، صرف صناعي، فضلات صلبة،…)، طريقة صرف الملوثات في البحر (من خلال قناة، بالوعة، وادي…)، أنواع التلوث المسجلة سابقا وأسبابها والإجراءات التي تمّ اتخاذها.
وتم خلال الخمسة أشهر الماضية لسنة 2024 رفع 1986 عينة من مياه البحر على مستوى النقاط القارة للمراقبة. وكشفت نتائج عمليات تقييم نوعيّة مياه البحر بالشواطئ التونسية حسب توجهات منظمة الصحة العالمية، بوجود 54% مياه ذات نوعية حسنة جدّا و17% مياه ذات نوعية حسنة و1% مياه ذات نوعية قريبة من الحسن و20% مياه ذات نوعية تستحق المتابعة و2% مياه ذات نوعية رديئة و6% مياه ذات نوعية رديئة جدّا. وهو ما يفضي إلى أن نسبة نوعيّة المياه ذات نوعيّة حسنة وحسنة جدّا تبلغ حوالي71%، في حين تصنف نسبة 29 % من مياهنا البحرية في خانة الرديئة.
فضلات المصانع مصدر رئيسي للتلوث
تشكل فضلات المصانع السبب الأساسي في تلوث مختلف الشواطئ التونسية وإخراجها من قائمة الشواطئ الصالحة للسباحة، ففي مختلف الولايات الواردة في بلاغ إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط، تكون إما مجالا مباشرا لإلقاء فضلات السكب الخاصة بمناطق صناعية ومعامل ملوثة أو هي مصب لأودية أو مجاري حاملة لمواد السكب الصناعي (وادي مليان مثالا).
وتكشف مثلا دراسة أعدها خبراء لفائدة جمعية لجنة متابعة الوضع البيئي في ولاية قابس، أن المنطقة الصناعية بصدد نفث حوالي الـ7 أطنان من الغبار يوميا في الهواء كما أن المجمع الكيميائي بصدد إلقاء 12 ألف طن من الفوسفوجيبس يوميا في البحر ولا تبذل معامل ومنشآت المنطقة الصناعية أي جهد فيما يهم فضلاتها من السكب الصناعي أين تلقيها مباشرة في البحر وتحت مرأى كل هياكل الرقابة الرسمية البيئية في الجهة.
كما أنه وطبقا لآخر تقرير يهم معالجة المياه والسكب الصناعي صادر عن محكمة المحاسبات سنة 2014، “بلغت نسبة المؤسّسات الصّناعيّة التي تسكب مياه مستعملة غير مطابقة للمواصفات التونسيّة 74% في سنة 2011. ويعود ذلك أساسا إلى عدم التزام بعض المؤسسات الصناعيّة بالمعالجة الأوّليّة حيث أنّ ثلث هذه المؤسّسات في وضعية مخالفة للقوانين ولكرّاسات الشروط. كما أنّ بعضها يقوم بمعالجة غير ملائمة أمام محدوديّة رقابة الدّيوان الوطني للتّطهير التي لم تتعدّ 20% في سنة 2011. وتبيّن أيضا ضعف الرقابة على الحرفيين والمهن الصغرى حيث لم تتجاوز 3.030 عملية مراقبة في سنة 2011 من جملة 70.000 حرفي.
قائمة الشواطئ الممنوعة من السباحة صائفة 2024
-ولايـــة تونس (2) شواطئ: قبالة نهج كازينو(حلق الوادي)، قبالة نهج فطومة بورقيبة (حلق الوادي).
-ولاية بن عروس (16) شاطئا:100م جنوب شط مروان وقبالة Centralethermique (رادس)، قبالة مبنى الحماية المدنية (رادس)، 100م شمال مصب وادي مليان (رادس)، 100 م جنوب مصب وادي مليان (الزهراء)، قبالة مصب وادي معيزات (الزهراء)، مصب وادي بوخامسة (الزهراء)، قبالة نهج صالصة ماجور (حمام الأنف)، قبالة نهج 7 نوفمبر(حمام الأنف)، قبالة كازينو Casino (حمام الأنف)، قبالة شارع صلامبو (حمام الأنف)، قبالة نهج الحبيب ثامر (حمام الأنف)، قبالة نهج عزيزة عثمانة (حمام الأنف)، المصب القديم بالشعبية (حمام الأنف)، مصب وادي العيايشة (حمام الأنف) و قبالة نزل كارييب (برج السدرية).
-ولاية نابل (1) شاطئ: مقابل محطة التطهير (دار شعبان).
-ولايــــة بنزرت (6) شواطئ: البعـالي بمنزل جميل ومرفأ الصيادين وسيدي الحشاني بمنزل عبد الرحمان، قنال 1 وقنال2 والبياضة 1 بجرزونة.
-ولاية سوسة: (1) شاطئ: ميناء سوسة.
-ولايـة قابس(2) شواطئ: شاطئ السلام وقبالة مصب الوادي القديم.
الأسبوع العالمي للتغيرات المناخية والمناطق الرطبة : كيف نحمي تونس من الجفاف والتغيرات المناخية؟
التأم بالعاصمة تونس أواخر الأسبوع الفارط المنتدى الدولي الأول لمشاريع المناطق الرطبة والأ…