مغادرته الاتحاد المنستيري باتت مسألة وقت : هل حقق الشابي النجاح المنشود في تجربته الثانية على رأس الفريق؟
لا تبدو مسألة بقاء المدرب لسعد الشابي على رأس الاتحاد المنستيري لموسم إضافي مؤكدة، بل على العكس من ذلك تماما فإن المعطيات الأخيرة تشير إلى أن إدارة الاتحاد بدأت مبكرا تخطط للموسم الجديد الذي سيكون خلاله الفريق معنيا بالمشاركة في كأس «الكاف»، وقد تكون الخطوة الأولى هي إجراء تغيير على مستوى الإطار الفني، والأكثر من ذلك أن بعض المصادر أكدت وجود اهتمام قوي بالتعاقد مع المدرب حمادي الدّو الذي قاد مؤخرا الملعب التونسي للحصول على كأس تونس، وهذا الأخير بات في حل من كل ارتباط بعد نهاية عقده مع فريق باردو.
في الأثناء ورغم أن المعطيات الراهنة توحي بأن تجربة الشابي ستنتهي قريبا في انتظار الإعلان الرسمي إلا أنه من المهم تقييم التجربة الثانية لهذا المدرب مع فريق عاصمة الرباط بعد تجربة أولى بدأت في موسم 2019ـ2020 وانتهت منتصف الموسم الموالي وكانت ناجحة بكل المقاييس بما أن الفريق استطاع بقيادة هذا المدرب الحصول على كأس تونس للمرة الأولى في تاريخه وضمن أيضا المشاركة في كأس «الكاف» بعد أن أنهى منافسات البطولة في ذلك الموسم في المركز الثالث.
في مهمة تصحيح المسار
بالنظر إلى النتائج التي حققها الاتحاد المنستيري منذ بداية الموسم المنقضي وخاصة في المرحلة الأولى للبطولة، ساد الاعتقاد أن المدرب محمد الكوكي الذي وقع التعاقد معه قبيل انطلاق الموسم نجح في إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، بل إنه استطاع أن يعيد الهدوء إلى الاتحاد رغم «العواصف» التي هبّت داخل النادي في نهاية موسم 2022ـ2023 وأدت إلى هجرة عدد كبير من اللاعبين ومغادرة المدرب السابق عماد بن يونس ثم رحل أيضا الرئيس السابق أحمد البلي، وفي ظل هذه المتغيرات الجوهرية يمكن القول إن الكوكي كسب الرهان بعد أن قاد الفريق للتأهل عن جدارة إلى مرحلة «البلاي أوف».
غير أن هذه التجربة لم تعمّر طويلا بل إنه رحل سريعا بمجرد حصول بعض النتائج السلبية في بداية المرحلة الحاسمة من البطولة، ويبدو في هذا السياق أن هذا المدرب دفع غاليا ثمن عدم رضاه عن الانتدابات التي عرفها الفريق في الميركاتو الشتوي، لتنتهي التجربة أسرع مما كان متوقعا، خاصة وأن البديل كان حاضرا وجاهزا لتولي مهمة الإشراف على الفريق في ما تبقى من منافسات الموسم، حيث حلّ ركب المدرب السابق لسعد الشابي لينطلق سريعا ودون مقدّمات في مهمة تصحيح المسار وإعادة الأمل في لعب الأدوار الأولى في البطولة، وهو ما تحقق سريعا ففي أول مباراة بقيادة المدرب العائد نجح الاتحاد المنستيري في العودة بنقاط الفوز من ملعب الطيب المهيري، لتتواصل بعد ذلك سلسلة النتائج الإيجابية وهو ما جعل الفريق يحافظ على مركزه الثاني إلى نهاية المطاف، وبالتالي ضمن الفريق مشاركته الثانية في رابطة الأبطال، وحقق الشابي الهدف المنشود.
مساعدة الشبان
من بين النقاط الإيجابية التي يمكن الخروج بها عقب نهاية الموسم يمكن التركيز على نجاح الشابي في رهانه على أكبر عدد ممكن من اللاعبين الشبان، وهنا يكمن الاختلاف بينه وبين المدرب السابق محمد الكوكي الذي تأخر كثيرا في منح الفرصة كاملة لأغلب الشبان، أما الشابي فقد ظهرت إضافته منذ مباراته الأولى على رأس الفريق وتحديدا ضد النادي الصفاقسي حيث غامر بإقحام متوسط الميدان الشاب لؤي الترايعي ضمن التشكيلة الأساسية، وهذا اللاعب كان أفضل عناصر الفريق في تلك المقابلة وهو ما جعله يضمن الاستمرار إلى نهاية الموسم صلب التركيبة المثالية، وما ينطبق على الترايعي ينطبق أيضا على المهاجم أحمد الجفالي الذي قدّم بدوره مستوى مقنعا للغاية في أغلب المقابلات بقيادة المدرب لسعد الشابي الذي وثق أيضا في قدرات عددا آخر من الشبان على غرار عدنان اليعقوبي وأنس بوعطي، وهذه الثقة الممنوحة للاعبين الشبان ساعدت الفريق على تحسين قدراته الهجومية بعد أن عانى نسبيا من رحيل هدّافه السابق بوبكر تراوري.
ضياع فرصة تاريخية
لكن بالتوازي مع ذلك فإن الفريق كان قادرا على إنهاء الموسم كأفضل ما يكون وربما كان مؤهلا لتحقيق اللقب لو لم يتعثر في آخر الجولات، إذ كان الاتحاد المنستيري معنيا باللقب إلى غاية الجولة قبل الأخيرة حيث واجه الترجي في ملعب رادس، وفي تلك المقابلة كان الفريق مطالبا بتحقيق الفوز على حساب مضيفه حتى يضاعف حظوظه في مسألة التتويج، غير أن الشابي أخفق في تحقيق هذا الهدف في مباراة لم يقدر خلالها على تحقيق المفاجأة المنتظرة، وبالتالي اكتفى الاتحاد بالمركز الثاني الذي ضمن له المشاركة الموسم القادم في مسابقة رابطة الأبطال، لكن بالتوازي مع ذلك حلم التتويج بلقب البطولة رغم أن الظروف كانت تبدو ملائمة خلال الموسم المنقضي لتحقيق هذا الإنجاز الذي استعصى على فريق عاصمة الرباط.
خروج غير مبرّر
أما المعطى الأكثر أهمية والذي ساهم بقسط كبير في تراجع أسهم الشابي صلب الفريق أنه فشل هذه المرة في تكرار إنجاز سنة 2020 عندما توج بكأس تونس، ففي منافسات هذه المسابقة خلال الموسم المنقضي كان الاتحاد من أكثر الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى والمنافسة على التتويج، خاصة بعد الخروج المبكر للترجي، وكان الاتحاد أمام فرصة مواتية للتقدم في مسابقة الكأس بما أنه واجه النادي الإفريقي في ملعب مصطفى بن جنات، وقبل تلك المواجهة اعتقد البعض أن الاتحاد قادر على إعادة سيناريو مباراة الفريقين في البطولة عندما فاز أبناء الشابي برباعية كاملة في ملعبه، لكن في المباراة الأخيرة سارت الأمور عكس ما توقعه أحباء الاتحاد الذي خسر هذه المرة على ميدانه ليكون الخروج مريرا ومخيبا وينتهي بذلك موسم الفريق بالحصول على بطاقة المشاركة في رابطة الأبطال، وربما أيضا انتهت تجربة الشابي الثانية على رأس الفريق في ظل وجود قناعة قوية لدى بعض الأطراف المؤثرة في النادي بأن المرحلة المقبلة تتطلب الاستنجاد بخدمات مدرب آخر بمقدوره تحقيق مكاسب أكبر مما حققه الشابي سواء في تجربته الأولى أو تجربته الأخيرة مع الاتحاد المنستيري.
في مواجهة اتحاد بن قردان : هل يظهر المناعي والقنوني منذ البداية؟
يتطلع الاتحاد المنستيري للمحافظة على سجله الخالي من الهزائم والأهداف، لكن الأهم من ذلك فإن…