2024-06-29

الملعب التونسي سجل 17 هدفا في الكأس و5 فقط في البلاي أوف : مــا سر اخـتـلاف الـتـباين الكـبير في الأداء الهجومي للفريق؟

يخوض الملعب التونسي عشية الغد نهائي كأس تونس ضد النادي البنزرتي وعينه على الصعود على منصة التتويج بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما، وفي هذا السياق تعيش باردو على وقع هذا الحدث الكبير الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات الماضي وخاصة في حقبة الستينات عندما كان فريق باردو ينافس بكل قوة واقتدار على الألقاب سواء في البطولة أو الكأس، ورغم أن نتائج الفريق تراجعت كثيرا لا سيما في حقبة الثمانينات والتسعينات إلا أنه تمكن أن يظفر بلقب الكأس سنة 2003 ليغيب بعد ذلك من جديد حيث عاش على وقع بعض الأزمات والهزّات التي أدت إلى نزوله في مناسبتين إلى الرابطة الثانية، أما في الظرف الراهن فإن الوضع تبدّل كثيرا إلى الأفضل بفضل هيئة مديرة متحمسة للغاية وتتمتع بكل المواصفات اللازمة التي جعلتها تعيد بعض البريق لفريق «البايات» بداية من الموسم الماضي وصولا إلى هذا الموسم الذي نجح خلاله الفريق في تحقيق بعض المكاسب خاصة بعد أن تمكن من بلوغ مرحلة «البلاي أوف» وكاد يؤمن مشاركته الموسم المقبل قاريا، غير أنه دفع غاليا ثمن الإخفاق الهجومي بما أنه اكتفى بتسجيل خمسة أهداف فقط في عشر مقابلات كاملة أي بمعدل 0.5 هدف في كل لقاء، لكن في المقابل فإنه ظهر بمستوى هجومي مميز للغاية في مسابقة الكأس حيث سجل 17 هدفا في أربع مقابلات فقط أي بمعدل يتجاوز 4 أهداف في المباراة الواحدة، والطريف أن الفريق خاض مقابلات الكأس في نفس الفترة التي كان ينافس خلالها في البطولة، الأمر الذي يدفع إلى طرح بعض التساؤلات بخصوص الأسرار والعوامل التي جعلت الأداء الهجومي للملعب التونسي يختلف كليا ويكون متناقضا عند عقد مقارنة بين ما قدّمه في مسابقة الكأس وما قدّمه في منافسات البطولة.

1ـ اللعب خارج باردو: ضغوطات أقل

الملاحظة الأولى التي يمكن الاستناد إليها بشأن الأداء الهجومي القوي للغاية التي ظهر به الفريق في الكأس، تتمثل في أنه لعب كل مبارياته في هذه المسابقة بعيدا عن ملعبه في مركب النيفر في باردو، وهو ما يوحي بأن أبناء المدرب حمادي الدّو يزيد تألقهم كلما تراجعت نسبة الضغوطات المسلطة عليهم، ورغم أن الفريق سجل أربعة أهداف في البلاي أوف على ملعبه مقابل هدف وحيد خارج ملعبه وتحديدا ضد الاتحاد المنستيري إلا أن الحصيلة كان يمكن أن تكون أفضل لولا الضغوط التي كبّلت اللاعبين خاصة وأن الفريق تكهن أغلب المحليين والمتابعين بأن لديه كل القدرات التي تسمح له خلال هذا الموسم الذي كاد ينتهي بأن يلعب دورا مؤثرا للغاية في البطولة، لكن في المقابل فإن الضغوطات بدت أقل بكثير في مسابقة الكأس سواء تعلق الأمر بالترشيحات أو اللعب أمام جماهير النادي، لذلك قدّم الفريق أفضل أداء هجومي ممكن في مختلف مقابلاته التي خاضها بعيدا عن ملعبه، ففي المواجهة الأولى لعب في جرجيس ضد الترجي الجرجيسي الذي قدّم بدوره عروضا قوية في الرابطة الثانية جعلته يعود إلى مصاف النخبة لكن الملعب التونسي استطاع باقتدار أن يؤمن مواصلة رحلته في الكأس بعد حسم تلك المقابلة بثلاثية كاملة، قبل أن يأتي الدور بعد ذلك على قوافل قفصة في مباراة أقيمت في قفصة وحسمها زملاء سامي هلال بسداسية كاملة، وفي تلك قدّم الفريق أداء مميز وقوي للغاية من الناحية الهجومية، تماما مثلما حصل في المواجهتين الأخيرتين ضد النجم الساحلي في ملعب سوسة والأولمبي الباجي في ملعب زويتن، حيث فاز الملعب التونسي برباعية خلال المقابلتين وأثبت أن لديه خط هجوم مميز تألق كأفضل ما يكون في كل المباريات التي خاضها بضغوطات مقارنة بالضغوط عندما يلعب الفريق في ملعبه.

2ـ الحلول البديلة متوفرة

أما النقطة الثانية التي ساهمت في تألق الملعب التونسي هجوميا فإنها مرتبطة بشكل كبير بثراء الرصيد البشري من ناحية وتألق أغلب عناصر الهجوم من ناحية ثانية، ففي مباريات الكأس وخاصة المواجهتين الأوليين ضد الترجي الجرجيسي وقوافل قفصة لم يكن هيثم الجويني في أفضل حالاته، غير أن الفريق وجد الحلول واستطاع تقديم أفضل ما لديه هجوميا مستفيدا في ذلك من بروز لافت لحمزة الخضراوي على وجه الخصوص وكذلك بلال الماجري ويوسوفا أومارو، كما أن أغلب عناصر الفريق قدّمت في المجمل مستوى مقنعا ومتميزا على مستوى التنشيط الهجومي، قبل أن يتجاوز بعد ذلك فترة الفراغ ويتألق في الوقت المناسب بما أن استعاد ذاكرة التهديف في مباراة الدور ربع النهائي ضد النجم الساحلي حيث سجل ثنائية في تلك المقابلة أكد بفضلها تنوع الحلول الهجومية ووجود أكثر من لاعب قادر على صنع الفارق في المباريات الحاسمة.

3ـ دون حسابات

عكس مقابلات البلاي أوف التي طغت خلالها الحسابات وساد التخوف من حصول الهزيمة وهو هاجس هيمن على أغلب مقابلات الجولات الأولى لهذه المرحلة الحاسمة من البطولة، فإن مباريات الكأس اتسمت في أغلب الأحيان بانتفاء الحسابات بما أنها مباريات حاسمة لا تقبل التعويض، وهذا العامل ساهم بشكل مؤثر في نجاح الفريق في تقديم أداء هجومي أفضل بكثير مما قدّمه ضد الفرق المنافسة في البلاي أوف، وما يؤكد أهمية هذا العامل في نجاح الملعب التونسي هجوميا في سباق الكأس مقارنة بما قدّمه في البطولة أنه بخلاف الترجي الرياضي الذي توّج بلقب البطولة بعد أن سجل 13 هدفا فإن الفرق الأخرى كان معدلاتها التهديفية ضعيفة فالاتحاد المنستيري صاحب المركز الثاني سجل 8 أهداف فقط من بينها رباعية في مباراة واحدة، والنادي الصفاقسي ثالث الترتيب سجل 6 أهداف، في حين لم يقدر النجم الساحلي والنادي الإفريقي على تسجيل أكثر من أربعة أهداف في عشر مباريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مغادرته الاتحاد المنستيري باتت مسألة وقت : هل حقق الشابي النجاح المنشود في تجربته الثانية على رأس الفريق؟

لا تبدو مسألة بقاء المدرب لسعد الشابي على رأس الاتحاد المنستيري لموسم إضافي مؤكدة، بل على …