2024-06-28

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تشهد‭ ‬فيه‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ :‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تكثّف‭ ‬من‭ ‬نشاطها‭ ‬وتطارد‭ ‬المحتكرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان

ما‭ ‬تزال‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬تشهد‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬السكر‭ ‬والفارينة‭ ‬والزيت‭ ‬النباتي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأخرى‭ ‬ولئن‭ ‬مثل‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الضرورية‭ ‬كابوسا‭ ‬يؤرق‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬انفك‭ ‬يقوم‭ ‬برحلة‭ ‬بحث‭ ‬يومية‭ ‬عن‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تواصل‭ ‬شنّ‭ ‬حملات‭ ‬رقابية‭ ‬مكثفة‭ ‬على‭ ‬مسالك‭ ‬التوزيع‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬بالجملة‭ ‬والتفصيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتكار‭ ‬وضمان‭ ‬انسيابية‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭.‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬تعمل‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬وتنمية‭ ‬الصادرات‭ ‬ومن‭ ‬ثمة‭ ‬الديوان‭ ‬التونسي‭ ‬للتجارة‭ ‬على‭ ‬ضخ‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬بصفة‭ ‬دورية‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تحويل‭ ‬وجهتها‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬المحتكرين‭ ‬والمضاربين‭ . ‬وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المناسبات‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الاحتكار‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭ ‬وأن‭ ‬قوت‭ ‬التونسيين‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬التلاعب‭ ‬بها‭ ‬فانه‭ ‬يعرض‭ ‬نفسه‭ ‬لأشد‭ ‬العقوبات‭. ‬

حجز‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وتحرير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخالفات

‭ ‬أسفرت‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬والمداهمات‭ ‬الفجئية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬حجز‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الأساسية‭ ‬وتحرير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬تمكنت‭ ‬مصالح‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالادارة‭ ‬الجهوية‭ ‬للتجارة‭ ‬ببنزرت‭ ‬من‭ ‬حجز‭ ‬1380‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬الزيت‭ ‬النباتي‭ ‬المدعم‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬تجار‭ ‬الجملة‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬يتلاعب‭ ‬بهذه‭ ‬المادة‭ ‬المدعمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬بيعها‭ ‬مقابل‭ ‬اصدار‭ ‬فواتير‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬مطابقة‭ ‬للواقع‭ ‬لبعض‭ ‬تجار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بالتفصيل‭.‬

ونظرا‭ ‬لخطورة‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬عقوبة‭ ‬ادارية‭ ‬اضافية‭ ‬تتعلق‭ ‬بمنع‭ ‬هذا‭ ‬التاجر‭ ‬من‭ ‬التزود‭ ‬بمادة‭ ‬الزيت‭ ‬المدعم‭.‬

كذلك‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سوسة‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬1140‭ ‬مخالفة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬قيام‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بـ‭ ‬6170‭ ‬زيارة‭ ‬للمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬معتمديات‭ ‬الجهة‭.‬

وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬عن‭ ‬حجز‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الفارينة‭ ‬و1369‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬الزيت‭ ‬النباتي‭ ‬المدعم‭ ‬و6,3‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬العلفية‭ ‬المركبة‭ . ‬وتعلقت‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬بالاحتكار‭ ‬والزيادة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬هوامش‭ ‬الربح‭ ‬وعدم‭ ‬اشهار‭ ‬الأسعار‭ ‬والاخلال‭ ‬بنزاهة‭ ‬المعاملات‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الاخلال‭ ‬بتراتيب‭ ‬الدعم‭ ‬وجودة‭ ‬المنتوجات‭ ‬الغذائية‭.‬

نشاط‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تكثف‭ ‬كذلك‭ ‬بولاية‭ ‬توزر‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالجهة‭ ‬من‭ ‬حجز‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬الخضر‭ ‬والغلال‭ ‬والمواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الأساسية‭. ‬

وللتذكير‭ ‬فانه‭ ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬مكافحة‭ ‬الاحتكار‭ ‬أقر‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬14‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬يتعلق‭ ‬بمقاومة‭ ‬المضاربة‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرتكب‭ ‬جريمة‭ ‬تخزين‭ ‬أو‭ ‬اخفاء‭ ‬للسلع‭ ‬او‭ ‬البضائع‭ ‬ايا‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭ ‬وطريقة‭ ‬انتاجها‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬احداث‭ ‬ندرة‭ ‬فيها‭ ‬واضطراب‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬السوق‭ ‬بها‭ ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬وبخطية‭ ‬قدرها‭ ‬500‭ ‬الف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬أفعال‭ ‬المضاربة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬خلال‭ ‬الحالات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬أو‭ ‬ظهور‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬طارئة‭ ‬أو‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬أو‭ ‬وقوع‭ ‬كارثة‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك تدعو الى مقاطعة البطاطا .. ووزارة التجارة تحدّد أسعار البيع القصوى

تشهد أسعار مادة البطاطا ارتفاعا ملحوظا فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد 2500 مي وبلغ في بعض ا…