إثر موجة الحرّ التي تشهدها البلاد : تسجيل 3 حرائق في يوم واحد وإلحاق الضرر بـ 25.5 هكتارا من الحبوب و«الحصيدة»
أدى الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والتي تجاوزت 40 درجة الى إندلاع الحرائق خاصة بولايات الشمال الغربي على غرار ولاية باجة التي سجلت يوم الإثنين الماضي 3 حرائق في مناطق مختلفة من الولاية وأسفرت عن احتراق 25,5 هكتارا من الحبوب والحصيدة و900 شجرة سفرجل وذلك وفق معطيات صادرة عن الحماية المدنية.
وتمثل الحرائق التي تشهدها البلاد التونسية مع دخول فصل الصيف الشبح الذي يهدد الغطاء النباتي والثروة الطبيعية علاوة على أنها تضرّ بالأمن الغذائي لا سيما وأن الحرائق تتسبب في اتلاف آلاف الهكتارات من الحبوب سنويا .
وقد أعزت الحماية المدنية الأسباب الكامنة وراء اندلاع الحرائق الى الارتفاع في درجات الحرارة بدرجة أولى وعدم الانتباه واللامبالاة من الأشخاص الذين يمرون بجانب الغابات بهدف أي نشاط ورمي السجائر دون إطفائها ، كما أن هناك أسبابا أخرى مثل العمليات المفتعلة ربما لأغراض شخصية لأن بعض مساحات الغابات في حال احتراقها تصبح مجالا للاستغلال الزراعي أو البناء أو غيرهما .
ولأن الحرائق تمثل استنزافا للثرورة الطبيعية والبيولوجية علاوة على انها تتسبب في تشريد العديد من العائلات التي تسترزق على خدمة الغابات ، فقد أدت الحرائق التي شهدتها البلاد خلال الصائفة الماضية والتي كانت كارثية الى الحاق الضرر بمساكن المواطنين التي التهمتها النيران اضافة الى هروب الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق المتاخمة للجبال ، حيث أعد الديوان الوطني للحماية المدنية وبالتنسيق مع وزارة التجهيز ووزارة الفلاحة برنامجا استباقيا يتضمن معدات وأجهزة يمكنها أن تطال المناطق الوعرة كذلك اعتماد اجهزة الانذار والرصد للتنبيه في حال نشوب حرائق من أجل ضمان التدخل السريع والناجع .
حماية صابة الحبوب ضرورة ملحة
ان حماية صابة الحبوب وايصالها الى بر الأمان تعتبر من الأولويات القصوى التي تسعى سلطة الاشراف الى بلوغها خاصة مع تواتر الحرائق ، لذلك فان مختلف الهياكل المعنية تعمل على الحد من من هذه الظاهرة عبر دعوة الفلاحين الى التقيد بالاجراءات الوقائية خلال عملية الحصاد وتفقد الآلات الحاصدة التي تصدر عنها شرارة النيران وتتسبب في نشوب حريق ، كذلك تجنب رمي السجائر بمناطق الزراعة والتأكد من اطفائها .
كما اوصت وزارة الفلاحة بالعمل على تنظيف الحواشي من الأعشاب الطفيلية المتواجدة على ضفاف المسالك الفلاحية والتي قد تحترق في اي لحظة بمفعول الحرارة .
وللتذكير فان البلاد التونسية تعيش ومنذ سنوات على وقع ظاهرة الانحباس الحراري التي ألقت بظلالها على القطاع الفلاحي خاصة وتسببت في اندلاع الحرائق واستنزاف المائدة المائية والوضعية الحرجة للسدود ما جعل شبح العطش يخيم على البلاد .
منخفض جوّي جديد يجتاح البلاد التونسية : تقلّبات مناخية قوية …والحذر واليقظة مطلوبان
يتوقع خبراء المناخ أن يكون شهر ديسمبر الحالي ملائما لنزول كميات هامة من الأمطار ، ووفق الم…