تونس تشارك في قمة مجموعة السبع بايطاليا: مناقشة القضايا الراهنة، والهجرة على رأس الملفات بين افريقيا وأوروبا
تشارك تونس في القمة الخمسين لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، التي انطلقت فعالياتها يوم الخميس في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي بإيطاليا، وتتواصل أشغالها إلى غاية اليوم السبت 15 جوان.
و كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيد رئيس الحكومة أحمد الحشاني، بتمثيل تونس في اجتماعات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
وتناقش هذه القمة الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على غزة، ومواضيع تتعلق بالهجرة، وتغير المناخ، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، والأمن الاقتصادي العالمي.
وتترأس إيطاليا الدورة الحالية للقمة بعد أن ترأستها اليابان السنة الفارطة، في دورتها التاسعة والأربعين التي التأمت بمدينة هيروشيما، من 19 إلى 21 ماي 2023.
وشارك في القمة زعماء الاقتصادات السبعة الأكثر تقدما في العالم، وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي نفس الوقت تفتح المجموعة أبوابها أمام قادة من دول من خارجها في محاولة لإظهار أنها ليست مجموعة حصرية للنخبة، من ذلك استضافة دول من اسيا ومن القارة الافريقية.
وقد تناولت القمة التي ستتواصل الى غاية اليوم السبت ستة محاور رئيسية، على غرار إفريقيا والتغيرات المناخية والتنمية والوضع الراهن في الشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا والهجرة ومنطقة المحيط الهندي والهادي والذكاء الاصطناعي والطاقة في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وتعد الهجرة والتغيرات المناخية من بين القضايا ذات الاهتمام المشترك بين تونس وايطاليا، وهي من بين المواضيع المدرجة في جدول أعمال القمة.
ويتميز موضوع الهجرة بأهمية خاصة لإيطاليا التي تستضيف القمة والتي تستقبل الفارين من الحروب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
وفي هذا الاطار، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في افتتاح القمة الخميس إن “إيطاليا تسعى لزيادة الاهتمام بقارة إفريقيا بصعوباتها وفرصها”.
وحول ملف الهجرة دعا الرئيس قيس سعيد، في مناسبات سابقة، إلى «اعتماد مقاربة جماعية لمسألة الهجرة»، مذكّرا بأن «تونس المتشبثة بالقيم الإنسانية بذلت جهودا كبيرة لرعاية المهاجرين غير النظاميين لكنها لا يمكن لها كأي دولة تقوم على القانون أن تقبل بأوضاع غير قانونية على أراضيها».
ومن جهة اخرى كانت جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية قد أدت أربع زيارات إلى تونس في اقل من سنة، كان عنوانها الابرز ملف الهجرة غير النظامية، وتم خلال الزيارة الأخيرة توقيع اتفاقيتين ومذكرة تفاهم كخطوة جديدة في التعاطي مع قضية الهجرة.
وتعتبر ايطاليا ان التعاون مع تونس في هذا المجال سيساعد على التغلب بنسبة كبيرة على أزمة المهاجرين الباحثين عن العبور الى إيطاليا.
ملف الهجرة وافريقيا
أما عن مشاركة تونس في هذه القمة الخمسين لمجموعة السبع، والتي كانت اخرها في عهد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي عام 2017، فيقول الدبلوماسي السابق توفيق ناس في تصريح لـ”الصحافة اليوم”ان استضافة تونس التي سيمثلها رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية، دليل على أهمية تونس التي تمثل موقعا استراتيجيا في البحر الأبيض المتوسط وفي شمال افريقيا، حيث تعد في مفترق طرق من حيث الجغرافيا وهذا يفرض بالضرورة حضور تونس للتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك مع دول أوروبا وافريقيا.
وأبرز توفيق وناس أن الاهتمام الأساسي لتونس خلال قمة مجموعة السبع الكبار هي مواضيع الهجرة وافريقيا وتنمية التعاون الاقتصادي ما بين أوروبا وافريقيا. اذ ان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تتحدث منذ فترة عن تحسين العلاقات بين افريقيا وأوروبا للنهوض بالتعاون الاقتصادي، وهذا ما من شأنه أن يحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية، وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد في عديد المناسبات.
ولفت محدثنا الى ان المعضلة في هذه القضية تبقى في الإجابة عن سؤال هل المهاجرون سيبقون في دول العبور أم لا؟ وهي مسائل ستناقش مع تونس وليبيا والجزائر ومصر والأردن وتركيا. مبينا في ذات الصدد ان المقاربة التونسية في مسالة الهجرة غير النظامية واضحة، وهي “يجب تثبيت المهاجرين في اوطانهم الاصلية وذلك من خلال التنمية حتى لا يغادروا بلدانهم…والرئيس قيس سعيد يدعو باستمرار الى محاربة المافيات في الاتجار بالبشر في دول الأصل ودول العبور ودول اللجوء في أوروبا والتصدي لهذه الشبكات”.
وتوقع وناس، ان تشارك تونس في المحور المتعلق بالحرب على قطاع غزة، وفي هذا السياق ذكر ان موقف تونس من القضية الفلسطينية معروف، مشيرا الى ان “العرض التونسي في خصوص قضية فلسطين معروف وهو انهاء الحرب القائمة الان وإعطاء حقوق الفلسطينيين التي لا تسقط بالتقادم “.
هذا ومن المنتظر ان تطرح قمة مجموعة السبع الكبار خيار التعاون الدولي الوثيق والسعي إلى التغلب سريعا على الحرب في فلسطين وأوكرانيا، وإصدار بيان ختامي.
يذكر أن مجموعة الدول الصناعية السبع، وهي تجمع سياسي وحكومي دولي، يضم دول كل من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتعد من أكبر الاقتصاديات المتقدمة في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي.
عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء عبروقي : جاهزون للانتخابات البلدية.. في انتظار الإطار التشريعي الجديد..!
عقدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أول أمس الثلاثاء جلسة دورية مخصصة لمتابعة التقدم ال…