مع اقتراب ذروة استهلاك المياه خلال عيد الأضحى وفصل الصيف : الصوناد تدعو المواطنين إلى مزيد ترشيد الاستهلاك
يتزامن عيد الأضحى في السنوات الأخيرة مع الذروة الصيفية لاستهلاك المياه، ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على الماء، حيث يطرح تضاعف ذروة الاستهلاك صعوبات على مستوى التزود بالمياه بالمناطق التي تشهد صعوبات واختلالا في التوازنات المائية مع ارتفاع العرض مقارنة بالطلب، وهذا ليس استثناء باعتبار أن المناطق الأخرى أيضا تشهد اضطرابات في توزيع المياه خلال فترة العيد.
وفي هذا الإطار أكّد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أحمد صولة في تصريح إعلامي أنّ تونس مازالت تعيش وضعية مائية حرجة، وأنّ التساقطات التي شهدتها لم تكن كافية لامتلاء السدود. ودعا صولة في نفس الاتجاه المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه وتجنب الاستهلاك العشوائي والثانوي للماء، وأخذ الاحتياطات اللازمة عبر ملء الأواني في حال انقطاع الماء أو ضعف تدفقه خاصة بالتزامن مع عيد الأضحى الذي يعرف استهلاكا مفرطا للمياه خاصة في ظل اقتراب ذروة استهلاك المياه خلال فصل الصيف.
وتعرف تونس منذ سنوات وضعية مائية صعبة ولا سيما خلال هذه الصائفة نتيجة الجفاف الذي تشهده البلاد، مما دفع بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه إلى التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة وترشيد استهلاك المياه في كل الأوقات وخاصة خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وبلغ مخزون السدود التونسية إلى غاية يوم 7 جوان 2024 ما يعادل 756 مليون متر مكعب، بنسبة امتلاء قدرت بـ 32.2 بالمائة ويعد مخزون السدود ضعيفا حيث كان في حدود 805 مليون متر مكعب من المياه خلال نفس التاريخ من السنة الماضية.
وأبرز الخبير في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة في تصريح إعلامي أنه تم تسجيل نقص بـ220 مليون متر مكعب مقارنة بمعدل نفس اليوم خلال السنوات الثلاثة الماضية لافتا إلى أن هذه السنة تعد السنة الخامسة تواليا من الجفاف منذ سنة 2019، مؤكدا ضعف الإيرادات منذ بداية الموسم الفلاحي حيث بلغت 641 مليون متر مكعب، في حين أن المعدل هو 1 مليار و730 مليون متر مكعب، أي بنسبة 37.1 بالمائة من المعدلات، وبنقص بـ 1 مليار و88 مليون متر مكعب.
يشار إلى أن إيرادات السنة المطرية الحالية (تنطلق في شهر سبتمبر وتتواصل إلى شهر أوت)، بلغت قرابة الـ 800 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل قرابة الـ 34 بالمائة من المخزون اللازم للمياه وفق مؤشرات لوزارة الفلاحة والموارد المائية.
ولتغطية حاجيات البلاد من المياه، ستعتمد الصوناد على محطات تحلية مياه البحر التي ستدخل بعضها طور الاستغلال قريبا على غرار محطة التحلية بصفاقس التي من المنتظر أن تنطلق في الاشتغال بداية شهر جويلية القادم، فضلا عن محطة سوسة كذلك مع موفى سنة 2024، بحسب الرئيس المدير العام.
كما قال أيضا أنّ محطة تحلية مياه البحر بصفاقس سيكون لها دور كبير في تأمين حاجيات الجهة من الماء ومعاضدة جهود الصوناد في توفيره بالكميات الضرورية بالإضافة إلى حسن الاستعداد لعيد الأضحى حيث تعمل الصوناد على ملء جميع الخزانات، فضلا عن تجهيز كافة المعدات لضمان التدخل السريع في حال تسجيل انقطاعات أو أعطاب في الشبكة، كما أعدّت قائمة بأسماء العمال الذين سيزاولون العمل خلال فترة العيد لتأمين استمرارية العمل، وفق قوله.
وكشف المتحدّث، أنّ معدل استهلاك الماء يوم العيد يتجاوز 220 لتر للفرد الواحد، لافتا إلى أنّه من الممكن حدوث انقطاعات في حال كان الطلب أكثر من الموارد المائية المتاحة ، وحتى لا يعاد سيناريو عيد الأضحى 2019 الذي شهد حوالي 112 انقطاع للماء حرم مئات آلاف المشتركين لدى الصوناد من الماء من الضروري على المواطنين ترشيد الاستهلاك وتحمل جزء من المسؤولية مع مؤسسات الدولة في هذا الجانب.
يذكر أن تونس كانت قد نظمت يوم 22 أفريل 2024، وبدعوة من رئيس الجمهورية، الاجتماع التشاوري الأوّل بين الرئيس التونسي و الرئيس الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي الليبي ولحقه توقيع الدول الثلاث، في العاصمة الجزائر، على اتفاقية دعم «آلية التشاور حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بالصحراء الشمالية»، التي تهدف بالأساس إلى ضمان إدارة وتنمية الموارد المشتركة بين البلدان الثلاثة واستدامتها وذلك إيمانا بأهمية المحافظة على الموارد المائية والبحث عن حلول مشتركة على الصعيد الإقليمي لمجابهة النقص المائي والوضعية المائية الصعبة التي تعرفها المنطقة وجل مناطق العالم بسبب التغيرات المناخية.
لتقريب خدمات التقصي عن سرطان الثّدي : قافلة صحّية تجوب المناطق الداخلية النائية والأوساط الريفية المنعزلة
سجلت تونس في العام الحالي أكثر من 3800 إصابة بسرطان الثدي لدى السيدات مع توقعات ببلوغ عدد …