2024-06-11

شبيبة العمران تحقق انجاز تاريخي : إدارة قوية ومدرب متعود على النجاح ومـدير رياضـي مــن نوع خاص 

لأول مرة في تاريخ النادي،ستلعب شبيبة العمران في دوري الأضواء بداية من الموسم القادم، وذلك بعد انجازها التاريخي في هذا الموسم الاستثنائي الذي كلل بالصعود للرابطة الأولى.

منذ بداية هذا الموسم،كانت كل المعطيات ترجح كفة الشبيبة،لكن التتويج لم يكن سهلا،حيث انتظر الفريق الجولة قبل الأخيرة من عمر هذا الموسم ليجني الثمار وذلك بحكم المنافسة القوية من جانب جندوبة الرياضية التي قدمت عروضا قوية وكانت قريبة من تحقيق الصعود لكنها خسرت عدة نقاط بسذاجة كبرى في بعض الجولات، قبل أن تخسر اخر فرص الصعود في اللقاء المصيري في العمران.

بداية متعثرة ثم استفاقة

لم تكن مسيرة الفريق في بدايتها موفقة بالمرة،حيث خسر الفريق أربع نقاط كاملة على قواعده بعد أن اكتفى بالتعادل في الجولتين الثانية والرابعة أمام النادي القربي وهلال مساكن،وتواصلت عثرات الفريق تباعا حيث اكتفى بنقطة واحدة كذلك من تنقله للقلعة لحساب الجولة الخامسة وهو ما عمق الفارق بينه وبين صاحب الطليعة نادي حمام الأنف ووصيفه جندوبة الرياضية الى مستوى 7 و6 نقاط كاملة،قبل أن ينتفض الفريق ويحقق 5 انتصارات متتالية أبرزها انتصاره خارج القواعد على حساب نادي حمام الأنف، ليتجاوز «الهمهاما» في أعلى سلم الترتيب ويصبح على بعد نقطة واحدة من المتصدر جندوبة الرياضية،ثم يعود بنقطة من ذهب من جندوبة في الجولة الحادية عشر، لكن هذه المسيرة تعطلت في القيروان حيث انقاد الفريق لهزيمته الأولى والوحيدة في الموسم،وهو ما منح منافسه المباشر جندوبة الرياضية أسبقية 4 نقاط لكنها لم تحافظ عليها ولم تدعمها بعد تعثرها في مباريات كانت في متناولها، واستغلت الشبيبة تتالي عثرات منافسها وقلصت الفارق الى مستوى نقطتين بعد مرور خمس جولات عن مرحلة الاياب.

المنعرج

انتظر أبناء المدرب لطفي القادري الجولة السادسة ايابا لافتكاك المركز الأول وحافظوا عليه الى حدود المواجهة الحاسمة ضد جندوبة قبل الفوز في هذا الحوار المصيري بكل جدارة واستحقاق وتعميق الفارق الى مستوى أربع نقاط وحسم الصراع.

هجوم من نار

قبل نهاية الموسم بجولة،بلغت حصيلة الفريق 54 نقطة كاملة متأتية من 16 انتصار و6 تعادلات وهزيمة وحيدة(ضد الشبيبة القيروانية في مرحلة الذهاب)،ويملك الفريق أقوى خط هجوم على مستوى المجموعتين برصيد 49 هدفا أي بمعدل هدفين في كل لقاء،وأفضل خط دفاع على مستوى مجموعته حيث لم تقبل شباكه أكثر من 13 هدفا. كما يمتلك الفريق أفضل هداف في البطولة وهو أحمد الباجي الذي زار الشباك في 14 مرة.

انتدابات موفقة

قدم كل من الحارس المنتدب من الترجي الرياضي حمزة الصيد والمدافع المحوري السابق للشبيبة القيروانية حمزة الربعي والظهير الأيسر القادم من الملعب التونسي ياسين الميزوني والمهاجمان المخضرمان ياسين الصالحي وشهاب الزغلامي اضافة نوعية هامة على مستوى الخطوط الثلاثة للفريق، ولم تكن الاضافة فنية فحسب بل صنعت تجربتهم وخبرتهم الفارق في جل المباريات،وكانوا أفضل سند لبقية المجموعة في الأوقات الصعبة.

مدرب لا يعرف الا النجاح

للموسم الثالث على التوالي يبرهن المدرب لطفي القادري على جدارته واستحقاقه،حيث بعد أن قاد في الموسمين الماضيين كل من الملعب التونسي ومستقبل المرسى الى الصعود،هاهو يقود شبيبة العمران الذي لم يمض على صعودها للرابطة الثانية أكثر من موسمين الى بطولة»الأضواء»، ودون مبالغة يصح القول أن خبرة وتجربة هذا المدرب كانت أبرز العوامل التي صنعت الفارق وحسمت صراع الصعود بين الشبيبة وجندوبة الرياضية.

رجل كألف

لاشك ولا اختلاف في أن النجاح هو نتيجة تظافر كل مجهودات الفريق من مسؤولين واطار فني ولاعبين وجماهير،لكن دون مال لم يكن لمثل هذا النجاح أن يحصل مهما تضامن وتكاتف الجميع، لكن من حسن حظ الشبيبة أنها تملك رئيسا في قيمة طارق حمزة، الذي لم يبخل عليه بأي دينار ووفر له كل الامكانيات اللازمة لتبدع الشبيبة وتكتب تاريخ جديد سيبقى راسخا في سجلات النادي.

بوحوش في مستوى الثقة

صحيح أن طارق حمزة وفر كل الامكانيات، لكن متابعة مشاغل الفريق اليومية وتأطير اللاعبين وتوفير كل ما يطلبه الإطار الفني لم يكن عملا هينا بالمرة، وهي مهام كانت بحاجة لمسؤول من نوع خاص يدرك حجم وقيمة المسؤولية الملقاة على عاتقه أساسا،وقد كان المدير الرياضي عبد السلام بوحوش أهلا لهذه الثقة حيث كان أمينا على هذه المهمة وفي مستوى الانتظارات وأكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *