2024-06-09

بمناسبة شهر البيئة:  إبرام 11 اتفاقية لرعاية المساحات الخضراء

في إطار الاحتفال بشهر البيئة وتكريسا للشراكة بين القطاعين العام والخاص تم مؤخرا بمقر وزارة البيئة، التوقيع على 11 اتفاقية «رعاية خضراء» بين شركات ومؤسسات من القطاع الخاص وبلديات كل من تونس والمنستير ونابل وبن عروس تتعلق بإحداث مناطق خضراء مجاورة للمؤسسات الصناعية والعناية بها بصفة دورية وذلك بهدف نشر ثقافة الرعاية الخضراء والتعريف بها وتوفير مناطق للترفيه والتنزه لاسيما في ظل ما تشهده المساحات الخضراء من تراجع مع تزايد حجم التلوث بها بمختلف اشكاله مع الاشارة و ان الهدف يتجه نحو توسيع تطبيق هذه الالية على ارض الواقع ومن ثم تعميمها على جميع جهات البلاد.

ويقوم  برنامج الرعاية الخضراء الذي يمتد على ثلاث سنوات على  الشراكة الطوعية بين القطاعين العام الخاص اذ يتم بمبادرة من الشركات العمومية او الخاصة او الجمعيات او شخص مادي عبر اعداد دراسة او برنامج تدخل من الراعي على أن تتولى بلدية المكان الموافقة عليه والتنصيص على البرنامج والتدخلات بدقة مع تحديد فترة التدخل والكلفة.

وتتمتع الشركة الراعية بخصم المصاريف المنجرة عن تهيئة وتعهد الموقع بسقف 150 الف دينار سنويا من القاعدة الخاضعة للضريبة على المؤسسات والاشخاص طبقا للفصل 60 من قانون المالية لسنة 2018. وفي حال عدم الايفاء بالتعهدات الواردة بالاتفاقية المبرمة من قبل الطرف الراعي، يمكن للبلدية بعد التنبيه كتابيا، ان تنهي العمل بالاتفاقية وتسحب الفضاء من الراعي. وأبرمت خلال سنة 2018، تاريخ اعتماد الرعاية الخضراء، 20 اتفاقية غير ان عددها تراجع بصفة ملحوظة الى ثلاث اتفاقيات فقط سنة 2023. وتنشط المؤسسات الموقعة على اتفاقية الرعاية الخضراء، في قطاعات وانشطة متعددة على غرار السياحة والاسفار، والصحة والدراسات والتهيئة والترفيه والصيانة والتصرف وغيرها .

وتشكل المساحات الخضراء والمسالك الصحية عنصراً مهماً في المخططات العمرانية الخاصة بالمدن، حيث تخصص نماذج تشييد مشاريع المناطق السكنية الجديدة مساحات للحدائق العامة. لكن هذه الأماكن تتحوّل غالباً إلى مساحات بيضاء مهملة أو مصبات عشوائية للفضلات، لقلة إمكانيات التعهد والتنظيف التي تعاني منها البلديات مما ادى إلى تراجع الغطاء النباتي في المدن وبالتالي تراجعت  جودة الهواء وارتفعت مستويات التلوث فيها.

وتعمل  المساحات والأسطح الخضراء في المدن والمناطق الحضرية على تحسين الصحة العامة والنفسية للسكان، وتعزيز النظم البيئية الحضرية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وخلق فرص ثقافية وترفيهية وهو ما لم يعد ممكن تحققه اليوم في ظلال توسع العمراني وإنشاء المزيد من الكتل الإسمنتية والطرق الأسفلتية الذي أحدث  خسارة كبيرة في التنوع البيولوجي الحضري، وتراجع المناطق الخضراء.

وتعمل السلط المعنية على تنمية الحس البيئي لدى المواطنين من خلال العديد من المبادرات و التظاهرات التي تقام سنويا بمناسبة اليوم الوطني والعالمي للبيئة ومنها التظاهرة السنوية لجمع النفايات البلاستيكية والنفايات الخفيفة التي تنفذ  بطريقة منتظمة ودورية  من أجل تحسين واستدامة جمالية البيئة ونوعية الحياة للجميع إضافة إلى برنامج الرعاية الخضراء، الهادف إلى العناية بالمساحات الخضراء بالمدن  وتحسين عيش المواطن والرفع من مؤشرات نوعية الحياة، وهي مبادرات  من شأنها النهوض بالوضع البيئي والحد من ظاهرة التلوث التي تفاقمت في مختلف المناطق على حد سواء حيث تتجه  هذه التظاهرات إلى التركيز على الجانب التحسيسي وأهميته في نشر الثقافة البيئية وتطوير السلوكيات لدى الفرد والمجموعة مع الحرص على تكثيف عمليات مراقبة النقل والإلقاء العشوائي لنفايات الهدم والبناء والنفايات المنزلية والمتناثرة من خلال  الهياكل المراقبة و المختصة وذلك بتنظيم حملات قارة بصفة دورية والوقوف على مسألة ردع مخالفي تراتيب الصحّة والنظافة العامّة، والتوعية والتحسيس، بالآليات اللازمة للحدّ من ظاهرة التلوّث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

القطاع الفلاحي من الحشرة القرمزية إلى ذباب الزيتون …أي مصير قادم..؟

يعتبر القطاع الفلاحي قطاعا استراتيجيّا وحيويّا، لا في تونس فقط، بل في العالم ككلّ، إذ أنّ …