أيام قليلة تفصلنا عن إعادة الربط بالقطارات بين تونس والجزائر: دفع جديد للتنمية.. وللمبادلات التجارية بين البلدين الشقيقين
يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة لإعادة الربط بالقطارات بين تونس والجزائر والذي من المنتظر أن يدخل حيز الاستغلال فعليا بين 15 جوان الجاري و5 جويلية المقبل وذلك بعد استكمال التحضيرات الفنية والتقنية خاصة بعد الاجتماع التقييمي الذي انعقد بتونس أول أمس الجمعة بمقر الإدارة العامة للسكك الحديدية التونسية بتونس بين مسؤولين من الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية والشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الجزائرية للنظر في الإجراءات الفنية والتقنية لإعادة الربط بالقطارات بين تونس والجزائر.
وفي سياق هذه التحضيرات تم يوم الخميس الفارط القيام بتجربة فنية أولى بدون ركاب للنقل السككي في ذات اليوم الذي اقترن بوصول قطار جزائري إلى تونس عبر معتمدية غار الدماء بجندوبة قبل عودته إلى ولاية عنابة الجزائرية أول أمس الجمعة وذلك للوقوف على كافة الاستعدادات واختبار عدد من المسائل التقنية والفنية بهدف تأمين عودة سير النقل السككي بين البلدين المتجاورين في أحسن الظروف وضمان سلامة الركاب والاستجابة إلى المعايير الدولية المتعارف عليها في الربط السككي لنقل الركاّب أو البضائع.
ويأتي في هذا الإطار لقاء وزيرة التجهيز والإسكان والمكلفة بتسيير وزارة النّقل سارة الزعفراني الزنزري أول أمس الجمعة ، بالمدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الجزائرية، عاج بوعوني للتباحث في آفاق التعاون المشترك في مجال النّقل الحديدي ومتابعة مدى تقدّم المرحلة التجريبية لعملية الربط بين تونس والجزائر عبر السكة.
كما تزامن لقاء الوزيرة الذي أكدت فيه أيضا على ضرورة استيفاء كل الشروط الفنية ومعايير السلامة المستوجبة لاستكمال المرحلة التجريبية للربط الحديدي بين البلدين وتوفير الظروف الملائمة لإنجاحها، مع وصول أوّل قطار تجريبي يوم الخميس الفارط إلى محطة غار الدماء، دون مسافرين تابع للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الجزائرية على الخط الحديدي تونس ـ الجزائر منطلقا من مدينة عنابة باتجاه محطة الأرتال بتونس.
وحسب آخر المعطيات فان الربط السككي بين تونس والجزائر سيتم بواسطة قطارات جزائرية في مرحلة أولى إلى أن تغطي الشركة التونسية النقص الحاصل لديها في القطارات وتخصص منها لاحقا ما يحتاجه الخط الرابط بين تونس وعنابة مرورا بباجة وغار الدماء وسوق هراس وصولا إلى عنابة في الإتجاهين.
وينتظر أن يتم خلال النصف الثاني من شهر جوان الجاري أو بداية شهر جويلية المقبل استغلال الخط االجديد القديمب بعد أكثر من 20 سنة من التوقف ،فدخول الربط السككي بين تونس والجزائر في الأيام القليلة القادمة حيز الإستغلال الفعلي، من شأنه أن يسهّل توافد المسافرين والبضائع بين البلدين الشقيقين.
وكما هو معلوم فان مسألة تنمية المناطق الحدودية بين تونس والجزائر تحظى باهتمام ودعم من قبل أعلى هرم سلطة البلدين الجارين من أجل تحقيق مجمل الأهداف المشتركة في علاقة بالتنمية ودفع التجارة والاقتصاد وتأمين الحدود الأمر الذي سيلقي بظلاله على تحسين البنى التحتية في الولايات الحدودية وتركيز نواة حركية اقتصادية وبعث مشاريع تنموية كبرى بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأهالي تلك المناطق الحدودية.
هذا وتأتي برمجة إعادة الربط بالقطارات بين تونس والجزائر مباشرة بعد فترة وجيزة من الاجتماع التشاوري الأوّل بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة، تونس والجزائر وليبيا المنعقد بتونس في 22 أفريل الفارط، وبعد أشغال القمة السابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز التي انعقدت في الجزائر في 2 فيفري الماضي ،حيث اتفق الرؤساء الثلاثة آنذاك على تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
ومن بين المشاريع التي تحظى بمتابعة سلط ومسؤولي البلدين الجارين مشروع الطريق السيارة الرابطة بين معتمدية بوسالم من ولاية جندوبة والحدود الجزائرية والتي كانت موضوع جلسة وزارية أشرف عليها مؤخرا رئيس الحكومة أحمد الحشاني ،وذلك لما يتميز به هذا المشروع من بعد استراتيجي كجزء من الطريق السيّارة المغاربيّة- الافريقيّة وكممر اقتصادي، علاوة على إدراجه في إطار رؤية تنمويّة شاملة ومبتكرة لخلق حركية اقتصادّية بولاية جندوبة والمناطق الحدوديّة، إلى جانب تطوير المبادلات التجارية مع الجزائر الشقيقة.
كما يمثل هذا المشروع امتدادا للبرامج والمشاريع التي خلصت إليها االلجنة الثنائية للتنمية بالمناطق الحدودية الجزائرية ـ التونسيةب مؤخرا والتي أسفرت عن إبرام عدد من الاتفاقات منها ما يتعلق بإطلاق مشاريع للبنية التحتية بالولايات الحدودية، وتقوية إمكانيات حرس الحدود وقوات الأمن لرفع قدراتها على محاربة التهريب والهجرة السرية.
وجدير بالتذكير أيضا في هذا المستوى أنه تم الاتفاق بين البلدين على إطلاق منظومة مشتركة للوقاية والإنذار المبكر، والتدخل للحد من حرائق الغابات. مع استكمال مشروع دراسة، يخص تطوير المبادلات التجارية والاقتصادية عبر الحدود بين محافظتي الطارف، من جهة الجزائر، وجندوبة من جهة تونس، إلى جانب استحداث امنطقة مشتركة للتبادل الحرب بمحافظة الوادي الجزائرية، ومنطقة حزوة بولاية توزر التونسية، وغيرها من المشاريع التنموية والاقتصادية في مختلف القطاعات والمجالات التي تخدم الأهداف المشتركة للبلدين الشقيقين.
ونعتقد أن إعادة الربط بالقطارات بين تونس والجزائر المنتظر دخوله حيز الاستغلال فعليا بين 15 جوان الجاري و5 جويلية المقبل سيكون له الأثر الكبير لدى الشعبين الشقيقين ومن شأنه أن يساهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية من خلال دفع التجارة والحركة الاقتصادية و ما الترحاب الكبير للمواطنين بعودة الربط السككي عند وصول أوّل رحلة للقطار التجريبي يوم الخميس الفارط إلى محطة غار الدماء، دون مسافرين على الخط الحديدي تونس – الجزائر منطلقا من مدينة عنابة باتجاه محطة الأرتال بتونس،إلا دليل على أهمية هذا الخط الحديدي بما يدفع نحو الإسراع بإطلاقه فعليا في الأيام القليلة القادمة كما تم الإعلان على ذلك من طرف مسؤولي البلدين مع ضمان استدامته.
الملف البيئي في صدارة اهتمامات رئيس الجمهورية
من أجل مصالحة مواطنية مع الفضاء العام..! يعدّ ملف النفايات من بين المسائل الكبرى التي تحظى…