2024-06-07

عودته للمنتخب كانت موفقة : المثلوثي مدافع الطوارئ يأتي بــــــــــالــحـل

نجح المنتخب الوطني في مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية ضمن تصفيات كأس العالم 2026، حيث تمكن من تحقيق فوزه الثالث على التوالي في ثلاث جولات الأمر الذي خوّل له البقاء في صدارة مجموعته قبل التحول إلى ويندهوك لملاقاة المنتخب الناميبي في إطار الجولة الرابعة يوم 9 جوان الجاري.

وقد لعبت بعض الجزئيات دورا هاما في منح منتخبنا نقاط الفوز في مباراة وجد خلالها عديد الصعوبات ضد منتخب غينيا الاستوائية الذي أحرج منتخبنا في بعض المناسبات، لكن في نهاية المطاف خرج المنتخب الوطني بالعلامة الكاملة رغم أنه لم يظهر بأفضل مستوى، ويبدو أنه تأثر بالغيابات العديدة التي طالت بعض الركائز على غرار يوسف المساكني ووجدي كشريدة، لكن في المقابل فإن المقابلة الأخيرة كانت بمثابة الفرصة المواتية لعودة بعض العناصر من الباب الكبير وفي مقدمتهم نجم الزمالك المصري حمزة المثلوثي الذي لعب دورا حاسما في منح المنتخب الوطني نقاط الفوز.

عودة في الوقت المناسب

يعيش المثلوثي أفضل لحظات مسيرته الاحترافية مع نادي الزمالك، فهذا اللاعب عانى كثيرا خلال الفترة الأولى لهذه التجربة المصرية، لكن وضعه تبدّل تماما هذا الموسم، فالمثلوثي استطاع أن يتجاوز كل الصعوبات التي مرّ بها في السابق وقدّم عروضا قوية للغاية، ليلعب دورا محوريا في تتويج فريقه بلقب كأس «الكاف»، وكانت بداية تألقه اللافت منذ الدور التمهيدي لهذه المسابقة عندما سجل هدفا حاسما منح به بطاقة عبور ناديه إلى الدور الموالي، قبل أن يفرض نفسه ضمن حسابات مدربه الذي غيّر تمركزه من ظهير أيمن إلى مدافع محوري، وهذا التغيير كان موفقا إلى أبعد الحدود بما أن المثلوثي قدّم في المجمل أداء مقنعا وأصبح أحد أهم لاعبي فريقه هذا الموسم إلى جانب مواطنه سيف الدين الجزيري، والدليل على ذلك اختياره أفضل لاعب في مباراة الدور النهائي لكأس «الكاف» ضد نهضة بركان.

هذا التألق الواضح كان من البديهي أن يلفت انتباه الإطار الفني للمنتخب الوطني بقيادة منتصر الوحيشي الذي أعاد من جديد حمزة المثلوثي لقائمة «نسور قرطاج» بعد غياب طويل، وهذه العودة التي جاءت في الوقت المناسب تعكس مدى الانتعاشة القصوى التي يمرّ بها مدافع الزمالك، لكن في هذا السياق من الضروري التأكيد على أن دعوة المثلوثي كانت بغاية توفير حلول جديدة لتعويض غياب الظهير الأيمن للمنتخب وجدي كشريدة المصاب، حيث تواجد ضمن قائمة المنتخب إلى جانب كل من يان فاليري وغيث الزعلوني، وفي هذا الإطار تحدث الوحيشي قبيل المباراة الأخيرة عن دعوة المثلوثي قائلا: «رغم أن المثلوثي تألق بشكل كبير للغاية مع الزمالك خلال الفترة الأخيرة في خطة مدافع محوري، فإن وجوده مجددا مع المنتخب الوطني يهدف إلى توسيع قاعدة الخيارات على مستوى الرواق الأيمن، نحن على يقين أن اللاعب لديه خبرة كبيرة واكتسب خلال تجربته المصرية ثقة عالية في النفس وهذا الأمر يخوّل له تقديم الإضافة للمنتخب».

دور المنقذ

وما أشار إليه مدرب المنتخب الوطني تحقق فعلا في مواجهة غينيا الاستوائية، ذلك أن منتخبنا الذي لم يقدّم أداء مثاليا ووجد عديد الصعوبات ضد منافسه، بدا وكأنه بحاجة إلى جهود فردية من أحد اللاعبين من أجل صنع الفارق، وهذا الحل وفرّه المثلوثي الذي تقمص دور المنقذ ورجل الطوارئ الذي قدم من بعيد ليجنب منتخبنا التعثر في هذا اللقاء، فبفضل انطلاقاته المتواصلة على الجهة اليمنى، نجح في توفير بعض الدعم للخط الأمامي كما أن مستواه من الناحية الدفاعية كان جيدا ومطمئنا، لكن الأهم من ذلك أن هذا اللاعب أحدث المنعرج الحاسم في اللقاء بعد أن أجبر  بطريقة ذكية أحد مدافعي المنتخب المنافس على ارتكاب الخطأ ليحصل على ضربة جزاء كانت كفيلة بمنح «نسور قرطاج» نقاط الفوز وبالتالي مواصلة رحلة الدفاع عن حظوظه كاملة في حسم تأهله مجددا لنهائيات كأس العالم.

والثابت أيضا أن المثلوثي استطاع بدوره أن يثبت للجميع أن بمقدوره لعب دور مؤثر والمساهمة بشكل فعّال في تحقيق النتائج المرجوة، حيث أنه تخلص من ثوب اللاعب البديل في أغلب مشاركاته السابقة مع المنتخب، وأكد أنه اكتسب خبرة لا يستهان بها مع الزمالك المصري تؤهله للمنافسة مستقبلا بكل قوة وثقة على البقاء لأطول فترة ممكنة ضمن الخيارات الأولى للإطار الفني للمنتخب الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه

بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…