بعد مقتل مواطن نهشه كلب : استياء كبير في صفوف المواطنين بسبب الكلاب السائبة
لا يكاد يخلو مكان من وجودها في مختلف مناطق الجمهورية ،حتى الأحياء الراقية في العاصمة وما جاورها من مدن أصبحت تزدحم بالكلاب السائبة التي تزايدت اعدادها في ظل تقلص حملات القنص والرفض المتكرر لجمعيات الرفق بالحيوان لحملات القضاء على الكلاب السائبة.
الجدل عاد من جديد ليطفو على سطح الأحداث لكن هذه المرة بشكل أكثر حدة بعد الحادثة الأليمة التي جدت خلال اليومين الاخيرين بمعتمدية السواسي من ولاية المهدية، التي تمثلت في وفاة مؤذن بجامع أثناء عودته إلى منزله بعد صلاة الصبح، أين تعرّض لهجوم من قبل مجموعة من الكلاب السائبة أمام المستودع البلدي بالجهة حيث أوضح في ما يتعلق بتفاصيلها الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية، فريد بن جحا، في مداخلة اذاعية له أن الضحية تعرّض للنهش والعض من كلاب يبدو أنها تابعة للمستودع البلدي في أماكن مختلفة من جسده.مضيفا أن الضحية تحامل على نفسه وقصد بعد ذلك المستشفى، لكنه توفي متأثرا بالجروح التي تعرّض لها و أنه قد تم عرض الجثة على الطبيب الشرعي وفتح بحث تحقيقي وتعهيد الشرطة العدلية بالمهدية بمواصلة الأبحاث لتحميل المسؤوليات والجهات التي تركت الكلاب سائبة.
أثارت هذه الحادثة استياء كبيرا في صفوف المواطنين الذين عبروا عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن رفضهم القاطع لهذه المشكلة التي تحولت الى ظاهرة لاسيما وانها أصبحت تهدد حياة الأفراد وبحسب أرقام وزارة الصحة، سجلّت تونس منذ بداية هذا العام، 4 وفيات بداء الكلب، من بينها طفل يبلغ من العمر 13 عاما، مقابل 6 وفيات العام الماضي، بينما يقدّر عدد الكلاب السائبة أو التي تتم تربيتها بـ520 ألف، بحسب إحصائيات وزارة الفلاحة سنة 2023 كما أثبتت التحاليل التي أجراها مخبر داء الكلب بمعهد باستور تونس، والتي شملت 1281 عينة لتقصي داء الكلب وردت عليه من مختلف جهات الجمهورية، سنة 2023، الإصابة بداء الكلب في 28 بالمائة من العينة عند الحيوان و19.51 بالمائة في المائة منها عند الكلاب كما تم، في السنة ذاتها، تسجيل قرابة 40 ألف حالة تعرض إلى هجوم من حيوان مشبوه .
بدوره كشف عميد البياطرة التونسيين احمد رجب في تصريحات سابقة انّ عملية قنص الكلاب في تونس لمواجهة انتشار داء الكلب إجراء صحي وقانوني، مشيرًا إلى أن 60 في المائة من الأمراض منقولة من الإنسان إلى الحيوان ومؤكدا أيضا أنّ مرض الكلب عاد للانتشار في تونس بشكل لافت بعد وفاة 6 أشخاص بهذا المرض سنة 2023 إضافة إلى تسجيل حالة وفاة في 2024 مع إصابة أكثر من 20 حيوانا، واصفًا الوضع بـ«الكارثي» ومعلقا على الظاهرة بأنه «من المفروض أن يكون هذا المرض منسيا في تونس لكن في الحقيقة هو منتشر الآن والوضع كارثي والحل هو قنص الكلاب التي تحمل المرض لأن التلقيح في بعض الأحيان لا يكون ناجعًا».
78 بالمائة منهم يريدون العودة : هل ستنجح تونس في استعادة كوادرها الطبية؟
كشفت نتائج دراسة أصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في مارس 2024،حول هجرة مهنيّي الصحّة ان …