قائده لن يشارك في مواجهة الترجي : هــل يــقدر الفريق على الاستمرار فـي الـحـصـانة الـدفاعـية فـي غـيـاب بــن سـعـيـد؟
كان كل أحباء الاتحاد المنستيري يمنون أنفسهم بأن يتعثر الترجي الرياضي خلال مباراته الأخيرة ضد النادي الإفريقي حتى يقدر فريقهم على الاقتراب أكثر ما يكون من المتصدر والبقاء بفارق ضئيل من النقاط، لكن هذا الأمر لم يحصل واستطاع الترجي أن يحقق فوزا جعله يبتعد عن الاتحاد أقرب ملاحقيه بفارق خمس نقاط، لذلك ستكون المواجهة المنتظرة بين الفريقين خلال الجولة القادمة شديدة الأهمية بالنسبة إلى كلا الفريقين، فالترجي سيكون هدفه المحافظة على هذا الفارق على أقل تقدير حتى يضمن التتويج باللقب، في حين سيكون الهدف الوحيد لزملاء هشام بكار هو الفوز وتقليص الفارق إلى نقطتين وبالتالي تأجيل الحسم في مصير لقب البطولة إلى غاية الجولة الأخيرة.
في هذا السياق سيخوض الاتحاد مباراته المرتقبة ضد الترجي بملعب رادس بتشكيلة ستعرف غيابا مؤثرا ومهما للغاية، والحديث هنا يهّم الحارس الأساسي وقائد الفريق البشير بن سعيد الذي تلقى الإنذار الثالث في المقابلة الأخيرة، وهذا الغياب يمكن أن يطرح عديد التساؤلات بشأن قدرة الفريق على الصمود والثبات دفاعيا ضد فريق قوي من الناحية الهجومية واستطاع أن يسجل سابقا ضد منافسه خلال المباريات الثلاث التي جمعت بين الاتحاد والترجي هذا الموسم.
اختبار القدرات الدفاعية
من الثابت في هذا السياق أن الفريق نجح هذا الموسم في تجاوز الصعوبات التي عانى منها في البداية بعد خروج عدد مهم للغاية من مدافعيه الذين كانوا يمثلون ركائز المنظومة الدفاعية في السابق، وبعد أن ثبّت المدرب السابق محمد الكوكي دعائم التركيبة الدفاعية الجديدة من خلال اختيار كل من فابريس زيغي وفرات السلطاني ومحمد علي بن سالم لتأثيث محور الدفاع، فإن خليفته أي المدرب الحالي لسعد الشابي نجح بدوره في تحسين قدرات الفريق من الناحية الدفاعية، من خلال تقوية وسط الميدان في ظل الاعتماد على النيجيري موزاس أوركوما واللاعب الواعد لؤي الترايعي الذي استطاع أن يفرض نفسه ضمن خيارات الإطار الفني وبات من العناصر الأساسية التي ساهمت في تحسين قدرات الفريق سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية.
لكن من المؤكد أن هذا التحسن أو بالأحرى الاستمرار في تقديم عروض دفاعية مقنعة دفاعيا منذ عدة مواسم يعود بشكل أساسي إلى وجود حارس متمرس ومتألق قدّم على امتداد السنوات الأخيرة أداء مقنعا للغاية وساهم في تألق فريقه بشكل منتظم، وهذا التألق اللافت المتواصل لحارس الاتحاد جعله يكون جديرا بالانتماء إلى المنتخب الوطني وبات ظهوره ضمن تربصات «نسور قرطاج» منتظما، بل إنه كان الحارس الأساسي للمنتخب خلال الدورة الأخيرة لكأس إفريقيا، وفي هذا السياق فإن معدلات الحارس بن سعيد وإحصاءاته جعلته الحارس الأفضل في منافسات البطولة الوطنية خلال المواسم الأخيرة، حيث وصف بملك «الكلين شيت»، إذ أنه حافظ على نظافة شباكه في عدد كبير من المقابلات، وهو ما تأكد أيضا خلال المباريات الأخيرة ضمن منافسات مرحلة «البلاي أوف» إذ أنه لم يقبل أي هدف في ست مباريات من مجموع ثماني مقابلات، وخلال هذه اللقاءات لم تهتز شباكه سوى في مناسبتين فقط، وهذا الإنجاز جعل الاتحاد المنستيري يحتل صدارة ترتيب أفضل خطوط الدفاع بهدفين فقط، في حين أن الترجي الرياضي متصدر ترتيب البطولة الذي يضم في صفوفه الحارس المتألق أمان الله مميش قبل إلى حد الآن سبعة أهداف كاملة.
سليمان يحمل الآمال
ولأجل تعويض الحارس الدولي بن سعيد خلال المباراة المرتقبة والمصيرية ضد الترجي فإن المعطيات الراهنة تشير إلى أن الحارس الثاني أحمد سليمان سيكون أساسيا في هذا اللقاء، وفي هذا السياق تسود حالة من التخوف بشأن مدى قدرة هذا الحارس على البروز وتعويض بن سعيد كأفضل ما يكون خاصة وأنه لم يشارك سوى في حالات نادرة منذ انضمامه للاتحاد المنستيري، بيد أن الإطار الفني سيضع رهانه على قدرة عناصر الدفاع في المحافظة على حالة الصمود الدفاعي وبالتالي تقديم عرض جيد يتيح للاتحاد تفادي قبول الأهداف، والثابت أيضا أنه سواء كان بن سعيد حاضرا أو غائبا في هذا اللقاء الحاسم فإن الترجي يظل قادرا على الوصول إلى المرمى مثلما حصل في أغلب المواجهات الأخيرة بين الفريقين، لذلك فإن تأثير هذا الغياب سيكون مرتبطا أساسا بمدى نجاح لسعد الشابي في دعم الثوابت الدفاعية واختيار الخطة الناجعة التي تضمن تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب رادس.
الفريق يحصد ثلاث نقاط جديدة : توهج أومارو يغطّي على كل النقائص
نجح الملعب التونسي في تحقيق فوز مهم للغاية من شأنه أن يساعد الإطار الفني على مواصلة العمل …