حسم البطولة على الأبواب: فـــهــــل يـــفــتــح الـمـدب مـلـــف التــــــــــــجـديد؟

قطع الترجي الرياضي خطوة هامة نحو لقب البطولة حيث تكفيه نقطة وحيدة في المواجهة الحاسمة التي ستجمعه في الجولة القادمة بملاحقه المباشر الاتحاد المنستيري لضمان التتويج بعد أن أبقى الفوز في «الدربي» على مسافة الأمان المقدّرة بخمس نقاط والتي وضعت زملاء أمان الله مميش في وضعية مريحة للغاية تجعل التعامل مع المرحلة القادمة أفضل ودون عوائق كبيرة.

ولم تدم الراحة طويلا رغم التوقف حيث استأنفت المجموعة التحضيرات تأهبا للجولتين المتبقيتين في عمر الموسم  في غياب العناصر الدولية أمان الله مميش وياسين مرياح وغيلان الشعلالي وروجي أهولو ومحمد أمين توغاي، وبالتوازي مع التركيز على القمة المرتقبة سيحظى ملف التجديد بالأهمية اللازمة مع نهاية عقود عديد الركائز في نهاية الشهر الجاري ليصبح الفريق مهددا بخسارة عموده الفقري وخاصة في الدفاع ووسط الميدان.

ولئن أجّلت الالتزامات الرياضية وعلى رأسها رابطة الأبطال فتح هذا الملف، فإن طي صفحة المشاركة وكذلك حسم مصير اللقب بنسبة هامة يحتّمان الشروع في التحضير للموسم القادم وخاصة من ناحية الرصيد البشري الذي يحتاج الى تدعيمات قوية من أجل النجاح غير أن المحافظة على الركائز لا يقلّ أهمية للإبقاء على الاستقرار داخل المجموعة والبناء على المكتسبات المسجّلة وخاصة على الصعيد الجماعي والتي قادت الفريق إلى تحقيق نتائج طيبة مقارنة بفترة الفراغ التي عاشها في السنوات الفارطة.

شبه محسوم

بات مصير ياسين مرياح شبه محسوم بعد اتفاقه المبدئي مع الأهلي القطري على إمضاء عقد يمتد موسمين في انتظار التفعيل الرسمي في نهاية الشهر الجاري ليسدل الستار على علاقة المدافع الدولي مع الترجي الذي قدّم عرضا في الوقت الضائع للاعب الذي يبدو أنه اختار الجانب المالي على الرياضي باعتبار الرهانات الكبيرة التي تنتظر فريق باب سويقة في الموسم المقبل وأهمها المواعيد القارية وكذلك المشاركة في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تصبّ المغادرة الوشيكة لياسين مرياح في صالح هاني عمامو الذي ينتظر فرصة حقيقة تأجلت أكثر من اللزوم بسبب الاستقرار السائد في وسط الدفاع منذ الموسم الفارط بوجود ثنائي دولي، ولا يستبعد أن تفاتح إدارة الترجي عمامو برغبتها في التجديد لفترة إضافية باعتبار أنه قدّم في الفترات التي خاضها مؤشرات جيدة وكان البديل الناجح كلّما احتاجه الإطار الفني لكنه محتاج إلى مضاعفة العمل من أجل نيل المكانة التي يستحقها.

بين الشك واليقين

قد يكون الموسم الذي اقترب من نهايته الأخير لأقدم لاعبين في المجموعة معز بن شريفية وغيلان الشعلالي واللذين عانقا المجد وكانا من أعمدة الترجي طيلة سنوات غير أن المعطيات الراهنة تفيد بفرضية بقاء الحارس المخضرم ومتوسط الميدان العائد الى صفوف المنتخب الوطني بعد غياب طويل بفضل استقرار أدائه ونجاحه في رفع أسهمه رغم المشاكل البدنية التي عانى منها طويلا وكادت تجعله خارج أسوار الحديقة «ب» لولا الثقة المتجددة من مسؤولي الترجي، وتعتبر مواصلة المسيرة الخيار الأنسب للشعلالي خاصة وأنه يحظى بالثقة اللازمة من جميع الأطراف كما أن وجوده يعطي التوازن المطلوب في وسط الميدان الذي شكّل في السنوات الأخيرة نقطة ضعف في غياب الاستقرار وتفاوت أداء اللاعبين.

وارتبط بن شريفية في الآونة الأخيرة بالدرجة الثانية السعودية حيث تلقى عرضا من فريق صاعد حديثا أبدى رغبة كبيرة في التعاقد مع المتوج بثلاثة ألقاب قارية مع فريق باب سويقة غير أن إدارة الترجي قد تقلب الطاولة بفرض بقاء حارسها الثاني خصوصا وأنه يلعب دورا مهما من ناحية التأطير فضلا عن قيمة وجود منافسة في مركز حساس لتفادي تراجع مستوى أمان الله مميش وهو أمر عادي لأي لاعب كرة قدم.

خيار وحيد

لا يوجد الظهير الأيسر محمد أمين بن حميدة في مفترق طرق عكس بقية زملائه المنتهية عقودهم في نهاية الشهر الجاري حيث لا يملك عروضا خارجية وبالتالي سيكون التجديد مسألة وقت لا غير باعتبار أن وضعيته شهدت تغيّرا كبيرا قياسا ببدايته مع الفريق الذي عاد اليه بعد تجارب على سبيل الإعارة في الرابطة الثانية ليظهر قدراته تدريجيا ويصبح من الركائز التي لا غنى عنها في التشكيلة الأساسية رغم الانتقادات التي لاحقته طويلا ولم تؤثر في أدائه ليكون حاضرا مع مختلف الأسماء المتداولة على تدريب الفريق.

ورغم أن تجديد عقد محمد بن أمين حميدة منتظر بشدة، فإن التعاقد مع ظهير أيسر ثان سيكون من أولويات المرحلة المقبلة بعد أن فشل أسامة السهيلي في المنافسة على مكان أساسي بل إنه خرج من المجموعة منذ لقاء الكأس ضد محيط قرقنة ليكون الاطار الطبي في سباق ضد الوقت لتجهيز بن حميدة في اياب النهائي القاري في غياب بديل جاهز وهو ما يؤكد حتمية تعزيز المنافسة في الجهة اليسرى مثلما هو الحال في بقية المراكز طالما أن الفوارق واضحة بين العناصر الأساسية والاحتياطية.