منتدى التعاون الصيني العربي : تونس على طريق تنويع شراكاتها الاقتصادية
يعدّ منتدى التعاون الصيني العربي الذي تحتضنه الصين حاليا، أحد أهم الفعاليات التي يشارك فيها عدد من كبار القادة والدبلوماسيين العرب ومن بينهم رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وفي افتتاح منتدى التعاون الصيني ـ العربي في بكين، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الخميس، أنه سيسعى لتعميق التعاون مع الدول العربية.
ويناقش منتدى التعاون الصيني العربي الذي يتواصل في بيكين من 28 ماي الجاري إلى 1 جوان المقبل سبل تعزيز وتنمية علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع بين الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، بالإضافة الى بحث مستجدات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأعلن الرئيس الصيني، في كلمته أمام المنتدى، أن «الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق»، وفق ما ورد في بيان لوزارة الخارجية الصينية.
ودعا الرئيس الصيني، الدول العربية إلى تعميق التعاون في مجالات مثل التجارة والطاقة النظيفة والتطور التكنولوجي واستكشاف الفضاء والرعاية الصحية، وقال إن الصين والجانب العربي سيبنيان إطارًا أكثر توازنًا للعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع على الجانبين.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعرب بدوره في كلمته أمس الخميس في أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عن التطلع إلى دعم ما تم بناؤه مع الصين منذ ستة عقود والعمل على مزيد الارتقاء بالعلاقات المتينة بين البلدين إلى أعلى. وقال إن الهدف من استحضار التاريخ المشترك هو «الاستلهام منه لنواصل معا في بناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التآزر والتعاضد والتعاون».
وتنعقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، في بكين، بمناسبة الذكرى الـ20 لتأسيس المنتدى، الذي يحظى هذه المرة بأهمية كبيرة لتنفيذ مخرجات القمة العربية ـ الصينية، التي انعقدت في السعودية عام 2022، والإسراع في بناء المجتمعين الصيني والعربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
وثمّن في هذا السياق، الخبير الاقتصادي معز حديدان أهمية هذا المنتدى في ظل الحجم الاقتصادي الكبير للصين على المستوى العالمي والإقليمي والإفريقي، حيث بين أن الصين ستكون أول قوة اقتصادية في العالم من جديد في غضون سنة 2030.
واعتبر معز حديدان أن مشاركة رئيس الجمهورية قيس سعيد في هذا المنتدى مهمة وتاريخية، باعتبار أنها أول زيارة لرئيس تونسي إلى الصين منذ استقلال البلاد.
ولفت محدثنا إلى أن هذا المنتدى يعدّ فرصة لتونس للحديث عن استثمارات ومشاريع اقتصادية مباشرة فعلية في عدة مجال خاصة منها الطاقات المتجددة، فضلا عن الإمكانيات الهائلة للعملاق الصيني في كل المجالات والاستثمارات المبرمجة في القارة الإفريقية أبرزها مشروع طريق الحرير في إفريقيا.
ودعا معز حديدان إلى أهمية التسويق للوجهة التونسية الاستثمارية في هذا المنتدى من اجل تنويع الأسواق والشراكات الجديدة في مجالات البنية التحتية والمشاريع التجارية مبينا «عندما تبني الصين ميناء ضخما في إفريقيا فهذا سيفتح الباب إلى السوق الصينية وبقية الأسواق العالمية بالنسبة لتونس».
ويقر الخبير الاقتصادي بان العلاقة بين الصين والعالم العربي اليوم تحكمها المصلحة المشتركة خاصة وان الصين تنظر بعقلية استثمارية إلى القارة الإفريقية والعالم العربي.
وقال معز حديدان : «نظرا لأهمية الصين في الوضع الاقتصادي الحالي، ونظرا لموقع تونس الاستراتيجي في مشروع طريق الحرير في إفريقيا فاعتقد أنها فرصة كبيرة بالنسبة لتونس».
المنفعة المتبادلة
ويستهدف الجانب الصيني والعربي توسيع التعاون بينهما لتحقيق المنفعة المتبادلة، وقد وقّعت الصين مع الدول العربية وجامعة الدول العربية وثائق التعاون لبناء «الحزام والطريق»، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع كبير في إطارها، يستفيد منها نحو ملياري نسمة.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال العامين الماضيين إلى 400 مليار دولار، وهو 10 أضعاف ما كان عليه قبل 20 عاماً.
ويشهد التعاون الصيني ـ العربي تقدما بارزا في مجالات الطاقة والمالية والبنية التحتية وغيرها.
وتعدّ زيارة الدولة التي يؤديها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية والتي تدوم خمسة أيام فرصة لتطوير التبادل التجاري وإرساء تعاون استراتيجي وتعميق الشراكة مستقبلا مع العملاق الصيني.
عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء عبروقي : جاهزون للانتخابات البلدية.. في انتظار الإطار التشريعي الجديد..!
عقدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أول أمس الثلاثاء جلسة دورية مخصصة لمتابعة التقدم ال…