2024-05-30

تطور قطاع تعليب المياه أمام تزايد الاستهلاك في موسم الذروة : حجم المبيعات يناهز 3,2 مليار لتر سنة 2023

يتزايد استهلاك المياه المعلبة في تونس بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف.حيث أن ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة جعل الاقبال على استهلاك المياه المعدنية المعلبة يشهد معدلات قياسية. كما وضعت التغيرات المناخية المتسارعة مزيدا من الضغوط على الموارد المائية وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من تبخر المياه وتقلل من مخزون المياه السطحية والجوفية وبالتالي نقص توفر المياه الصالحة للشرب في عديد المناطق مما يدفع العديد من المواطنين إلى الاعتماد على المياه المعلبة لتلبية احتياجاتهم اليومية من الشرب خصوصا في ظل انقطاعات المياه المتكررة خلال أشهر الصيف في ظل نقص المياه ومشاكل التوزيع وتدهور أو نقص البنية التحتية لشبكات المياه في بعض المناطق، مما جعل المياه المعلبة بديلا مريحا. كما يعكس الإقبال الكبير على المياه المعلبة التحديات المائية الكبيرة التي تواجهها تونس والحاجة إلى حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية بشكل أكثر فعالية وإتخاذ إجراءات لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.

ولتلبية الطلب المتزايد على المياه المعدنية المتوقع خصوصا خلال فصل الصيف تطور عدد وحدات تعليب المياه في تونس الى 30 وحدة تعليب مياه موزعة على 14ولاية وتوفر هذه الوحدات 3265 موطن شغل قار ومباشر سنة 2023 إلى جانب حوالي 10الاف موطن شغل غير مباشر مع الاشارة إلى وجود 3 مشاريع مبرمجة لسنة 2024.

وقد ناهز حجم مبيعات المياه المعلبة سنة 2023 قرابة 3 مليارات و200 مليون لتر.كما ناهز المعدل السنوي الحالي لكمية المياه المعلبة 3,5 مليون لتر مكعب بـ30وحدة اي ما يساوي 3,6 لتر/ثانية كدفق لكل وحدة تعليب و0,19% من مخزون الموائد المائية. والواضح أن التغيرات المناخية ونقص الأمطار سيطرح تحديات جديدة وسيساهم في مزيد ارتفاع الإقبال على  استهلاك المياه المعلبة في تونس وهو ما سيرفع في طاقة الانتاج وتطوير هذا القطاع.

وفي هذا الاطار تم ضبط مخطط مديري للمياه المعلبة التونسية يشمل ثلاثة مراحل المرحة الاولى تتضمن ضبط الموارد المائية التي يمكن تعليبها عبر جمع البيانات الهيدروجيولوجية وتقييم جودة المياه والقدرة والاستدامة مع مراعاة التحديات التي يطرحها التغير المناخي. بالإضافة إلى رسم خرائط تحدد الموارد الجوفية المناسبة لتعليب المياه. أما المرحلة الثانية فتتضمن التخطيط الاستراتيجي لتطوير قطاع المياه المعلبة من خلال تحليل شامل لتوازن العرض والطلب على المياه المعلبة بتقييم كمية المياه المعبأة المتاحة حاليا في السوق. بالإضافة إلى الطلب المتوقع في السنوات القادمة مع مراعاة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الطلب على المياه المعبأة بما في ذلك اتجاهات الاستهلاك وعادات الشراء وتفضيلات المستهلكين وتوفر الموارد المائية ومعايير اختيار المناطق ذات الأولوية للاستغلال.أما المرحلة الثالثة من هذا المخطط المديري فتشمل إعداد مخططات عمل على المدى القصير والمتوسط والبعيد إلى أفق 2050 لضمان إدارة فعالة ومستدامة لهذه الموارد الثمينة من المياه مع تلبية احتياجات السوق والحفاظ على  البيئة وذلك بتحقيق الاستدامة مع مواجهة تحديات التغير المناخي لضمان استمرارية توفير المياه المعلبة والحفاظ على البيئة وضمان جودة عالية من المياه المعلبة مع الحفاظ على توفير كميات كافية من المياه وتعزيز استخدام التقنيات المتقدمة لتحسين الإدارة والإنتاج مع تقليل الأثر البيئي من خلال ممارسات مستدامة وإعادة تدوير التعبئة والتغليف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

من أجل تحقيق الأمن الغذائي..

 لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها  وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …