2024-05-30

بهدف القضاء عليه بحلول 2030 : وحدات متنقلة للتوعية وللتقصي اللاإسمي لمرض «السيدا»

انطلقت منذ يومين الوحدة المتنقلة الجديدة للكشف اللااسمي والمجاني والطوعي للأمراض المنقولة جنسيّا التابعة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري في تقديم خدمتها لفائدة مختلف الفئات الاجتماعية والشرائح العمرية وخاصة بالأوساط والمناطق الريفية المنعزلة التي تفتقد إلى المرافق الصحية وإلى طب الاختصاص وتعد هذه الوحدة وفق ما أكده الديوان على صفحته الرسمية  فضاء مفتوحا  للإنصات والإرشاد والتوجيه وفضاء مخصصا لإجراء اختبارات وفحوصات التشخيص السريع عن طريق مهنيين مؤهلين ومتمرسين تابعين له موضحا بانه  قد تم تجهيز الوحدة بآلة كاشفة الصدى وبكافة المعدات الضرورية من أجل تأمين خدمات متكاملة وذات جودة.

وتأتي هذه المجهودات التي يقوم بها الديوان في إطار البرنامج الوطني لتحسين صحة الشباب وذلك عبر تعزيز وتقريب خدمات الوقاية والعلاج وكذلك تفعيلا للخطة الوطنية الشاملة للتوعية بخطورة الأمراض المنقولة جنسيا والتي تتجسد خاصة في  توفير خدمات الصحة الجنسية لغير المتزوجين والعمل على تقريبها من الشباب حيثما كانوا وتشجيعهم على الإقبال على مراكز الإرشاد والكشف اللاإسمي والمجاني..

كما تهدف هذه الخطة إلى  الوقاية من السلوكات المحفوفة بالمخاطر خلال كافة المراحل العمرية خاصة لدى الفئات الهشة والأكثر اختطارا لاسيما  وان  دراسات سابقة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري كشفت أن الشباب التونسي يجهل كثيرا عن الحياة الجنسية لذلك تسعى الوحدة الى استهداف الشباب عبر التنقل  إلى الفضاءات الخاصة بهم على غرار الجامعات ومراكز التكوين ودور الشباب في مختلف الجهات ولئن اصبح  التعايش مع فيروس السيدا اليوم أمرا ممكنا امام تطور المقاربات العلاجية لهذا المرض وخاصة في حالات اكتشاف الفيروس في مراحله الأولى الا ان عمليات التقصي المبكر اصبحت تكتسي اهمية خاصة في تفادي تعكر الحالة الصحية للمصاب ولحامل الفيروس وأيضا في إيقاف انتشار هذا المرض.

وقد أبرزت في هذا الصدد إدارة الرعاية الصحية الأساسية أن عدد المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة المكتسبة في تونس قدر حسب إحصائيات سنة 2022 بحوالي 6890 حالة 50 بالمائة منهم يعرفون أنهم حاملون للفيروس و26 بالمائة من الحالات المقدّرة يتلقون العلاج مع الاشارة وأن عدد الحالات الجديدة المسجلة خلال سنة 2022 بلغت 412 حالة منها 5 حالات لأطفال أقل من4 سنوات.

وأشارت في جانب آخر بيانات ادارة الرعاية الصحية الأساسية الى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا ترتكز بالخصوص على مقاربة تحترم حقوق الانسان وذلك بالسعي الى إنهاء كل أوجه الوصم والتمييز ورفع كل العقبات أمام الفئات الهشة والأكثر عرضة للإصابة والأجانب المقيمين والأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية للتمتع بكل الوسائل المتاحة للوقاية والعلاج والإحاطة النفسية والاجتماعية في إطار المساواة بين كل أفراد المجتمع.

كما تعتمد الاستراتيجية على مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين اللاإسمي من منظمات المجتمع المدني وممثلي المتعايشين مع فيروس نقص المناعة والفئات الهشة والأكثر عرضة للفيروس الى جانب مواصلة دعم البرنامج الوطني لمكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة لتحقيق الهدف المشترك وهو القضاء على الفيروس بحلول سنة 2030.

وتعمل وزارة الصحة سنويا على تكثيف عمليات التقصي اللاإسمي والمجاني للأمراض المنقولة جنسيّا عبر تنظيم العديد من الحملات التي تعمل على محورين  أساسيين، الأول تحسيسي ويهدف الى توعية الناس بأهمية مقاومة هذا المرض والانتباه الى الأسباب التي تؤدي الى الإصابة به، والمحور الثاني يقوم على تقصي الإصابة منه من خلال اخضاع الناس الى كشوفات طبية وتحاليل بيولوجية حينية لمعرفة مدى الإصابة بهذا الوباء.

ولإنجاح هذه الحملات كونت وزارة الصحة العمومية مجموعة من الفرق الطبية المختصة في التثقيف الصحي والتوعية والتحاليل البيولوجية وفي صورة اكتشاف إصابات بهذا المرض يتم على الفور التكفل بالمصاب وتوجيهه للأقسام الطبية المختصة لتلقي العلاجات اللازمة والاحاطة به على جميع المستويات، مع العلم وان عمليات التقصي تتم في كنف السرية وغير اسمية ففي إطار البرنامج الوطني لمكافحة السيدا قامت وزارة الصحة مع شركائها سنة 2022  بـ19 ألف حالة تقصي من بينها 17 ألف تقصي موجه للنساء الحوامل في إطار برامج رسمية تسعى إلى مكافحة انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بات يعصف بثوابت القيم والأخلاق : أيّ حدود.. وأيّ حلول.. لظاهرة التنمّر؟

كغيره من الظواهر الهدامة التي باتت تنخر المجتمع أصبح التنمر يتفاقم بشكل ملفت للنظر وينتشر …