2024-05-30

الذكرى العشرون لتأسيس منتدى التعاون الصينى العربي: تضاعف حجم التعاون بين الصين والدول العربية إلى أكثر من عشر مرات

يمثل المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصينى العربي الذي سيعقد فى بكين اليوم 30 ماي الجاري ويحضره رئيس الجمهورية قيس سعيد مع عدد من رؤساء وقادة الدول العربية فرصة لإلقاء نظرة عميقة على جذور هذا التعاون وما حققه من إنجازات وما يواجهه  ايضا من فرص وتحديات مستقبلية خصوصا وانه يحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين لتأسيسه.

تشير المعطيات المتوفرة في هذا الاطار الى احتفاظ  عديد الدول العربية بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين في الوقت الحالي تجسدت نتائجها في تحقيق استثمارات صينية في هاته الدول قاربت 250 مليار دولار مع حجم تجارة بينية تقارب نصف تريليون دولار في نهاية 2023 بعد ان كان في حدود 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 وهو ما يعني أن إجمالي حجم التعاون بين الصين والدول العربية قد تضاعف اكثر من  عشر مرات خلال عقدين من الزمان اي منذ إنشاء منتدى التعاون وقد تم خلال العام الماضي فقط تصدير 260 مليون طن من البضائع والمنتجات المختلفة ما بين الصين والدول العربية  ، كما وقعت الصين وثائق تعاون بشأن مبادرة «الحزام والطريق» مع جميع الدول العربية الـ22 والجامعة العربية، ونفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع تعاون واسع النطاق في إطار البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» ، وقد استفاد من نتائج هذا التعاون ما يقارب ملياري شخص من كلا الجانبين وتصل الكلفة الإجمالية لهاته المشاريع  الى أكثر من 400 مليار دولار حسب ماصرح به وزير الخارجية الصيني اول امس خلال مؤتمر صحفي عقد ببيكين لتسليط الضوء على مستجدات المؤتمر الوزارى العاشر لهذا المنتدى .

ويخطط المنتدى لاعتماد وثائق ختامية مثل «إعلان بكين» و«خطة عمل المنتدى للأعوام 2024-2026» والتي من شأنها أن تزيد من تعزيز التوافق الصيني العربي وتخطط للمرحلة القادمة من التعاون وتعبر بشكل مشترك عن الموقف الصيني العربي بشأن القضية الفلسطينية حسب ماورد في الموقع  الالكتروني الخاص بالمؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي .

الصين رابع شريك تجاري لتونس

وبالنسبة لتونس تعد الصين رابع شريك تجاري لها بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 حوالي 10 مليارات دولار. وهي كذلك مصدر للاستثمار الأجنبي حيث بلغ حجم الاستثمارات الصينية في البلاد حوالي 4 مليارات دولار. وتعتبر ايضا من أهم الاسواق  الآسيوية للسياحة التونسية  في السنوات الاخيرة خصوصا خلال سنة 2019 ( قبل تفشي جائحة كورونا ) اذ بلغ  عدد السيّاح الصينيين الذين زاروا تونس 32 ألف سائح.  ومن جهة اخرى تجمع البلدين عديد الاتفاقيات الثنائية فقد تم منذ سنة 1961 والى حدود سنة 2023 ابرام ستين اتفاقية في مجالات مختلفة تخص التعاون العلمي والتكنولوجي والمياه والسدود وتكنولوجيات المعلومات والثقافة والشباب والرياضة والزراعة والطاقة والصحة.

الا انه وعلى الرغم من هاته العلاقة الاقتصادية الهامة ومكانة تونس لان تكون شريكا متميزا بفضل موقعها الاستراتيجي  في جنوب المتوسط وشمال أفريقيا وسهولة ومرونة وصولها إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية وقربها من طرق الشحن الحيوية تكشف المؤشرات على ارض الواقع حجم الاختلال في العلاقات التجاريّة والإستثماريّة بين البلدين بدرجة يصفها بعض المختصين بسباق السلحفاة والأرنب كتعبير عن الهيمنة الحقيقيّة للصين على تونس والتي تتجلى بوضوح على مستوى العجز التجاري الذي تساهم الصين فيه بنسبة كبيرة مرهقة للتوازنات المالية العامة  . لأجل ذلك يؤكد العديد من خبراء الاقتصاد بأن علاقات تونس مع الصّين يجب أن تكون قائمة على مبدإ الند للند والمصالح المشتركة، وان يكون تعزيز الاستثمار الصيني خطوة أولى لسد العجز التجاري بين البلدين  ومزيد دفع الشراكة الاقتصادية نحو ما هو  افضل لتكون الصين في قائمة الدول التي تستثمر بنشاط أكبر في تونس من خلال الترفيع في عدد الشركات الصينية الناشئة في بلادنا و الرفع من حجم الاستثمارات و أيضا المبادلات التجارية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يستمر في تونس الى غاية 2027 : إطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم النسيج والملابس بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا

انطلقت رسميا  نهاية الاسبوع المنقضي المرحلة الثانية من البرنامج العالمي للنسيج والملابس جي…