ماذا كسب الترجي من المشاركة القارية؟ منظومة دفاعية قوية.. حارس واعد وخـبرة أكبر
عاش الترجي في نهاية الأسبوع الفارط خيبة أمل كبيرة في أعقاب فشله في إحراز كأسه الخامسة في رابطة الأبطال بعد الخسارة ضد الأهلي المصري حيث حسم هدف روجي أهولو ضد مرماه في الدقيقة الرابعة مصير اللقب الذي أضاعه فريق باب سويقة منذ لقاء العودة بسبب التخوّف الذي طغى على أدائه وحرمه من فرض أسلوبه ليدفع الثمن غاليا في موقعة العودة التي كانت الغلبة فيها لصالح حامل اللقب بفضل واقعيته الكبيرة وكذلك ثقافة الألقاب التي أهلته لتجاوز الفترات الصعبة في الشوط الثاني.
وكان الدور النهائي مرآة مشابهة لما عاشه الترجي في بداية السباق حيث تأهل بشق الأنفس الى دور المجموعات التي عرف في منتصفها عديد الصعوبات قبل أن تتغيّر المعطيات مع قدوم المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي أعاد ترتيب البيت ونجح في تعبيد الطريق نحو المراهنة بقوة على اللقب غير أن بعض الأخطاء التي ارتكبها حالت دون الحصول على النجمة الخامسة، ولا ينقص الفشل في آخر الأمتار من قيمة ما صنعه الترجي في النسخة الحالية والذي قاده للتأهل الى «مونديال» الأندية في الصائفة القادمة بالولايات المتحدة كما أنه حقّق عديد المكاسب التي سيحاول البناء عليها من أجل تجديد العهد مع منصة التتويجات في الموسم القادم طالما أن أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع أن يبلغ فريق باب سويقة المحطة النهائية بعد سنوات عجاف على الصعيد القاري.
منظومة دفاعية صلبة
يدين الترجي بفضل كبير في وصوله للدور النهائي الى الصلابة الدفاعية اللافتة التي ميّزته في رابطة الأبطال حيث نجح المدرب كاردوزو في إرساء منظومة قوية جعلت زملاء غيلان الشعلالي يتجاوزون جميع المطبات وأبرزها صان داونز الجنوب افريقي الذي كان المرشح الأول على الورق لمنافسة الأهلي على اللقب غير أن صمود الخط الخلفي قلب جميع الموازين ومهّد طريق النجاح، ولئن نجح الترجي في تفادي قبول أهداف في ثلاث مباريات في دور المجموعات بقيادة المدرب طارق ثابت ليبني خلفه ميغيل كاردوزو على هذا المكتسب ويضفي صلابة كبيرة سهّلت المهمة ليكون الهدف الوحيد الذي قبله فريق باب سويقة حاسما في النهاية ضد أقوى خط دفاع وهو ما يبرز أن الثوابت الدفاعية كانت مفصلية في تحديد طرفي النهائي وكذلك اسم المتوج، ووجب على الإطار الفني العمل على تقليص الأخطاء التي حالت دون تحقيق الهدف المنشود على غرار التعامل مع الكرات الثابتة.
وواصل كاردوزو في نفس الخيارات ليُسهم الاستقرار في تدعيم المنظومة الدفاعية التي كانت كلمة السر في الوصول الى الدور النهائي حيث لم يسع الى تغيير الرسم التكتيكي وسعى الى إضفاء الاستقرار في وسط الميدان مع عودة الجناحين الى الخلف لخلق التفوق العددي، واستفاد الترجي كثيرا من قدوم الطوغولي روجي أهولو الذي لا ينقص مستواه في الدور النهائي من حجم الإضافة التي قدّمها في الشطر الثاني من السباق.
حارس قوي
كان الحارس أمان الله مميش العلامة الفارقة في رابطة الأبطال حيث خطف الأضواء بقيادته الترجي الى الدور النهائي بفضل تصدياته الحاسمة وأرقامه اللافتة في سن العشرين، وحقق مميش رقما يصعب كسره بمحافظته على عذارة شباكه في 11 مباراة من مجموع 13 كان خلالها حاضرا، وحرم هدف الحسم في الدور النهائي مميش من «الكلين شيت» العاشر على التوالي ليلتحق به حارس الأهلي المصري مصطفى شوبير الذي لم يقبل أي هدف في تسع مباريات على التوالي.
وأغلق الترجي ملف حراسة المرمى الذي شكّل صداعا في السنوات الفارطة بعد تراجع مستوى معز بن شريفية وتعاقده مع الاصابات وكذلك فشل المعوضين السابقين في تقديم المطلوب مثلما كان الحال في نسخة 2023 عندما غادر الترجي المربع الذهبي بسبب الأخطاء القاتلة من حامي عرينه، ووجد فريق باب سويقة حارس المستقبل الذي سيكون الطريق أمامه مفتوحا للسير على منوال عديد الأسماء التي نحتت اسمها بأحرف من ذهب مع الأحمر والأصفر مع المستوى الباهر لمميش والشخصية القوية التي مكّنته من المساهمة في العودة الى الدور النهائي بعد انتظار دام خمس سنوات غير أنه مطالب بمواصلة العمل بنفس الجدية والانضباط طالما أن الضغوطات في الترجي تجعل الثبات في المستوى السبيل الوحيد للبقاء في الواجهة.
كسب الخبرة
علاوة على أمان الله مميش الذي كان المفاجأة السارة في النسخة التي أسدل عليها الستار يوم السبت الفارط حضور عديد اللاعبين الشبان في تشكيلة الترجي في امتداد للسياسة التي انتهجها منذ الموسم الفارط في محاولة لضخّ دماء جديدة والقطع تدريجيا مع التعاقدات المكلفة وغير المجدية، ولعب الظهير الأيمن رائد بوشنيبة دورا بارزا في وصول فريق باب سويقة الى الدور النهائي بتسجيله هدفا حاسما في بريتوريا كما تداول على اللعب مع محمد بن علي ونال زكرياء العايب الثقة في بداية مرحلة كاردوزو الذي نفض الغبار أيضا عن النيجيري أوناشي أغبيلو الذي قد يكون له دور أكبر في الفترة القادمة.
وتعزّز رصيد الخبرة لدى العناصر الشابة التي أتيحت لها الفرصة للعب في مستوى عال وخاضت مواجهات حاسمة من شأنها صقل شخصيتها وتمكينها من رفع قدراتها ليكون الترجي قد ضمن الاستفادة من لاعبين تعلموا الدروس من النجاحات وكذلك الخيبات ليكون المستقبل أفضل في انتظار مواصلة تطعيم المجموعة بأسماء جديدة دون حرق للمراحل أو تسرّع في الاختيار تفاديا للخروج سريعا من الحسابات وتكرر سيناريو بعض المواهب التي مرّت بجانب مسيرة كبيرة لأسباب متعددة.
أسهم كاردوزو في انخفاض مستمر : ثوابـــت دفاعية ضائعة … و«مخالب» هجوميـة معطّلة
بات مدرب الترجي الرياضي ميغيل كاردوزو في موقف صعب بعد التعادل الثاني على التوالي في البطول…