2024-05-28

تحديات تواجهها رغم مكانتها في التنمية : الفلاحة البيولوجية تتحسّس خطواتها في طريق مليء بالصعوبات

الفلاحة البيولوجية في تونس تعد واحدة من الاستراتيجيات الزراعية الحديثة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من حيث تقليل استخدام المواد الكيميائية والأسمدة الاصطناعية لحماية التربة والمياه من التلوث إلى جانب تعزيز التنوع البيولوجي من حيث دعم النظام البيئي وتنوع المحاصيل واستخدام أساليب زراعية تقليدية وصديقة للبيئة .

ولتحقيق الاستدامة الاقتصادية توفر الفلاحة البيولوجية فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي وتحسن دخل الفلاحين من خلال منتجات ذات قيمة مضافة عالية مع المحافظة على خصوبة التربة والزيادة من قدرتها الإنتاجية على المدى الطويل .

وقد شهدت تونس نمواً تدريجياً في مساحات الزراعة البيولوجية، مع تزايد عدد المزارعين الذين يتبنون هذا التوجه بالرغم من نقص التنظيم والدعم الحكومي. إذ تصدّر تونس جزءاً من منتجاتها البيولوجية إلى الأسواق الأوروبية والعالمية على غرار زيت الزيتون والتمور ، حيث تلاقي طلباً متزايداً على المنتجات العضوية.

وفي مقابل ذلك ثمة تحديات رغم التقدم، يواجهها القطاع الفلاحي البيولوجي تشمل نقص الوعي لدى المستهلكين المحليين، وتكلفة التحول إلى الزراعة البيولوجية ومحدودية الوصول إلى أسواق جديدة، كما تتطلب الفلاحة البيولوجية في تونس جهوداً مستمرة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق أهدافها وتعزيز انتشارها كبديل مستدام للزراعة التقليدية هذا إلى جانب التكلفة العالية لبعض المنتجات على مستوى الترويج الداخلي وغلاء كلفة المعدات والمواد والمستلزمات الزراعية المستخدمة في الفلاحة البيولوجية إذ غالباً ما تكون أكثر تكلفة مقارنةً بتلك المستخدمة في الزراعة والغراسات التقليدية.

الفلاحون في هذا المجال الجديد، بدورهم يفتقر بعضهم إلى المعرفة الكافية بالأساليب والممارسات البيولوجية، مما يجعلهم مترددين في التحول إلى هذا النوع من الزراعة الحديثة كما أن المستهلك المحلي ينقصه الوعي بأهمية وفوائد المنتجات البيولوجية ما يؤثر سلباً على الطلب المحلي لهذه المنتجات.

ومن خلال بعض الشهادات لمنتجي العسل البيولوجي ومعجون التين والتين الشوكي … حصلت عليها «الصحافة اليوم» يؤكد أصحابها أن مشكل التسويق يمثل في حد ذاته معضلة إضافية أمام نجاح أنشطتهم حيث أنّ ضعف شبكات التسويق المحلية للمنتجات البيولوجية يجعل من الصعب على المزارعين والفلاحين تسويق منتجاتهم بفعالية علاوة على إقتصار التصدير على منتوجات دون غيرها بالرغم من المنافسة القوية في الأسواق الدولية ، والتي تتطلب الإلتزام بمعايير صارمة قد تكون مكلفة على صغار المنتجين.

وفي نفس السياق تفتقر بعض المناطق الريفية إلى البنية التحتية اللازمة لدعم الزراعة البيولوجية مثل الطرق، وسائل النقل والمرافق التخزينية مع غياب الحاجة إلى توفير دعم فني متخصص وتدريب مستمر للفلاحين لضمان اتباع أفضل الممارسات الزراعية البيولوجية. تنضاف إلى ذلك محدودية البحث العلمي والتطوير في مجال الفلاحة البيولوجية بما يحد من تحسين الأساليب والتقنيات المتاحة للفلاحين. كل هذه العوامل مع التحديات المطروحة تتطلب جهداً متكاملاً من الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية لضمان تحقيق الفوائد الكاملة للفلاحة البيولوجية وتفعيل دورها في التنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مراجعة الاستراتيجية الوطنية للتشغيل : للحدّ من البطالة واستكشاف مواطن الشغل الجديدة

شرعت وزارة التشغيل والتكوين المهني في مراجعة الاستراتيجية الوطنية للتشغيل واعداد المخطط ال…