الصحة والتعليم لازالا يحتلان صدارة الاهتمام: أي وضع للبنية الأساسية بعد سبعين عاما من الاستقلال؟
قد لا يكون موضوع البنية الاساسية من المواضيع التي مازالت تستقطب الاهتمام لدى الرأي العام، خاصة وقد باتت من المسائل المحسومة، باعتبارها سياسة دولة، منظمة وممنهجة منذ سبعة عقود تقريبا، وما يزيد عن ذلك فهو تحسين وتطوير وليس انجازا.
لكن المسالة عكس ذلك تماما، لان الاستثمار في البنية التحتية يبقى هو الاساس في كل الازمنة، لانها هي حمّالة التنمية وهي قاطرة التقدم في كل المجالات، ولا يمكن القفز عليها حتى بالذكاء الاصطناعي وغيره من مبتكرات التقدم.
آخر الاحصاءات في تونس تقول ان القطاعين اللذين ركزت عليهما الدولة الوطنية منذ انبعاثها في مارس ستة وخمسين، أي التعليم والصحة، لا يزالان بكل المقاييس المعتمدة في العالم، يتأخران اشواطا كثيرة عن نظرائهما في البلدان المتقدمة، وحتى المماثلة لوضعنا.
صحيح أن تونس كانت سبّاقة في هذين المجالين، بل وساهمت في بناء التعليم والصحة في عدد كبير من الدول العربية والافريقية، ووصل اشعاع المعلمين والاطباء والكوادر التونسية الى كل اصقاع العالم، لكن يبدو ان الوضع في الداخل توقف في تلك الحدود، وتجاوزتنا تلك الدول التي كنا نبني مدارسها ونلقّح لفلاحيها ورعاتها، باشواط كبيرة وبقينا نحن حيث نحن، خاصة مع تخبّط السياسات الرسمية في السنوات الاخيرة وكثرة المتدخلين في القطاعين، وتتالي برامج الاصلاح التي كل منها ليهدم ما سبق ويحاول ان يبني حسب برنامجه، لكنه سرعان ما يذهب قبل حتى بداية البناء، وهكذا دواليك من عدم الاستقرار والفوضى التي تسببت في خسارات عديدة للقطاعين، مضافا لها نزيف الهجرة للكوادر الطبية والتعليمية، الذي بات مخيفا ولا يمكن السكوت عنه.
في التقرير الرابع والعشرين حول مؤشرات البنية الأساسية في تونس، الذي نشره المعهد الوطني للاحصاء على موقعه الالكتروني، نكتشف حقائق صادمة، لعل أهمها ان االمستشفيات العمومية التونسية تتوفر على سريرين لكل 100 ساكن فقطب وهو رقم لا يفي بالحاجة، بل لا يقترب مجرد اقتراب من المأمول صحيا رغم أن التقرير يشرح ذلك باعتباره تطورا، لافتا الى ان عدد الاسرة بالمستشفيات العمومية زقد تطور من 15574 سريرا سنة 1994 الى 22888 سنة 2022 متوقعا ان يصل هذا العدد الى 22164 سريرا سنة 2023 اي بمعدل 1.9 سرير لكل 100 ساكنس.
وتستقطب تونس الكبرى ثلث الاسرة بـ 6679 سريرا وولايات الوسط الشرقي نسبة 24 بالمائة ب5638 سريرا في حين لا يتجاوز عدد الاسرة في الجنوب الغربي 1440 سريرا.
وقد جاء في وكالة تونس افريقيا ان التقرير قد تناول زمؤشرات البنية الاساسية في مجالات الصحة والتربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة والثقافة والسياحة والطفولة وكذلك المؤشرات بالتزود بالماء الصالح للشراب والربط بشبكات الكهرباء والتطهير وتكنولوجيات الاتصال والبريد إلى جانب الإنجازات العامة في قطاع النقل وتهيئة المناطق الصناعية حتى موفى سنة 2022.س
وهو ما يعني أن البنية الاساسية لازالت تعاني من نقص حاد في مقوماتها الاساسية، وتتطلب تركيزا خاصا من الاجهزة التنفيذية لمزيد دعمها وتطويرها حتى تكون في مستوى تحديات الاستثمار التي يراد جلبها وفي مستوى رهانات العيش الكريم التي يراد تحقيقها.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …