2024-05-26

مع انطلاق الامتحانات: ضغط الأولياء…يُربك الأبناء.. !

لاشك أن «هستيريا» الامتحانات -حالة التوتر والقلق الشديد -التي تضرب كل العائلات مع كل موعد امتحانات ويكون فيها التلميذ تحت «الضغط العالي» لها ارتدادات عكسية ولن تكون نتائجها دائما مطابقة للمسار الذي وقع رسمه ولا للأهداف المرجوّة.

ولعل العائلات التونسية تواكب اليوم وبقوة انطلاق امتحانات الثلاثي الثالث مما يجعل الأبناء تحت ضغط وتوتر نفسي نتيجة تخوف الأولياء  من  الفشل والإخفاق  من ناحية أو التخوف من عدم بلوغ التميز وهي ميزة باتت تطبع المجتمع التونسي الذي أصبح لا ينشد النجاح فحسب بل يتطلع لتحقيق التميز لضمان مستقبل أفضل للأبناء و قد خطط له تخطيطا متكاملا و يخشى  عدم بلوغه…

حالة التوتر والهلع تصيب الأبناء مباشرة بضغط نفسي أو ما يعرف وفق علماء النفس بقلق الامتحان  وقد يؤثر سلبا على نتائجهم المرجوة لان الامتحان ستكون له علاقة بالنسبة للممتحن بإرضاء الوالدين والتهرّب من عواقب الإخفاق …ومع انطلاق الامتحانات وماراطون المراجعة انكبت العديد من العائلات على المراجعة مع منظوريها وليس من باب المبالغة القول بان البعض تفرغ تفرغا كليا لفترة الامتحانات بالحصول على عطلة سنوية خاصة بالنسبة إلى من هم على موعد مع الامتحانات الوطنية نوفيام  و سيزيام والباكالوريا …

فقد أصبحت الامتحانات مصدر قلق حقيقي بالنسبة إلى الأولياء، اذ  يبالغ بعضهم من الخشية في الإخفاق وتزداد نسبة التوتر لديهم ، ولذلك يبذلون جهودهم وأوقاتهم من أجل تقديم ما يعتقدون أنه إضافة لأبنائهم بغية مواجهة أسئلة الامتحانات، ولذلك يؤدون دورا في الضغط وزيادة التوتر وهذه المرافقة اليومية اللصيقة تزداد نسبة سلبيتها اكثر من نجاعتها .

لاشك أن ضغط الأولياء على أبنائهم يربكهم  والعديد  من المختصين في علم الاجتماع والتربية قد نبهوا في العديد من المناسبات الى الارتداد العكسي لهذه السلوكيات المبالغ فيها  مؤكدين ان النتائج قد تكون عكسية نتيجة حالة الإرباك التي يعيشها التلميذ بسبب التوتر، وقد يكون ضغط الأولياء خلال عمليات المساعدة – المرافقة في المراجعة –  أحد أسباب الإخفاق في نهاية المطاف، ذلك أن بعض الأولياء ممن يستعد أبناؤهم لاجتياز الامتحانات يعيشون مرحلة الامتحان بالتبني ويحاولون إما إنتاج صورة مطابقة لهم إذا كانوا ممن نجحوا في الامتحانات، وإما رسم صورة للممتحن المثالي الذي حلموا به.

فالحرص المبالغ فيه من الآباء على نتائج أبنائهم الدراسية وضغطهم عليهم خلال  فترة الامتحانات من شأنهما أن يولدا نتائج عكسية فيصابون بالتوتر ويفقدون التركيز ما يؤدي إلى إخفاقهم. وينصح الخبراء الآباء بضرورة اتخاذ مسافة من أبنائهم لتفادي المشاكل وتجنب التوترات لان القلق والارتباك معديان، ويتعين على الوالدين التحكم في قلقهما وتوترهما،  وتمالك انفعالاتهما التي  تنتقل عبر الكلمات والتصرفات ، فالظهور في حالة تماسك  قد يكون مصدر قوة وطمأنينة للممتحن ، كما أن الإبقاء على مسافة معينة بين الولي والممتحن ضرورية لتفادي كل هذه المشاكل ، خاصة  حالة التوتر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

نحو إعداد خطّة وطنيّة حول التماسك الأسري

التفكك الأسري يعد معضلة حقيقية وظاهرة اجتماعية تشي بها العديد من التمظهرات والأكيد ان التف…