المعهد العربي لرؤساء المؤسسات: الرقمنة والذكاء الاصطناعي لدفع التنافسية والنمو الاقتصادي
أصبح من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة دافعة للنمو الاقتصادي بحسب تجارب دول عديدة بالنظر الى ما يتيحه من إمكانيات فائقة للتطوير وهو ما يجعل الاستثمار في هذا المجال ضروريا جدا ويعود بفوائد كبيرة على المؤسسة الاقتصادية وعلى ديمومتها وعلى الاقتصاد عامة. وفي هذا السياق أفضت مدونة للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الأعمال وأهميته داخل المؤسّسات الى أن هذا التأثير يطال جوانب عديدة داخل المؤسسة الاقتصادية على غرار الكفاءة والإنتاجية والوظائف والمهارات الجديدة وتعزيز عملية صنع القرار والقدرات التنافسية للمؤسسات التونسية. ويتم ذلك عبر تحسين قدرات عمالها وموظفيها واستغلال أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة الحرص على التدريب المتواصل لفريق العمل على آخر التقنيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لتدعيم وبناء المهارات.
كما بينت المدونة أن في هذا العصر الذي يتسارع فيه التقدم التكنولوجي أصبح الذكاء الاصطناعي لا غنى عنه في عالم الأعمال حيث أن تطورات الذكاء الاصطناعي تعد من بين أبرز الابتكارات التي تشكل تحولا جذريا في طريقة تسيير الأعمال وتنظيمها. وأوضحت في هذا الصدد أن مركز ماكينزي العالمي قد قام باستبيان أظهر أن حوالي 63% من الشركات التي اعتمدت الذكاء الاصطناعي في عملياتها خلال سنة 2023 أبلغت عن زيادة في ايراداتها. ومن المتوقع أن تتبنى حوالي 70% من الشركات نوعا واحدا على الاقل من تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وتبرز أهمية الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات في العديد من الجوانب بحسب المدونة وذلك من خلال قدرته على إتمام المهام المتكررة وتحسين خدمة العملاء عبر إتمام الإجابة عن الاستفسارات الشائعة،مما يتيح للموظفين التركيز على المهام الإبداعية والاستراتيجية.
كما أشارت هذه الوثيقة إلى وجود العديد من المخاوف بشأن خسارة الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي. لكن بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي سيستولي الذكاء الاصطناعي على حوالي 85 مليون وظيفة بحلول 2025 في المقابل سينشئ حوالي 97 مليون وظيفة جديدة من بين أبرز الوظائف التي يتوقع المنتدى ان تكون مطلوبة بين 2023/2027.
من جهة أخرى يدعم الذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة من خلال تقديم رؤى قيّمة وتوصيات تقوم على تحليل البيانات، مما يؤدي إلى تحسين التخطيط الاستراتيجي والكفاءة التشغيلية. كما تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي ايضا في عدة مجالات داخل المؤسسات بما في ذلك التصنيع والمحاسبة وإدارة الموارد البشرية. ففي مستوى التصنيع ومع تقدم التكنولوجيا أصبحت الشركات المصنعة تعتمد بشكل متزايد على الابتكارات التكنولوجية مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية وجودة المنتج وتقليل التكاليف وذلك عبر الصيانة التنبؤية وادارة سلاسل التوريد. كما شهد مجال المحاسبة تطورا سريعا حيث تستخدم العديد من شركات المحاسبة حول العالم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاتمام وتعزيز العمليات المحاسبية بما في ذلك التدقيق والامتثال وكشف محاولات الاحتيال وتحليل البيانات وإدارة الرواتب. مع الاشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تلغي الحاجة إلى العنصر البشري بل ستساعد على تعزيز سير العمل وتحسين كفاءته في مجال كتابة التقارير المالية وتحسين دقة العمل وتوفير الوقت. والى جانب التصنيع والمحاسبة تعتمد اليوم عديد الشركات الكبرى على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمل الموارد البشرية من خلال التفاعل مع الموظفين بشكل أسهل واسرع. حيث تمكن من إتمام العديد من المهام مثل فحص السير الذاتية وجدول المقابلات وإعداد كشف الأجور وإدارة سجلات الموظفين وبالتالي يتيح للعاملين في الموارد البشرية التركيز على المهام الاستراتيجية.
بعائدات فاقت 5 آلاف مليون دينار : صادرات زيت الزيتون تساهم في تعزيز احتياطي العملات الأجنبية
يعتبر قطاع زيت الزيتون من أبرز القطاعات الاقتصادية الرئيسية في تونس حيث حقق نتائج ايجابية …