2024-05-24

أرقام مخيفة للمنقطعين سنويّا عن التّعلّم : هل تكون الحلول …بحجم الخطر..؟

أكثر من 100 ألف طفل  ينقطعون  سنويا عن التعليم،  مؤشّر مفزع ودلالاته مخيفة  تشي مباشرة بارتفاع  نسبة الأطفال التي تجهل القراءة والكتابة أي الحديث عن أخطر المعضلات التي تواجه بلادنا اليوم ألا وهي الأمية ويدفع للتساؤل عن مصير هؤلاء –فئة هشة – ما الذي ينتظرهم ؟ هل تقع متابعتهم؟

أرقام تتكرّر سنويا فهل وقع التعامل بالجدية التي تضاهي حجم خطورتها أم أنها كانت مجرّد مادة استهلاكية ؟ خاصة وأنهم يمثلون فئة سهلة الاستقطاب من قبل المنحرفين وفق ما أكده رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ رضا الزهروني معتبرا أن الانقطاع عن الدراسة معضلة حقيقية تؤكد تزايد نسبة الأمية  وتهدّد تماسك المجتمع واستقراره وبقاؤها  في مستويات عاليّة جدّا  حجّة دامغة على الفشل الذريع للمنظومة التّربويّة وهو فشل تؤكّده الأرقام المخيفة للمنقطعين سنويّا عن التّعلّم، والانحدار الكبير في مستوى التّلاميذ وانهيار منظومة التعليم على جميع المستويات مما يؤكد دون أدنى شك ضرورة التعجيل بالإصلاح لانقاذ ما يمكن إنقاذه .

ويضيف الزهروني أن ما عرفته البلاد من  ضعف في برامج التعليم وارتباك في نسق سير الدروس  وتأثيراته على المكتسبات العلمية للتلميذ  أدى إلى حالة انهيار في المجال التعليمي أمام  تداعي البنية التحتية لآلاف المدارس وتراجع مردودية القطاع وتشتّته وتهميشه لسنوات، كلها عوامل مفسرة للأرقام المسجلة للانقطاع المبكر عن الدراسة ناهيك عن عديد الاسباب الاخرى المباشرة وغير المباشرة 

وما تزال المؤسسات التربوية  تلفظ سنويا  ما يفوق  100 ألف منقطع سنوياً، زائد  حالات الأمية المقنّعة حيث يصل أكثر من 80 في المائة من التلاميذ  إلى نهاية التعليم الأساسي دون امتلاك الحد الأدنى من المهارات القرائية، فالأرقام صادمة ومخيفة والأشد خطورة التطبيع مع هذه الأرقام  والمرور عليها كغيرها من الأخبار الاستهلاكية اليومية  دون التوقف عندها والبحث فيها تفكيكا وتحليلا وتقديم المقاربات العلاجية الضرورية…التي تتماشى وحجم خطورة الوضع فهذه الفئة الهشة قد تكون معرضة لشتى أنواع المخاطر من إجرام ومخدرات وتسوّل كلها عوالم تتربص به من كل الجوانب والواجب اليوم  يقتضي أن يفتح هذا  الملفّ  بكل جدية واتخاذ القرارات والمقاربات لحماية أبنائنا والإحاطة بهم ومعالجة معضلة الأمية التي تعد من المخاطر الكبرى التي تهدد البلاد.

ويدعو الزهروني إلى الحرص على إنقاذ المؤسسة التربوية من حالة الوهن الذي أصبحت عليه بسبب الإصلاحات والاختيارات الخاطئة التي تم إقرارها مع بداية التسعينات من القرن الماضي فالمدرسة العمومية من ضمن المؤسسات المحورية الضامنة للأمن القومي والعدالة الاجتماعية وكرامة الفرد، والقادرة إلى جانب العائلة ومختلف مكونات المجتمع على تمكين أطفالنا مما يحتاجون إليه من مضامين تربوية وثقافية ومعرفية لتهيئتهم ليصبحوا رجال الغد ونساءه، أي مستقبل هذا الوطن.

ويشير محدثنا إلى أنّ النجاح في مدارسنا أصبح اليوم متاحا لقلة قليلة من التلاميذ  وهم الذين ينتمون إلى عائلات أو جهات ميسورة ماديا أو اقتصاديا أو ثقافيا وهذا الواقع يتناقض تماما مع مبادئ العدالة والمساواة والإنصاف في ما يتعلق بحق الجميع  في التربية والتعليم والثقافة ولابد من التصدي له  والحد من خطورته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ظاهرة تشغيل الأطفال تتواصل : العطلة الصيفية ليست للجميع ..!

صيفهم لا يشبه صيف شق كبير من  الأطفال، صيفهم مثخن بالجراح مضن وشاق ، نتحدث هنا عن أولئك ال…