2024-05-23

مع ارتفاع درجات الحرارة : تواصل الحالة «المرضيّة» للنّقل  العمومي تضاعف المعاناة..

يعدّ النقل العمومي  حديث الساعة ومركز اهتمام  التونسي ومصدر «إزعاج» ومبعث تقلب مزاجه يوميا. ولعل إعادة الأحداث نفسها يوميا وتكرر السيناريو ذاته وبالحبكة الدقيقة المعهودة دون إسقاط أي عنصر من العناصر الضرورية ليكون المشهد مكتملا غير منقوص بات أمرا واقعا سُجّل برزنامة العمل للحرفاء و ربما يطرح سؤال عكسي  لو حدث طارئ فجئي  ليضاف لتسلسل الأحداث  المعهودة ويربك صيرورتها وسيرورتها (طول ساعات الانتظار، اكتظاظ بالمحطات،  حوادث، تجهيزات مهترئة، أبواب مكسرة، شجار يومي بالمحطات، وفي العربات…) كأن تحدث «المعجزة» على سبيل الذكر لا الحصر أن يقبل المترو قبل بلوغ السقف المعهود من الانتظار والذي يتجاوز عادة ودون مبالغة ساعة أو أكثر في حال حدوث عطب أو حادث…

ولاشك أن فصل الصيف يُعدّ من اشدّ الفصول قسوة في علاقة التونسي مع النقل العمومي  تجتمع فيه شدة الحرارة مع المعطيات المتوفرة ليكتمل السيناريو وتتضاعف المعاناة وتتحوّل عربات المترو الواحد إلى «بيت سخون»  وباقي التفاصيل معلومة لدى من جرّبوا ولو سفرة صيفية واحدة بالمترو أو الحافلة  باعتبار أن وسائل النقل العمومي باتت تعد على الأصابع لنقص فادح في الأسطول زائد تهرؤ ما بقي قيد الاستعمال…

وباعتبار حالة «العجز» المؤقت لوسائل النقل العمومي فقد بات ما يحدث في المحطات مادّة دسمة لتحبير أنجح الكتب ولكتابة أقوى السيناريوهات فقط تكفي «متابعة لسفرات يوم واحد» لاختزال معاناة الفصول الأربعة للتونسي بكل تفاصيلها وحيثياتها التي لم تتغير ولم تتبدل …فدار لقمان على حالها… فقط تضاف إليها أحيانا بين الفينة  والأخرى  بعض «البهارات» التي لم تكن في حسبان الركاب، عطب فجئي بوسيلة النقل وإجبارية إخلائها وانتظار غيرها أما عن باقي التفاصيل فان الحكاية لا تكتمل  دونها كالإغماء بالعربات والمشادات الكلامية والشجار  داخل العربات وبالمحطات بين المواطنين، السير بأبواب مفتوحة، والتلاعب بالأبواب من «شباب» يبحث عن الترفيه في غير محلّه وذاك محور من المحاور الأخرى …

حالة مرضية «تتلف الأعصاب» ولا تُحتمل… قادرة على العبث بيوميات شقّ من المواطنين رغم محاولاتهم الصبر وتمالك  أنفسهم  والسيطرة على انفعالاتهم  إلا أن البعض منهم سرعان ما يدخل في شجار نهاياته سيئة في كل الحالات وتكون انطلاق البداية ليوميات لا تحتاج لمؤشرات لتحديدها فقد ضبطتها وسيلة نقل ووضعتها على سكة «المزاج السيّئ» وينسج على هذا المنوال كامل يومه في العمل  وأينما تنقّل وتلك تبعات «تهرؤ أسطول النقل العمومي والنقص الفادح المسجل فيه» وتلك يوميات المواطنين الصعبة والمرهقة… إلى حين  تبدّل الأحوال وتغيّرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

منع الهواتف الجوالة في المدارس : ضرورة تربوية أم مجرّد إجراء تنظيمي؟

كانت وزارة التربية، قد وجهت مذكرة تنظيمية لمندوبي التربية ومديري المؤسسات التربوية، تضمنت …