2024-05-22

في ظل محدودية موسم الزراعات الكبرى الحالي : هل تستفيد تونس من انخفاض أسعار الحبوب عالميا؟

«سينخفض الإنتاج العالمي للحبوب للموسم الحالي بـ 3 مليون طن، مع تقديرات بإنتاج في حدود 2301 مليون طن، نتيجة لموجة الجفاف التي تشهدها بعض البلدان المنتجة للذرة، خصوصا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية» هذا ما جاء في نشرية المرصد الوطني للفلاحة الصادرة شهر ماي الجاري. وتوقع المرصد ارتفاع الاستهلاك العالمي إلى 2310 مليون طن، أيّ بزيادة 3 مليون طن عن التوقّعات السابقة كما تمّت مراجعة توقّعات المخزون العالمي للحبوب نحو الانخفاض بـ 8 مليون طن ليصل إلى 591 مليون طن وهو أدنى مستوى يصل إليه منذ 9 سنوات.

وخلافا لذلك، رفعت منظمة الأغذية والزّراعة “فاو” توقعاتها بشأن الإنتاج العالمي للقمح للفترة 2024/2023 إلى 841 2 مليون طنّ، بزيادة بنسبة 1.1 بالمائة (32 مليون طنّ) مقارنةً بمستوى إنتاج السنة الفارطة، متوقعة أيضا ان الاستخدام العالمي للحبوب في الموسم الحالي يبلغ ما مقداره 828 2 مليون طنّ، أي بزيادة بنسبة 1.3 بالمائة عن مستواه في الموسم الفارط.

وفي ظل اختلاف التوقعات بالمحصول العالمي لقطاع الحبوب، صرح طارق المخزومي عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيّد البحري، أنّ الموسم الحالي للزراعات الكبرى سيكون «صعبا» موضحا أنّ الأمطار الأخيرة لم يعد لها تأثيرا على هذه الزراعات.

وانطلاقا من هذا التصريح أولا، ووفق محصول السنة الفارطة الذي شهد اانخفاضا بنحو 60 % ثانيا ، من المتوقع ان تحتاج تونس  لتوريد جزء كبير من حاجياتها من الحبوب لتامين أمنها الغذائي رغم سعي تونس دعم هذا القطاع الحيوي وتوقيعها اتفاقية قرض مع البنك الافريقي للتنمية، يوم 19 جويلية 2023 بالعاصمة، بقيمة نناهز 267 مليون دينار لتمويل مشروع التطوير المندمج والمستدام لمنظومة الحبوب الذي سيمكن من إنتاج إضافي في حدود 1٫6 مليون قنطار من القمح الصلب و1٫2 ملين قنطار من الشعير على أمل ان يساعد هذا المشروع تونس، التي تورّد 50 بالمائة من حاجاتها، على مواجهة تأثيرات الأزمة العالمية على أسعار منتجات الحبوب وكذلك الجفاف.

وبالعودة الى تقرير المرصد الوطني للفلاحة، كشف هذا الأخير أنّ المساحات المبذورة من الحبوب لموسم 2024/2023 بلغت، حسب الإدارة العامة للإنتاج الفلاحي، حوالي 972 ألف هكتار من جملة 1.196 مليون هكتار مبرمجة، أيّ بنسبة إنجاز في حدود 81 بالمائة موضحا ان «الحالة العامة للحبوب كانت حسنة في مناطق شمال ولايات باجة وبنزرت وجندوبة ومتوسطة في مناطق جنوب ولايات بنزرت وباجة وجندوبة وشمال ولايات الكاف في حين كانت الحالة صعبة الى متلفة في مناطق الجنوب».

ومثل ما اختلفت التقديرات للمحصول العالمي، تختلف أيضا التقديرات للمحصول الوطني لكن المتفق عليه انه في ظل تذبذب أسعار الحبوب وفقا لما كشفت عنه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ضمن مؤشرها لأسعار المواد الغذائية الذي انخفض إلى أدنى مستوياته في قرابة 3 سنوات ببلوغه في المتوسط 118 نقطة في جانفي 2024 مقابل 131 نقطة في جانفي 2023 و 135 نقطة خلال الشهر ذاته من سنة 2022 يمكن لتونس ان تستورد حاجياتها من الحبوب دون المساس بمواردها المالية لانه ولو ارتفعت الكمية الموردة, فان الأسعار ستبقى في المستوى المحدد و لن ترتفع هذا الموسم.

وتماشيا مع انخفاض أسعار الحبوب التي تراجعت سنة 2023 بنسبة 15,4 بالمائة مقارنة بسنة 2022، شهد الميزان التجاري لتونس تحسنا. وفي حال استمرار تراجع أسعار الحبوب والغذاء العالمية، ستكون تونس من المستفيدين بذلك بشكل قد يفيد توازنات ميزانها التجاري لا سيما وارداتها من المنتجات الغذائية والزراعية خاصة وان منظمة “الفاو” تتوقع تواصل هذا المنحى التنازلي سنة 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حتى موفى سبتمبر الماضي : رفض أكثر من 272 ألف شيك بقيمة 2,32 مليار دينار

أكدت نشرية البنك المركزي التونسي الخاصة بنشرة الدفوعات في تونس، أنه تم إصدار 18,52 مليون ش…