2024-05-21

في انتظار الحلول.. شطط الأسعار يتواصل… يــومــيــات الـتــونـــســيـيــن مُـــرهــقــة وصــعــبــة..!

يبدو أن ضيق الحال وضعف الإمكانيات وانعدامها في اغلب الأحيان وضعية قد طبّع معها معظم التونسيين وباتت يومياتهم صعبة ومملّة ومرهقة حيث يجابهون شطط الأسعار كل وفق إمكانياته …في المقابل تتضاعف معاناتهم وتشتدّ في قضاء شؤونهم نظرا لتدني مستوى الخدمات في عدّة مجالات على غرار  التعليم ،الصحة،النقل 

ففي قطاع التعليم ونظرا لتهرؤ المنظومة التربوية  وخرابها تقدّم التضحيات بالجملة والتفصيل في سبيل إصلاح  النقائص وترصد الأموال من اللحم الحي – سواء سلفة أو اقتراضا – في سبيل تأمين دروس الدعم والتدارك  أما عن القطاع الصحي فحدث ولا حرج فيكفي الاقتصار في هذا المجال على عنصر واحد دون الخوض في تفاصيل المعاناة الأخرى ألا وهو الحصول على موعد بالمستشفيات  تكون تكلفته ثقيلة على المريض ماديا ونفسيا وبالنسبة لقطاع النقل فقد بلغ مرحلة الحد الأدنى  في مستوى الخدمات المسداة  تداعياته كارثية على الحريف على جميع الأصعدة والمستويات دون الخوض في التفاصيل اليومية للخدمات الإدارية وعلاقتها بالبيروقراطية المقيتة المتلفة للأعصاب …ومهما يكن من أمر فان تحسين مستوى خدمات كل المجالات يعد من الأولويات المطروحة حاليا ناهيك عن وضع حد لنزيف شطط الأسعار.

فرغم كل التدابير المعلنة من أعلى هرم السلطة والرهانات الكبيرة لوضع حد للارتفاع الصاروخي للأسعار إلا أن الحال على ما هو عليه  ورغم العمل على تحسين مستوى الخدمات المتدني في قطاعات عدة إلا أن الحال على ما هو عليه والإصلاحات على خطى سلحفاة … مصاريف يومية يجابهها التونسي  بإمكانيات  محدودة أدخلته قسرا الى دائرة التقشّف وبات يكتفي بالحد الأدنى من الضروريات أما عن الكماليات فقد هجرها منذ سنوات ولم تعد في وارد اهتماماته ولكنه رغما عنه لم يسقط من دائرة اهتماماته عناصر أساسية محددة لمستقبل أبنائه ولعلها وبدرجة أولى  وبامتياز التعليم الذي يقدم في سبيله الغالي والنفيس ناهيك عن بعض الأساسيات الأخرى المكلفة ولا يتخلى عنها كلّفه ذلك ما كلفه  ، ولعلنا ونحن على  أبواب عيد الأضحى  نرى تقلّب التونسيين واستياءهم من شطط أسعار الأضحية والتي ربما تسقط من حسابات عديد العائلات ليس من باب ثقافة المقاطعة والاقتناع ولكنه من باب قلة الإمكانيات وعدم القدرة على توفيرها.    

حيث يقول في هذا السياق رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن التونسي مازال يعاني من شطط الأسعار إلى حد هذه الساعة بسبب الأزمة الاقتصادية  والاجتماعية  الخانقة في انتظار الحلول التي قد تمكّن من تخفيف العبء وتحسين مستوى الخدمات المتدني. ويؤكد محدثنا  في الآن ذاته أن تواصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الأخرى من مختلف القطاعات يؤرق الجميع .فشطط  الأسعار مازال يمثل كابوسا حقيقيا يعاني منه المستهلك  ولم يعد قادرا على مجابهة المصارف اليومية البسيطة لتأمين حياة كريمة ولعل الوضع الصعب للمواطن اليوم  تعكسه  المؤشرات والأرقام من بينها خاصة تلك المتعلقة بنسب الفقر بالبلاد… ويعتبر محدثنا أن شطط الأسعار أربك المستهلك وبعثر حساباته وأفقده البوصلة خاصة وان حجم المداخيل ضعيف مقارنة بحجم المصاريف اليومية.   

ويرى  رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك انه على  الحكومة العمل على اتخاذ حزمة من الإجراءات من أجل تحسين القدرة الشرائية للمواطن وتخفيف  تكلفة الحياة على المستهلك  حتى يتمكّن من مجابهة المصاريف ويتم ذلك من خلال إعادة هيكلة أسعار المواد الغذائية ومختلف الخدمات المسداة الأخرى من صحة وتعليم وكذلك الخدمات البنكية  مؤكدا في الآن ذاته على أهمية النظر في فواتير الماء والكهرباء فقد أثقلت كاهل المستهلك.

ويشير محدثنا في الآن ذاته إلى أن هيكلة الأسعار  تكون عبر السيطرة على مسالك التوزيع  وتحديد أعلى سقف لهامش الربح  في جميع المراحل من المنتج إلى تاجر الجملة إلى تاجر التفصيل …ناهيك عن أهمية تشجيع المنتوج التونسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

من أولى أولويات المرحلة : إنعاش المقدرة الشرائية يتصدّر قائمة المطالب الاجتماعية

يعد إنعاش المقدرة الشرائية من أولى أولويات المطالب التي تتصدر قائمة الأساسيات بالنسبة للتو…