2024-05-16

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من المخاطر التي تتربص بالتلاميذ ، نقول هذا وقد تواترت أحداث العنف التي ترتقي الى مستوى الجريمة في اغلب الحالات ناهيك  عن تمدد اخطبوط ترويج المخدرات لينسج خيوطه بقلاع العلم والمعرفة والضحايا في تساقط يومي… فهل فشلت المقاربة الأمنية في وضع حد لهذه الظاهرة ؟ وهل استحكمت المعضلة حتى باتت تؤرق كل المتدخلين في المنظومة التربوية ؟ وهل عجزت وزارة التربية عن حماية منظوريها ؟ أي الآليات قد تمكن من تحصين مؤسساتنا التربوية من مختلف المخاطر؟

رغم أن  وزارة الداخلية  كانت  قد أطلقت حملات واسعة النطاق للحد من مخاطر الإدمان في صفوف التلاميذ ولحماية مؤسساتنا التربوية كما أن رئيس الجمهورية كان قد شدّد ، على ضرورة مواصلة عمليات تأمين محيط المدارس والمعاهد والتصدي بحزم لظاهرة ترويج المخدرات،إلا أن بعض الجهات مازالت تستهدف أمن الدولة وتروج المخدرات في صفوف الناشئة وتستهدف أمن المجتمع.

فلقد استباح مروجو المخدرات المؤسسات التربوية خاصة وان الفريسة سهلة لترويج سمومهم فالمجال واسع للتحرك في الوسط المدرسي . في الآن ذاته نبّهت  كل الأطراف المتدخلة في المجال من علماء اجتماع ومربين وأولياء ومجتمع مدني من خطورة تدفق الكميات المهولة من المخدرات بأنواعها المختلفة  للمؤسسات التربوية  وإغراق الكثير من التلاميذ في مخاطر الإدمان.

وباعتبار أن الدراسات الميدانية  المُنجزة أثبتت أن التلاميذ يُعتبرون فريسة سهلة لشبكات المخدرات ونظرا لان الخطر قد تسرّب منذ سنوات للمحيط المدرسي وبات يهدّد الناشئة وأصبح ترويج المخدّرات خطرا داهما قد يعصف بأبنائنا إن لم يقع التصدي له بكل الآليات والإمكانيات فانه من الضروري الآن وليس غدا تكثيف عمليات الرقابة ومضاعفتها من اجل كنس المنحرفين من المحيط المدرسي.

ليس من باب المبالغة والسوداوية  القول بان مؤسساتنا التربوية لم تعد آمنة فحجم الخراب الذي طالها وجرائم العنف الصادمة المسجلة تكفي وحدها لتؤشر إلى حجم خطورة الوضع وقد بلغت مراحل متقدمة خاصة وان  مشكلة المخدرات  لم تعد من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا  بعد أن استفحلت  وباتت من الاهتمامات اليومية و الأحداث المعتادة التي يتم تناولها والتداول فيها ناهيك عن التعايش معها واعتبارها من الظواهر التي تستوجب الدراسة و التمحيص بعمق  في  مختلف جوانبها وتداخلاتها مع غيرها من المشاكل .

فجرائم المخدرات تعد من أخطر المشاكل التي تواجه بلادنا اليوم، حيث تهدد الأمن  والاستقرار ، وتشكل عبئاً ثقيلاً على جميع الأصعدة و المستويات ، فالعديد من مكونات المجتمع المدني والخبراء نبهوا لخطورة الوضع الذي باتت تعرفه بلادنا.حيث يقول في هذا السياق السيد رضا الزهروني رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ أن رقعة المنحرفين تتوسّع وبنسق سريع يقابلها تدخل بنسق بطيء من الدولة  مشيرا الى أن 100 ألف منقطع سنويا عن الدراسة لم تقع متابعتهم ولا الإحاطة بهم  ومن البديهي أن تنحرف نسبة منهم وان تنزلق في متاهات المخدرات وتعمل على ترويجها في المحيط المدرسي …

ويرى أن الدولة تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة وأنها أمام تيار سريع الانتشار ولعل الأحداث الأخيرة – الإطاحة بأخطر شبكة دولية متعددة الجنسيات – تؤكد تنامي هذه الظاهرة وبالتوازي معها تعرف بلادنا تنامي ظاهرة الكآبة والإحباط في صفوف نسبة كبيرة من أفراد المجتمع بما في ذلك التلاميذ مما يجعلهم فريسة سهلة لكل أنواع المخاطر.

ويرى محدثنا أن الحل يكمن في مقاربة تربوية ثقافية  وإعادة الدور الرئيسي للمدرسة وقد حادت عنه ولم تعد تمثل المصعد الاجتماعي العادل ونمّت الفوارق… ولاشك أن المؤسسة التربوية تمثل ركيزة من الركائز الأساسية للأمن القومي وتمكن من تعليم يضمن مستقبل الناشئة وتحقيق استقلاليتهم وكرامتهم ولكنها لم تعد كذلك وحان الوقت لإنقاذها عاجلا وليس آجلا…   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ظاهرة تشغيل الأطفال تتواصل : العطلة الصيفية ليست للجميع ..!

صيفهم لا يشبه صيف شق كبير من  الأطفال، صيفهم مثخن بالجراح مضن وشاق ، نتحدث هنا عن أولئك ال…