2024-05-12

في حادثة حجب العلم بالمسبح الأولمبي برادس:  الرئيس يضع النقاط على الحروف..

مثّلت حادثة حجب العلم التونسي بالمسبح الأولمبي برادس «صدمة» للجميع وكانت محل استنكار من أعلى هرم السلطة ومن قبل جميع التونسيين والتونسيات، فلا يمكن اليوم تبرير تقصير المسؤولين والأطراف التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الفعل وهذه الجريمة «النكراء» المسيئة لتونس والتي تمسّ من سيادتها واحترام رايتها الوطنية بتعلة تنفيذ قرار للجنة أولمبية تمس من سيادة الوطن وشعبه والتي كان بامكانها أن تتخذ قرارات أخرى مغايرة.

فكل الأطراف اليوم التي نفّذت قرار اللجنة الأولمبية بحجب العلم المفدى بالمسبح الأولمبي برادس والمشرفين على المسبح الأولمبي من مسؤولين بالجامعة التونسية للسباحة ووزارة الشباب والرياضة أو المسؤولين الجهويين بمختلف رتبهم يتحملون المسؤولية كاملة لانصياعهم لتنفيذ قرار اللجنة الأولمبية «المستفز والمهين»  دون دراسة تبعاته وأثره على الوطن وشعبه وصورته بالداخل والخارج.

لقد كان تحرّك رئيس الجمهورية، في هذا الإطار تحركا فوريا وسريعا، رحب به واستحسنه الشعب التونسي وذلك اثر زيارته غير المعلنة إلى المسبح الأولمبي برادس على خلفية حجب جدارية العلم التونسي خلال منافسة النسخة السابعة لبطولة تونس المفتوحة للماسترز للسباحة المقامة بتونس من 8 إلى 12 ماي الجاري،حيث كانت لحظة رفع العلم المفدى التونسي من قبل رئيس الدولة على أنغام النشيد الوطني لحظة مؤثرة.

فلا يمكن لراية تونس إلاّ أن ترفرف عاليا برا وجوا وبحرا فوق تراب تونس وأرضنا ووطننا العزيز وفي كل شبر من الجمهورية التونسية، فقد مثّل رفع رئيس الجمهورية راية تونس في المسبح الأولمبي برادس موقفا مشرّفا ينبع من مبادئ ومواقف ثابتة ومشرّفة لحماية سيادة الوطن ورايته المقدسة التي تجمع وتوحّد كل التونسيات والتونسيين والتي ضحى من أجلها شهداء تونس بدمائهم ونضالاتهم من زمن الاستعمار والتصدي لديكتاتورية المستعمر وصولا إلى شهداء ثورة الحرية والكرامة.

إن رفع رئيس الجمهورية قيس سعيد راية العلم المفدى بالمسبح الأولمبي برادس تحمل رسائل قوية إلى الداخل والخارج وتعزز حب الانتماء لهذا الوطن العزيز والذود عنه وعن رايته المقدّسة لدى كل الأجيال والفئات من الشعب التونسي، وان دلالاتها ورمزيتها لأعمق بكثير وبحجم وطن له سيادته الحقيقية واستقلالية قراره الوطني.

ويأتي أمر رئيس الدولة «باتخاذ إجراءات فورية على المستويين الجزائي والإداري» وتأكيده على أن من قام  بتغطية العلم التونسي بخرقة من القماش ارتكب جريمة نكراء في حق الشعب التونسي ولا مجال لأن يبقى دون جزاء، في إطار حماية حرمة الوطن والذود عنه وعن سيادة قراره الوطني واحتراما لدماء الشهداء والتوجّه إلى محاسبة كل المتورطين في هذه الحادثة «النكراء».

ان رئيس الجمهورية كان واضحا وحازما ودقيقا في ردّه على حادثة حجب جدارية العلم المفدى بالمسبح الأولمبي برادس حيث استنكر بشدة هذه الحادثة والتي بدت ظاهرة في خطابه ونبرته مع مختلف المسؤولين والمشرفين على المسبح الأولمبي برادس وطالب بضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجريمة «النكراء» حيث قال في هذا الصدد «.. ان ما تم إرتكابه هو جريمة نكراء لا يمكن التسامح معها .. وان عدم رفع الراية التونسية في تونس لا مجال للتسامح بشأنه وهو « تطاول على الوطن و على دماء الشهداء»».

فليس هذا فحسب بل وجّه رئيس الدولة رسائل واضحة الى«عملاء الخارج» وللدوائر الأجنبية خلال اجتماع مساء الجمعة بقصر الحكومة بالقصبة، حيث انتقد الرئيس في كلمته الذين  «يرتمون اليوم في أحضان الاستعمار و الاحتلال» مؤكدا في السياق ذاته على أنه «لا مكان لهؤلاء بين التونسيين ولن يبقى الأمر دون جزاء».

كما وجّهت أيضا رسائل الرئيس للذين يعملون على ضرب الدولة والمسّ بوحدتها وأكد في هذا الصدد «.. انه لا مكان في تونس لمن يحن إلى تفكيك الدولة ولمن يعيش في ظل دستور 2014»، وأن «السلطة في تونس هي للشعب» و«لا مجال للمسّ بوحدة الدولة» من طرف من قال انهم «يرتبون  لذلك إلى اليوم في الكواليس داخل تونس وخارجها» واصفا إياهم بـ «أعداء الوطن».

وفي انتظار نتائج تحقيق التفقدية العامة التابعة لوزارة الشباب والرياضة بشأن هذه الجريمة «النكراء» والقرارات الجزائية والإدارية التي ستتبعها، فإن على الجميع الاتعاظ من هذه الحادثة وتعديل بوصلتهم على حب تونس والذود عنها وعن سيادتها وقرارها الوطني لا غير.. واتخاذ مواقف وقرارات مشرّفة دائما وفي كل المواقف والمناسبات.

فحب الوطن والذود عنه لا يقاس بأي شيء على الإطلاق، فهي بذلك مسألة مقدّسة، فاليوم هناك تجانس في الموقفين الشعبي والرسمي تجاه عديد القضايا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فما بالك في علاقة بالعلم المفدى والسيادة الوطنية، فلا يتسامح الشعب مع أعداء تونس و«الخونة» مثلما لا تتسامح الدولة أيضا معهم حيث أكد في هذا الإطار رئيس الدولة  أنه «..لا تسامح مع من يعتقد انه فوق القانون أو يعتقد أن عمالته للخارج يمكن أن تشفع له صنيعه و أن راية تونس لن تترك ولن تسلّم إلا مرفوعة لأجيال قادمة لترفعها عاليا في تونس وتحت كل سماء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هجرة المهندسين التونسيين : ظاهرة خطيرة تستدعي حلولا عاجلة

لا يختلف اثنان اليوم حول ارتفاع ظاهرة هجرة المهندسين في السنوات الأخيرة وما تمثله من خطورة…