غازي معلى المختص في الشأن الليبي يعلّق على تفعيل إرساء « بنك الاستثمار الإفريقي»: نحو خلق متنفس تنموي واستثماري لدول المنطقة الإفريقية..
تسعى السلطات الليبية إلى وضع الأسس الأولى لبنك الاستثمار الافريقي وذلك بالتشاور والتباحث مع الدول القريبة منها والتي من شأنها تقديم الإضافة في تفعيل إرساء هذا البنك ومن منطلق تعزيز التشاور الثنائي بين البلدين وصل أول أمس إلى تونس وفد ليبي رفيع المستوى برئاسة المكلف بتسيير شؤون ديوان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، يرافقه رئيس اللجنة التأسيسية لبنك الاستثمار الأفريقي.
وكان للوفد الليبي لقاء بوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار، ومحافظ البنك المركزي التونسي، فتحي النوري.
وتعود فكرة بنك الاستثمار الافريقي إلى سنة 2008، حيث اتفقت قمة الاتحاد الإفريقي على إنشاء «بنك الاستثمار الإفريقي» وأن تكون العاصمة الليبية طرابلس مقره الرئيسي وفي سنة 2022 قرر رئيس «حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة تشكيل لجنة تأسيسية للمصرف لتفعيل قرار إنشاء البنك وذلك لـ « أهمية هذه المؤسسة الاقتصادية الأفريقية، وأن تتولى ليبيا مبادرة التأسيس».
وحول الاستفادة الاقتصادية التي ستحصل لتونس وليبيا ولدول القارة الافريقية عموما انطلاقا من إنشاء هذا البنك تحدثت « الصحافة اليوم» إلى المختص في الشؤون الليبية غازي معلى الذي أشار أن الفكرة مهمة وإيجابية ومن شأنها أن تخلق متنفسا تنمويا واستثماريا لدول المنطقة الافريقية مؤكدا على أهمية توفير كافة حظوظ النجاح لهذه المؤسسة البنكية والتي تتطلب تمويلات مادية هامة حتى تتوفق في إنجاز المشاريع الاستثمارية المنتظرة و التي من المبرمج أن تكون مشاريع ضخمة.
وشدد معلى على ضرورة توفر حد أدنى من الاستقرار في الداخل الليبي لضمان نجاح وديمومة هذه المؤسسة البنكية التي تستوجب توفير امكانيات كبرى لتحقيق الأهداف المرسومة لها داعيا إلى أهمية العمل المشترك خاصة بين تونس وليبيا على تجاوز بعض الإشكاليات العالقة من ذلك وبصفة عاجلة فتح معبر رأس الجدير في الاتجاهين وبين البلدين لعودة حركة المسافرين وعبور الشاحنات والسيارات.
وأشار معلى إلى أن لليبيا 3 بنوك تجارية في تونس إلى جانب رابع ينتظر الترخيص وهي بنوك تمر بنوع من الصعوبات في التمويل وهو ما يستوجب معالجته وتفاديه في دراسة ترسيخ أي بنك استثماري أو تجاري جديد في المقابل اعتبر أن فكرة تكوين بنك استثمار إفريقي سيعطي دفعا تنمويا جديدا للمنطقة الافريقية وسيخفف من تبعيتها للدوائر الدولية المانحة.
وبخصوص اجتماع الوفد الليبي بمسؤولين من تونس عقد الجانبان اجتماعات مهمة استمعوا خلالها للطرف الليبي حول جهود دولة ليبيا الرامية لتفعيل بنك الاستثمار الافريقي وناقش الطرفان خطة تفعيل هذا البنك، ومن أهم الملفات التي تمّ التطرق إليها خلال هذه الاجتماعات ،تمويل المشاريع التنموية في القارة الأفريقية، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومجابهة تحديات التغير المناخي.
كما أعرب الجانبان عن ثقتهما بأنّ بنك الاستثمار الأفريقي سيلعب دورًا هامًا في دفع عجلة التنمية في القارة، من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية إضافة إلى مناقشة جهود حكومة الوحدة الوطنية الليبية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وتنفيذ مشاريع التنمية في مختلف المجالات، هذا وأكّد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بما يُساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعبيهما.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي قد أعلن في شهر فيفري الفارط عن بعث لجنة تأسيسية لإنشاء بنك الاستثمار الافريقي في قمة رئاسية عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعا لها الرئيس غاني نانا أكوفو أدو، حول إنشاء مؤسسات مالية إفريقية مؤيدا أي خطوات لتعزز الوحدة النقدية الإفريقية، وإيجاد صيغ لتأسيس قواعد للعمل الكفيل بتوفير أدوات تمويل إفريقية ذاتية مؤكدا على أن ليبيا « اتخذت إجراءات تنفيذية لتأسيس المصرف على مستوى البنية التحتية».
واشترط بأن «لا يؤثر ذلك على أولوية انطلاق المؤسسات المالية الرئيسية المنشأة من قبل الاتحاد الإفريقي».
الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي لـ«الصحافة اليوم» : توقيع جملة من الاتفاقيات بين تونس والكويت يفتح آفاقا واعدة للشراكات المثمرة
وقّعت تونس والكويت على إثر انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسية الكويتية على 14 اتفاقية،…