بعد انتكاسة دامت لسنوات: قطاع الفسفاط يستعيد عافيته ويحقق أرقاما مقبولة
بعد سنوات من الركود دام لسنوات نتيجة الاضرابات والاحتجاجات المتتالية والتي أدت إلى التراجع الحاد في إنتاج الفسفاط ، لتعود بعد ذلك شركة فسفاط قفصة خلال السنتين الأخيرتين الى سالف نشاطها وتحقق أرقاما قياسية في مستوى الإنتاج والتصدير.
فقد شهد انتاج الفسفاط تحسنا بنسبة 4 % خلال الثلاثية الأولى من السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية .حيث قدر إنتاج الفسفاط خلال أشهر جانفي وفيفري ومارس بـ 789812 طن مقابل 728333 طن خلال نفس الفترة من السنة المنقضية وذلك وفق أرقام شركة فسفاط قفصة .
وقد رسمت شركة فسفاط قفصة منذ بداية السنة الجارية هدفا لعودة نشاط الفسفاط الى نسقه الطبيعي وتحقيق إنتاج شهري في حدود 420 ألف طن وذلك استنادا الى تحسن الأوضاع الاجتماعية بالحوض المنجمي وامتصاص غضب متساكني الجهة .
وعلى مستوى تطوير نسق الانتاج فقد قامت شركة فسفاط قفصة بادخال مجموعة من الآليات الثقيلة الجديدة طور الخدمة لاسيما وأن تقادم بعض الآليات ساهم في تراجع الإنتاج، ناهيك وأن الشركة قد أبرمت منذ بداية السنة الحالية عديد الصفقات المتعلقة باقتناء معدات ثقيلة لاستخراج الفسفاط الخام من المقاطع الجبلية الوعرة .
إبرام صفقات والبحث عن أسواق تصديرية جديدة
ولأن قطاع الفسفاط يعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني حيث تساعد صادراته على تحسين عجز الميزان التجاري المتفاقم نظرا لأهمية الايرادات التي يوفرها لخزينة الدولة ،فان الدولة التونسية تسعى الى استعادة مكانتها كأبرز المصدرين مستفيدة من الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية خاصة في ظل المنافسة القوية من بعض البلدان العربية على غرار المغرب .
وتعمل شركة فسفاط قفصة على ابرام صفقات مع العديد من الشركات الأجنبية للرفع من حصة تونس في انتاج الفسفاط ومشتقاته والبحث عن أسواق تصديرية جديدة مثل البرازيل وبعض البلدان الآسياوية مع المحافظة على الحرفاء التقليديين بما في ذلك فرنسا ، بالاضافة الى تأمين الكميات المناسبة لحرفائها المحليين ، وهم بالخصوص المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية . وللتذكير فإن قطاع الفسفاط يعد من أهم القطاعات الاقتصادية في تونس حيث يساهم في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 10 % ويوفر اكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة .
كما تعد تونس من أكبر المنتجين للفسفاط في افريقيا والخامسة على مستوى العالم حيث تمتلك احتياطات تقدر بأكثر من 1,3 مليار طن بالرغم من الصعوبات التي تواجهها في نقل الفسفاط من المغاسل نحو وحدات التحويل بسبب تأخر انجاز برنامج تأهيل القطارات مع تضرر البنية التحتية .
في اطار تنفيذ حملات رقابية ، توعوية وزجرية : المراقبة الاقتصادية تحجز كميات من السلع وتسجيل مخالفات بالجملة
في الوقت الذي تسعى فيه الدولة بالتعاون مع مختلف الهياكل المعنية لتجاوز النقص الحاصل في الم…