ثلاثة مدربين وهدف وحيد في ست مباريات : أزمة منذ بداية الموسم عمـّقها رحيل العبدلي
بلغة الأرقام والإحصائيات فإن النجم الساحلي بصدد خوض موسم كارثي بأتم معنى الكلمة على مستوى الاداء الهجومي والمعدلات التهديفية، وها أنه الآن يدفع غاليا ثمن هذا الضعف غير المسبوق، فبعد ان غادر مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية من الباب الصغير، فإنه لم يستغل تأهله إلى المرحلة الحاسمة من البطولة الوطنية برصيد مكتمل من نقاط الحوافز، والدليل على ذلك أنه يحتل المركز قبل الأخير في السباق نحو اللقب بفارق ست نقاط كاملة عن الترجي المتصدر والذي لم يفز خلال آخر ثلاث مقابلات.
في هذا السياق تدل الأرقام الخاصة بمستوى الفريق من الناحية الهجومية أنه لم يقدر خلال ست مباريات في مرحلة البلاي أوف على تسجيل أكثر من هدف. وهذا الهدف تحقق بصعوبة بالغة ضد الملعب التونسي، َوخلال هذه المقابلات قاد النجم الساحلي ثلاثة مدربين بما أن أحمد العجلاني كان المشرف على النجم في أولى مباريات هذه المرحلة الحاسمة قبل أن يخلفه سيف غزال ومساعده محمد علي نفخة، وفي اللقاء الأخير كان خالد بن ساسي على رأس الإطار الفني للنجم الساحلي، ورغم كل هذه التغييرات على مستوى الإطار الفني الا ان الوضع المعقد والصعب للغاية من الناحية الهجومية استمر، وكأن الأمر لا يتعلق بالمرة بهوية المدرب الأول و مدى قدرته على إحداث التحويرات الضرورية.
وما حصل مع هؤلاء المدربين هو امتداد لما حصل مع المدرب عماد بن يونس الذي تولى قيادة النجم الساحلي في بداية الموسم، إلا انه عرف المصير نفسه لمن خلفه بما أن دفع غاليا ثمن الضعف والوهن الواضح على مستوى القدرات الهجومية، اما الخسارة المفاجئة في بداية العام الحالي ضد الاولمبي الباجي في لقاء الكأس الممتازة فلم تكن سوى دافعا لحصول القطيعة بين الطرفين، بما أن السبب الرئيسي هو ظهور النجم بأداء متواضع للغاية من الناحية الهجومية وفشله في تجاوز كل الصعوبات والمشاكل التي عرفها الفريق منذ بداية الموسم… وللفشل أسباب عدة:
1 – رصيد بشري محدود َوقدرات متواضعة
لا يخفى على أحد أن النجم الساحلي مازال يدفع غاليا ثمن حرمانه من الانتدابات منذ الصائفة الماضية ة، وهذا المعطى الهام للغاية ساهم في مضاعفة حجم المشاكل الهجومية التي برزت من فترة طويلة حيث غادرت النجم بعض العناصر المؤثرة على غرار محمد الضاوي وزين الدين بوتمان الموسم الماضي، وفي الوقت الذي كان خلاله القائمون على النادي يعتزمون دعم الفريق بعدد من العناصر الجديدة جاء القرار الحاسم بمنعه من النشاط في سوق الانتقالات، ليضطر لبدء الموسم الحالي بنفس الرصيد البشري الذي يشكو أصلا من بعض النقائص، وهذا العامل كان مؤثرا بشكل مباشر وساهم في استمرار التراجع المتواصل على مستوى النجاعة الهجومية إلى حد الآن وكان تبعا لذلك من الصعب على كل الفنيين الذين تداولوا على الفريق تغيير الواقع الصعب رغم منحهم الفرصة لأغلب اللاعبين الموجودين ضمن الرصيد البشري، والثابت في هذا السياق أن أغلب هذه العناصر تعاني من محدودية واضحة في الامكانات الأمر الذي ساهم في خروجها بشكل شبه دائم من الحسابات، ولعل وضعية المهاجم الأجنبي فيني بونغونغا الذي يفترض أن يقدم إضافة كبيرة تعكس بوضوح تواضع قدرات أغلب عناصر الهجوم.
2 – رحيل العبدلي مؤثر للغاية
وما يمكن تأكيده أيضا أن قرار فك الارتباط مع المهاجم يوسف العبدلي في بداية هذا العام بدا وكأنه قرار متسرع وغير حكيم، فهذا اللاعب كان من العناصر المؤثرة التي ساهمت في تتويج النجم الساحلي بلقب بطولة الموسم الماضي، ورغم أن مستواه تراجع في بداية هذا الموسم بالتوازي مع تراجع الأداء العام، إلا أن رحيله تسبب في تضاعف حجم معاناة الفريق هجوميا، خاصة وأن العبدلي كان اللاعب الأهم َوالأقدر على قيادة الخط الأمامي للفريق حتى وإن شهد مستواه تراجعا واضحا بما أن العبدلي يظل أكثر المهاجمين قدرة على البروز واحداث الفارق والدليل على ذلك انه سجل هذا الموسم في البطولة وفي رابطة الأبطال رغم أنه لم يكن في أفضل حالاته، لذلك من المؤكد أن رحيله المفاجئ كان له الأثر السلبي على قدرات الفريق الهجومية وتسبب بعد ذلك في فشل النجم الساحلي في التسجيل في عدد كبير من المباريات، فالنجم خاض عقب خروج يوسف العبدلي تسع مقابلات في ثلاث مسابقات مختلفة اكتفى خلالها بتسجيل هدفين فقط (هدف ضد الملعب التونسي وهدف ضد أمل بوشمة).
3 – تراجع إضافة الجلاصي
خلال بداية الموسم الحالي لعب المدافع المحوري حمزة الجلاصي دورا كبيرا للغاية من الناحية الهجومية، حيث قاد الفريق إلى الفوز في عدد من المباريات على غرار مواجهة الذهاب في رابطة الأبطال ضد شباب قسنطينة وكذلك في مباراة البطولة ضد اتحاد بن قردان ثم في مقابلة ذهاب الدور الاخير من رابطة الأبطال ضد نادي الجيش الملكي المغربي، وذلك الهدف الذي سجله الجلاصي كان له تأثير واضح في تأهل مستحق إلى دور المجموعات، غير أن تأثير هذا اللاعب على المستوى الهجومي تقلص تدريجيا، َومقابل هذا التراجع، تواصلت معاناة عناصر الخط الأمامي َوالدليل على ذلك أن ياسين الشماخي على سبيل المثال لم يسجل على امتداد هذا الموسم سوى هدف وحيد وتحديدا ضد الملعب التونسي، وهو الهدف الوحيد الذي سجله الفريق في ست مباريات متتالية ضمن منافسات مرحلة البلاي أوف. وهنا يبرز مدى تأثر النجم الساحلي بتراجع حجم إضافة الجلاصي على المستوى الهجومي، وهو تراجع غير مرتبط بقدرات هذا اللاعب الذي ظل محافظا على تألقه في الدفاع، لكنه دفع غاليا ثمن الفشل الواضح في التعامل مع الكرات الثابتة التي كانت تمثل إحدى نقاط قوة النجم الساحلي في السابق فضلا عن الفشل في الحصول على ضربات الجزاء التي كان ينفذها الجلاصي بنجاح خلال بداية الموسم.
4 – إضافة شبه منعدمة
ربما حملت المباراة الأخيرة ضد الاتحاد المنستيري بعض الأجوبة بشأن الأسباب الكامنة وراء تراجع معدلات التهديف لدى النجم الساحلي، فراقي العواني توفرت له فرصة مواتية لتسجيل هدف السبق غير أنه لم يحسن التعامل مع هذه الفرصة ليستمر تبعا لذلك في رحلة الصيام عن التهديف التي بدأها منذ فترة طويلة، ويكون أيضا عرضة لانتقادات قاسية من قبل عدد من أحباء الفريق، لكن ما ينطبق على راقي العواني ينسحب أيضا على اغلب عناصر الهجوم وكذلك لاعبي وسط الميدان، بما أن مستواهم تراجع بشكل واضح وكبير هذا الموسم والحديث هنا يهم لاعبين مثل أصيل الجزيري وأسامة عبيد ولؤي بن حسين، وكذلك ياسين الشيخاوي الذي انتظرت جماهير النجم عودته بفارغ الصبر تماما مثل محمد أمين بن عمر، إلا انه اكتفى بخوض مباراة واحدة فقط وكانت ضد الترجي الرياضي في دور المجموعات وتحديدا يوم 24 فيفري الماضي قبل أن يختفي بعد ذلك َوتظل إضافته منعدمة، َويدفع بالتالي النجم الساحلي ثمن انعدام الحلول البديلة وتراجع أداء بعض العناصر الأساسية وكذلك سوء التصرف مع اللاعبين الشبان الذين كان بالمقدور استثمار طاقاتهم ومواهبهم بطريقة أفضل لكن اغلب من درب الفريق فشل في تحقيق هذا الأمر لتستمر تبعا رحلة معاناة النجم من الناحية الهجومية وتصبح حظوظه في الدفاع عن لقبه شبه منعدمة.
الفريق أنهى تربصه المغلق : دقـدوق يــدخــل دائـــرة الـمـنـافـسـة.. وثـالــوث بارز يقنع المكشـر
بعيدا عن المشاكل والصعوبات التي يعاني منها النجم الساحلي على المستوى المالي، وهو ما دفع رئ…