2024-05-07

العلمي يـُعيد سيناريو الموسم الماضي : اسـتـقالــة في الوقت الـضـائـع تـــزيــد الــوضــــع تــأزمـــا

تحرك يوسف العلمي سريعا بعد خسارة النادي الإفريقي أمام النادي الصفاقسي التي جعلت فريقه يتراجع إلى المركز الأخير في الترتيب، وبسرعة أعلن العلمي استقالته من قيادة النادي حسب تصريحات الكاتب العام الذي أكد توصلهم باستقالة كتابية من العلمي أنهى من خلالها مرحلة قيادته الفريق، وهي خطوة لم تكن متوقعة ولكن سرعة الإعلان عن الاستقالة “الكتابية” جعل الأمر يُفهم على أنه مناورة من قبل الرئيس الحالي، الذي يريد تفادي الضغط الذي يتعرض له منذ فترة وذلك بسبب فشل الهيئة في اتخاذ قرارات سليمة تساعد الفريق على التألق والنجاح مثلما كانت الجماهير تحلم به منذ سنوات مع الشعارات التي رفعتها الهيئة منذ أن تمّ انتخابها لقيادة النادي في بداية عام 2021 ولكن دون أي نجاح يذكر.

ولا تعتبر هذه الاستقالة الأولى من نوعها بما أن العلمي والهيئة المديرة التي يقودها سبق لهم الاستقالة في بداية الموسم بعد الخيبة الأفريقية وبالتالي فإن الأمر اصبح عادياً ومنتظرا، ذلك أن انسحاب الرئيس الحالي حوّل الاهتمام من الوضع الرياضي الكارثي إلى الفراغ الإداري، والبحث عن الاسم البديل الذي سيقود الفريق في المرحلة القادمة، سيطر على التفكير في أسباب الفشل الرياضي الكبير الذي يعرفه الفريق في هذا الموسم وهو امتداد لما واجهه الفريق في الموسم الماضي ذلك أن الإشكال الإداري لم يكن مطروحا في المرحلة السابقة ووضع الفريق إداريا كان يبدو مستقراً بشكل كبير للغاية ولا توجد مؤشرات على أن الفريق يعاني من أزمة على هذا المستوى.

خطوة دون مكاسب

قد تحقق الاستقالة مكاسب بالنسبة إلى الهيئة المديرة، بعد امتصاص غضب الجماهير التي أصبحت تفكر أساسا في مستقبل فريقها إداريا والحلول التي قد تمكنه من الخروج من الوضع الحالي والبحث عن شخصية قادرة على انتشال الفريق من الوضع الحالي وإنهاء الغموض الإداري، ولكن على الصعيد الجماعي فإن الاستقالة لا تخدم الفريق بالمرة وتضعه في ورطة كبيرة وفي مواجهة مستقبل غامض ومعقد.

ومن الواضح أن الاستقالة لن تخدم الفريق المقبل على مرحلة صعبة خاصة في حال عدم تقدم أي قائمة للانتخابات والمنافسة على قيادة النادي وهو أمر متوقع بشكل كبير لأن الحل الوحيد المطروح حاليا هو خيار داخلي بتولي حامد مبارك، الذي يحظى بثقة كبيرة من قبل يوسف العلمي، أو هيكل دخيل نائب الرئيس بقيادة المرحلة المؤقتة والانتقالية مع وجود نيّة لدى دخيل من أجل تولي قيادة الفريق في الموسم القادم، وهناك عديد الملفات التي تطرح نفسها بقوة في المرحلة القادمة أولها خلاص مستحقات  اللاعبين مع تأخر سداد الرواتب وكذلك الإشراف على بقية الفروع ولا سيما فرع كرة السلة الذي يمكنه أن يحصد لقباً في حال توفرت ظروف العمل المثالية مثلما كان الأمر في بداية الموسم، إضافة إلى إعداد التحضيرات للموسم القادم وغيرها من الملفات التي تحتاج إلى حلّ سريعا من أجل تدارك الموقف.

وهذه الملفات تحتم على العلمي التراجع عن الاستقالة باعتبار صعوبة الموسم، ومن الناحية الأخلاقية لا يمكن التخلي عن الفريق في المرحلة الحالية ومن الضروري إكمال الموسم وانتظار إجراء انتخابات في ظروف مثالية وتكوين هيئة تقود النادي بصلاحيات كاملة لأن الحلول الوقتية لن تخدم الفريق لا سيما وأن الأيام القادمة لن تشهد ترشح أي شخصية لقيادة الفريق بسبب الشروط القانونية التي تضمنها القانون الانتخابي، والوضع المالي الصعب الذي يواجهه الفريق والذي يتطلب تصرفا جيداً من قبل العلمي حتى يُعيد الأمانة، رغم أن عديد المصادر تؤكد أن الاستقالة لن تكون حقيقية على أرض الواقع، وعلى الأقل في المرحلة الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البنزرتي يـَترك بصمته منذ اللقاء الأول: تعديل تكتيكي ناجح وشخصيـّة أقوى

من‭ ‬الصعب‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬النادي‭ ‬الإفريقي‭ ‬تعافى‭ ‬منذ‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬له‭ ‬بقيادة‭ …