الملعب التونسي يلحق بالترجـي هزيمته الأولى : ثلاثة معطيات صنعت الفوز الأول في «البلاي أوف»
بعد انتظار طويل آن للملعب التونسي أن يحقق انتصاره الأول في هذه المرحلة الحاسمة من منافسات البطولة، ليحقق بذلك عديد المكاسب أهمها على الإطلاق العودة بقوة في السباق والتمسك بحظوظ المراهنة على مركز مؤهل للمشاركة الإفريقية في الموسم، كما أن الفوز على الترجي الرياضي متصدر طليعة الترتيب والذي لم يتعرض لأية هزيمة منذ بداية الموسم زادت من قيمة هذا الإنجاز الذي سيعزز بلا شك موقف المدرب حمادي الدو على رأس الملعب التونسي.
وكان لهذا الفوز أسباب عديدة ومعطيات ساهمت بشكل واضح في بروز الفريق في اللحظة المناسبة، وجعلته يتجاوز كل الصعوبات التي واجهته في المباريات السابقة وخاصة على المستوى الهجومي، وفي هذا الإطار يمكن التأكيد على أن الإطار الفني استطاع بعد صبر طويل أن يجني ثمار عمله الجدي طيلة الفترة الماضية.
قراءة مميزة واستيعاب درس الذهاب
خلال مقابلة الذهاب مرّ الملعب التونسي بجانب الحدث فرغم أنه قدم في المجمل مستوى مشجعا لكنه دفع غاليا ثمن الاخفاق في تجسيم الفرص التي اتيحت له، كما انه لم يكن في تلك المقابلة في أفضل حالاته من الناحية الدفاعية، وفي هذا السياق يبدو أن الإطار الفني استوعب جيدا درس مباراة الذهاب وأعدّ فريقه كأفضل ما يكون لتحقيق النتيجة المرجوة في مواجهة الترجي، وهذا الأمر تجسم من خلال الاعتماد على طريقة لعب ترتكر على الضغط المتواصل على دفاع المنافس ومحاولة استغلال المساحات في الأطراف مع وجوب غلق كل المنافذ من خلال التعويل على دفاع قوي ومتماسك برهن عن صلابته خلال المباريات الأخيرة َوالدليل على ذلك أن فريق باردو لم يقبل اي هدف في مقابلاته الثلاث الأخيرة في البطولة والكأس. فضلا عن ذلك فإن المدرب حمادي الدو استغل كأفضل ما يكون غياب بعض العناصر المؤثرة في تشكيلة الترجي وابرزها روجي اهولو لينجح فريقه في فرض اسلوب لعبه واحكام السيطرة على مجريات اللعب في عدة ردهات بفضل وجود لاعبين جيدين في وسط الميدان.
استغلال مثالي للكرات الثابتة
من النقاط الهامة التي ارتكز عليها الملعب التونسي في مواجهة الترجي هي الحرص على حسن التعامل مع الكرات الثابتة بأفضل صورة ممكنة، وفي هذا الإطار لاح جليا أن الإطار الفني عمل كثيرا على امتداد التحضيرات السابقة على جعل الفريق يتفوق في هذه النقطة، وبالتوازي مع التألق دفاعيا في صد كل محاولات المنافس فإن هدف اومارو كان تجسيدا وتأكيدا لمدى تحسن قدرات الفريق وخاصة في طريقة التعامل مع الكرات الثابتة، في حين جاء الهدف الثاني ليكون اعلانا واضحا على أن المهارات الفردية أدت أيضا إلى تحقيق فوز مهم للغاية، فالمدافع المحوري مروان الصحراوي جسّم بشكل رائع كل المعطيات التي تؤكد وجود تطور واضح في ما يتعلق باستغلال الهجومات المعاكسة والتدرج السليم بالكرة.
تحضير مميز من الناحية الذهنية
رغم أن الفريق افتقد خلال مواجهة الترجي لثنائي مميز يعتبر من أهم الركائز وأصحاب الخبرة ونعني بذلك ماهر الحناشي وهيثم الجويني، ورغم أن الفريق عاش على وقع ضغوطات قوية جدا بسبب الفشل منذ بداية منافسات مرحلة البلاي أوف في تحقيق الفوز، إلا أن زملاء الحارس سامي هلال ظهروا بمستوى مثالي وكان تعاملهم مع خصوصية هذا اللقاء جيدا للغاية. وهذا الأمر يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان المجموعة كانت تحظى بدعم قوي من قبل الإطار وكذلك مختلف القائمين على النادي، وهو ما يثبت قيمة الإعداد النفسي والذهني لمثل هذه المقابلات الصعبة و الحاسمة، والثابت أيضا أن جماهير النادي لعبت دورا مهما بما انها استمرت في مؤازرة اللاعبين رغم كل التشكيك الذي ساد مؤخرا بخصوص قدرة الملعب التونسي على أن يكون رقما صعبا في منافسات مرحلة البلاي أوف.
الدو يكسب الرهان
ومما لا شك فيه أيضا أن المدرب حمادي الدو استطاع مرة أخرى ان ينهض من جديد وتجاوز كل الصعوبات والضغوط، َوسيناريو نهاية مواجهة الترجي يعيد إلى الأذهان ما حصل في بداية الموسم عندما حاصرت الشكوك الفريق وخاصة الإطار الفني الذي كان مهددا فعليا بالإقالة لكن بسرعة كبيرة تجاوز فترة الفراغ وجعل الفريق في الواجهة ليقوده للتأهل إلى البلاي أوف التي بدأها الملعب التونسي بخطى متثاقلة، لكن الفوز الاخير قد يكون منعرجا حاسما في مسيرة الفريق هذا الموسم وفي مسيرة المدرب حمادي الدو المستمرة منذ منتصف الموسم الماضي إلى حد الآن، ليكون المدرب الوحيد من ضمن كل مدربي الفرق المنافسة في البلاي أوف الذي لم تقع اقالته.
تألقه قد يقوده للخروج من الفريق : احتجاب محيّر لأومــــــــارو.. وفرضية المـغـادرة فـي الـمـيركـاتـو الـشـتوي واردة
كان اللاعب الدولي النيجري يوسوفا أومارو واحدا من أهم صنّاع نجاح الملعب التونسي خلال بداية …