يحتفل العالم اليوم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة وسط تواصل المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والتي لم تستثن الصحافيين رغم كل المواثيق الدولية والمعاهدات الحامية لهم.

وفي الوقت الذي يحتفل الصحافيون في مختلف دول العالم بهذا اليوم مطالبين بالمزيد من الحريات والحقوق والضمانات لمواصلة عملهم في ظروف مريحة يواصل الصحافيون في فلسطين رحلة كفاحهم من أجل بلدهم ومهنتهم ومن أجل كشف حقيقة الاحتلال وفضح سرديته حتى وإن كان ثمن ذلك حياتهم.

لقد كان الصحافيون منذ بداية حرب الإبادة في غزة في صدارة المدافعين عن هذه المهنة وفي مقدمة صفوف الباحثين عن الحقيقة لذلك تحولوا إلى واحدة من أولويات دولة الاحتلال وجيشها الذي لم يتوان عن جعلهم أهدافا له في مناسبات عديدة على مرأى ومسمع من العالم.

منذ بداية العدوان في غزة قتل العشرات من الصحافيين في القطاع والضفة وفي لبنان وجرح العشرات واعتقل العشرات لكن الصحافيين الفلسطينيين لم يتوقفوا عن القيام بواجبهم غير عابئين بشبح الموت الذي يترصدهم مع كل صورة يلتقطونها تفضح مجازر جنود الاحتلال وتوثق ما يحدث عنها وتكذّب ما يريد الغرب أن يقنع به العالم.

تقول الأرقام التي كشفتها يوم أمس سلطات غزة إن أكثر من 141 صحفي فلسطيني على الأقل قتلوا منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر الماضي وجرح العشرات فيما اعتقل الاحتلال العشرات منهم وطبعا كان الهدف طمس الحقيقة والتعتيم على السردية الفلسطينية مقابل اعلاء سرديته التي انخرطت في ترويجها كبرى المؤسسات الإعلامية الغربية.

وفي ظل هذه المأساة المتواصلة وحرب الإبادة التي يصر الاحتلال على إكمالها ضاربا بعرض الحائط كل الدعوات والمناشدات الدولية لاحترام الصحافيين وحقهم في القيام بواجبهم في ظروف آمنة كما تنص على ذلك المواثيق الدولية يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة ليذكّر المجتمع الدولي بالالتزامات التي قطعتها دوله المختلفة على نفسها باحترام الحريات وحق الشعوب في التعبير، كما يأتي ليذكّر الجميع بحقوق الصحفيين في التعبير الحر ونقل الحقيقة كاملة دون تزييف أو رقابة أو تضييق ودونما قتل أو استهداف أو اعتقال.

إن المجتمع الدولي الذي سنّ القوانين والتشريعات من أجل اعلاء منظومة كونية لحقوق الانسان من بينها الحق في التعبير يقف اليوم عاجزاً أمام حماية قوانينه وأمام حماية الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل والإبادة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو بذلك شريك في هذه الجريمة النكراء في حق واحدة من أنبل المهن الإنسانية.

إن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة التي دفع الصحافيون الفلسطينيون دمهم من أجلها مناسبة للجسم الصحفي المؤمن بقدسية هذه المهنة ونبلها لرصّ الصفوف وجمع الوثائق لتقديم ملف خاص بالصحفيين الذين استُشهدوا خلال حرب الإبادة على غزة، ورفعه إلى محكمة الجنايات الدولية حتى لا تظل جريمة الاحتلال في حقهم وفي حق المهنة دون مساءلة ودون عقاب ودون توثيق وحتى يكون ما حدث في غزة عبرة لمن يعتبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث | عودة العلاقات السورية التركية: هل اقترب اللقاء الكبير؟

في موقف جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس استعداده لاستئناف العلاقات مع سوري…