2024-05-03

الترجي يدخل في «دوامة» التعادلات : غــاب الــتــركـيـز فـضـاع الانـتصـار

فشل الترجي للمباراة الثانية تواليا في تحقيق الفوز ضمن منافسات «البلاي أوف» مكتفيا بتعادل جديد أبقى الحال على ماهو عليه في أعقاب جولة كانت مشابهة لسابقتها باقتصار جميع الفرق على جني نقطة يتيمة، ورغم انتشائه بالتأهل التاريخي الى «مونديال» الولايات المتحدة وبلوغ الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية على حساب صان داونز الجنوب افريقي فإن فريق باب سويقة لم يستثمر هذا المعطى الذي دعّمه تسجيل هدف منذ الدقيقة الخامسة بواسطة جلّاد الحراس في البطولة الوطنية رودريغو رودريغاز ليخسر أسبقيته في مطلع الشوط الثاني.

ولم يقترن الاستقرار الذي فرضه الإطار الفني من خلال القيام بتغييرين فقط تمثّلا في إقحام رائد بوشنيبة الذي كان من أبرز اللاعبين فوق الميدان وأسامة بوقرة بتجديد العهد مع الانتصارات بل إن الترجي خسر لاعبين بسبب الاصابة بسبب الإصرار على عدم تدوير الرصيد البشري بهدف قطع خطوة هامة نحو اللقب غير أن النادي الصفاقسي تفادى للمرة الأولى في هذا الموسم الهزيمة ضد صاحب الريادة.

الأخطاء الفردية تعود من جديد

تذوّق الترجي مجددا من مرارة الأخطاء الدفاعية «القاتلة» التي كبّدته الخسارة الوحيدة في رابطة الأبطال ضد الهلال السوداني وحرمته من نقطتين ثمينتين في الجولة الأخيرة أمام فريق عاصمة الجنوب عندما ارتكب ياسين مرياح خطأ لا يغتفر في منطقة الجزاء ومن مدافع دولي وصاحب خبرة طويلة ليجني على فريقه في موعد كان احتفاليا ويبدو أنه أثّر على تركيز اللاعبين الذين كان أغلبهم بعيدا عن مستواه الحقيقي قياسا بالموعدين الفارطين ضد صان داونز واللذين عرفا انضباطا تكتيكيا مميزا.

وباستثناء بعض الأخطاء الفردية، فإن المنظومة الدفاعية كانت ثابتة حيث تجاوز الترجي فترة الضغط الذي فرضها النادي الصفاقسي في مطلع الشوط الثاني ليعود الى الهجوم دون أن يصل الى مرمى صبري بن حسن من جديد في مباراة عرفت اصابة محمد أمين بن حميدة وحسام تقا وإقصاء روجي أهولو لتكون المراهنة على التركيبة المثالية مغامرة غير محسوبة طالما أن تتالي المباريات ألقى بظلاله على جاهزية اللاعبين وقد يحرمه من عناصر مهمة في المواعيد القادمة.

سيناريو متجدد

لئن حافظ الترجي على مسافة الأمان التي تفصله عن الاتحاد المنستيري، فإن المشاكل التي واجهها في آخر مباراتين تفرض على المدرب ميغيل كاردوزو تعديل الاوتار وخاصة من الناحية الهجومية حيث مازال فريق باب سويقة عاجزا عن تدعيم تفوّقه في كل موعد ليدفع الثمن بخسارة نقاط ثمينة كانت ستجعله يقترب من اللقب أقرب من أي وقت مضى رغم امتلاكه مهاجما في قيمة رودريغاز الذي واصل هوايته المفضّلة في مرحلة التتويج وأصبح على بعد ثلاثة أهداف من اللاعب السابق للاتحاد المنستيري بوبكر تراوري.

ووجد زملاء يان ساس صعوبات كبيرة على مستوى التنشيط الهجومي في سيناريو معاد لمباراة النادي الافريقي مع اختلاف في بعض الجزئيات على غرار النقص العددي الذي أجبر غيلان الشعلالي على اللعب أمام محور الدفاع ليخسر الترجي عنصرا مهما على مستوى بناء اللعب رغم نسبة الامتلاك العالية والسيطرة التي فرضها في نهاية المقابلة، وجعل التوجه الدفاعي الذي اعتمده الترجي في رابطة الأبطال الآليات الهجومية شبه معطّلة حيث لم يكن الخط الأمامي فاعلا في غياب الحلول من الرواقين أو العمق ليأتي الهدف من كرة ثابتة أحكم تنفيذها البرازيلي يان ساس، ولم يسع المدرب كاردوزو الى تنويع الخيارات التكتيكية حيث كانت تغييراته مركزا بمركز كما سعى الى تعزيز وسط الميدان لسدّ الفراغ الذي تركه أهولو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

‭‬بعد‭ ‬التعادل‭ ‬الأخير‭ ‬ : كاردوزو‭ ‬يرضخ‭ ‬للضغوطات؟

تبدو‭ ‬جميع‭ ‬الاحتمالات‭ ‬واردة‭ ‬بخصوص‭ ‬التشكيلة‭ ‬التي‭ ‬سيعوّل‭ ‬عليها‭ ‬المدرب‭ ‬ميغ…