2024-04-30

أمان الله مميش (حارس الترجي الرياضي) : مواجهة صان داونز هي الأصعب في مسيرتي

رسم أمان الله مميش نفسه واحدا من نجوم النسخة الحالية لرابطة الأبطال الإفريقية بعد محافظته على شباكه نظيفة للمقابلة الثامنة على التوالي ليصبح الحارس الأصغر في تاريخ المسابقة تحقيقا لهذا الإنجاز، وبات مميش إحدى ركائز الترجي وأعمدة الفريق بعد أن نجح في كسب ثقة جميع مكونات العائلة الترجية بفضل إمكاناته الفنية والبدنية المحترمة للغاية. «الصحافة اليوم» التقت حارس الترجي الرياضي عند وصوله إلى مطار تونس قرطاج بعد العودة بورقة الترشح من جنوب إفريقيا وبالتحديد من مدينة «بريتوريا» أمام صانداونز، مميش تحدث مطولا عن أسرار نجاحه مع الترجي وكواليس مواجهة العودة وعلاقته برفاقه في النادي فضلا عن عديد المواضيع والمحاور الأخرى التي تكتشفونها تباعا في الحوار التالي.

ماهي عوامل النجاح في مواجهة العودة رغم صعوبة المهمة؟

يعلم الجميع أن مواجهة العودة ضد صان داونز لن تكون سهلة لذلك حاولنا الحفاظ على الهدوء والرصانة بعد الانتصار في لقاء الذهاب، تحدثنا في حجرات الملابس وعلى امتداد جميع حصص التدريبات على أهمية هذا اللقاء ومفصليته في تاريخ الترجي وتاريخ هذا الجيل بالذات. كنا نعلم أننا مقبلون على مقابلة صعبة للغاية وصدقني هي الأصعب منذ بداية مشواري لأن كل لاعب مطالب بتفادي الخطأ بل أكثر من ذلك محاولة تقديم أفضل المستويات من أجل قيادة الترجي نحو الدور النهائي وخصوصا ضمان الترشح إلى كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة. الحمد لله نجحنا في المهمة وأسعدنا الجماهير الترجية التي تنقلت معنا بأعداد محترمة إلى جنوب إفريقيا أو كذلك التي تابعتنا في تونس وحرصت على استقبالنا في المطار عند العودة إلى تونس.

لماذا اعتبرت لقاء صان داونز الأصعب في مسيرتك؟

لأن هذا اللقاء مفصلي في تاريخ النادي وكانت تفصلنا دقائق معدودة عن تحقيق حلم جميع الأطراف بالوصول إلى كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة فضلا عن الترشح إلى الدور النهائي لرابطة الأبطال من جديد بعد سنوات من الغياب. الوصول إلى القمة صعب لكن البقاء فيها أصعب بكثير وتألقي في المقابلات الماضية جعل الضغط المسلط عليّ أكبر وأكبر لأن ثقة جميع الأطراف ليس من السهل كسبها والمحافظة عليها. مرة أخرى أريد التأكيد أنني لم أقدم شيئا يستحق الذكر في تاريخ الترجي وأنا مصر على المزيد لأن القادم أفضل والمسؤولية ستكون أصعب وأكبر في قادم المواعيد لأن هذا الجيل مصر على كتابة التاريخ بأحرف من ذهب مع الترجي ونرغب في إسعاد الجماهير الترجية مهما كانت التكاليف. في لقاء الذهاب عندما شاهدت ياسين مرياح مريضا ويلّح على المشاركة زادني عزيمة على التألق وحماية العرين وهذه التفاصيل تؤكد أننا نملك مجموعة متماسكة ومتضامنة هدفها الوحيد الوصول إلى منصات التتويج.

ماذا دار بينك وبين حارس صان داونز في نهاية المقابلة؟

ويليامز حارس ممتاز وتابعته بتركيز كبير في مقابلات «الكان» ومنذ لقاء الذهاب جمعنا حوار خاطف قبل أن تتجدد المحادثات بيننا في لقاء العودة حيث قام بتهنئتي على الترشح إلى الدور النهائي لرابطة الأبطال وتبادلنا القمصان وقال لي «أنت حارس مميز حافظ على هذه الشخصية وسيكون لك مستقبل كبير” فرحت كثيرا لكلامه وتواضعه خصوصا وأنه يعتبر من أفضل الحراس في القارة الإفريقية.

كسبت ثقة الجميع رغم صغر سنك وقصر تجربتك فماهو سر النجاح؟

النجاح لا يأتي صدفة وأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالتضحيات والعمل المكثف من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها المنشودة .. لا يمكن عزل نجاح مميش عن نجاح بقية المجموعة لأنني لولا تماسك وصلابة دفاع الترجي لما وجدت نفسي في هذه الوضعية المريحة، أن يلعب أمامك محور دفاع متكون من ياسين مرياح وأمين توغاي فهذا المعطى يجعلك دائما في أمان خصوصا وأن هذا الثنائي يملك خبرة كبيرة وقوي جدا على مستوى التواصل حيث نتحدث كثيرا أثناء المقابلات وكذلك في التمارين حتى تكوّنت لحمة كبيرة بيننا وأصبحنا مجموعة متناغمة ومتجانسة. ليس من السهل المحافظة على عذارة شباكك في 8 مقابلات متتالية في رابطة الأبطال رغم أننا واجهنا منافسين محترمين للغاية ومع ذلك حافظنا على نقاط قوتنا وبالتالي ليس من الصدفة الوصول إلى هذا المستوى والأهم هو البقاء والمحافظة على هذه المكتسبات.

هل انطلقتم في التفكير في مواجهة الأهلي المصري؟

طوينا وقتيا صفحة رابطة الأبطال وكل التركيز منصب حاليا على مقابلات البطولة التي نسعى فيها إلى المحافظة على لقبنا .. نهدف هذا الموسم إلى التتويج بكل الألقاب الممكنة وحاليا انطلقنا في الاعداد لمواجهة الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي التي تبقى مباراة صعبة وليس من السهل قيادتها إلى بر الامان. ومع هذا فإن كل لاعب يفكّر في لا وعيه في مواجهة الدور النهائي ضد الأهلي المصري التي تبقى مواجهة بطابع ثأري بعد الهزيمة في اخر مواجهة مباشرة الموسم الماضي. نملك أسبقية معنوية على هذا النادي لأننا توجنا باللقب في اخر نهائي جمعنا بسيناريو غير متوقع وبالتالي فإن الأهلي يرغب في رد الاعتبار لنفسه والثأر منا لكننا لن ندخّر قطرة عرق واحدة من أجل الوصول إلى منصات التتويج واسعاد الجماهير الترجية التي تنتظر منا الكثير في قادم المواعيد.

كيف تقيّم علاقتك بالمدرب كاردوزو وماذا تغيّر بقدومه؟

هو مدرب استثنائي بكل المقاييس وفي بعض الأحيان لا نحس أنه مدربنا بقدر ما نعتبره صديقنا أو الأخ الأكبر.. مدرب يفرض على الجميع احترامه وذكي كثيرا في تعامله مع كل اللاعبين جماعيا وفرديا. أتذكر بعد لقاء العودة ضد أساك ميموزا أنه عانقني بحرارة وقال لي لم أشك للحظة أنك لن تخذل هذه الجماهير وأنك ستكون في مستوى الانتظارات. أؤمن دائما أن النجاح لا يأتي صدفة ونجاحنا مع كاردوزو يؤكد أنه مدرب ذكي يحترم عمله ويسعى دائما إلى تطوير كل لاعب في مركزه وهذا الكلام لا ينقص شيئا من عمل كل مدرب سبقه وخصوصا طارق ثابت المدرب الذي نكّن له كل الاحترام والتقدير.

هل تحدثت مع أسطورة حراسة المرمى في الترجي شكري الواعر؟

نعم جمعتني محادثة مع شكري الواعر الذي يبقى الأسطورة الحية لحراسة المرمى في الترجي الرياضي والكرة التونسية .. وجّه لي عديد النصائح وأصغيت له باهتمام وتركيز كبير لأن مجرد الحديث معه يدفعك نحو الأمام لمواصلة العمل بجد، شكري شخص محترم للغاية وله مكانة خاصة في قلوب جماهيرنا وأسعى إلى المضي على خطاه من أجل كسب ثقة «المكشخين». تحدث عني شكري أيضا في بعض التصريحات الاعلامية وكنت سعيدا جدا بما قاله عني لكنه في المقابل يلقي على عاتقي مسؤولية كبيرة أتمنى أن أكون في مستوى انتظاراته وتطلعات جميع الأطراف. أن تلعب في الترجي يعني أن تتعود على الضغط مهما كانت الظروف التي تعيشها وبالتالي أنا تعودت على الضغط وأحاول دائما إيجاد أفضل الظروف من أجل تقديم مستويات محترمة ومساعدة رفاقي.

 رسالتك الأخيرة لمن توجهها؟

إلى كل من ساندني ودعمني .. البداية بوالدي طارق مميش الذي له الفضل الأول في وصولي إلى هذا المستوى لأنني حظيت باهتمام كبير منه منذ صغر سني ثم مدرب الحراس وسيم نوارة الذي نعمل بجد معه رفقة معز بن شريفية والصدقي الدبشي .. ليس من السهل أن تلعب في الترجي وبن شريفية على بنك البدلاء. أتذكر دائما أنني كنت المتابع الأول لمسيرة معز بن شريفية مع الترجي وهذه المسيرة ألهمتني وأتمنى تحقيق الانجازات التي بلغها، صدقني هو المساند الأول لي هذا الموسم ولا يبخل بأي نصيحة من أجل افادتي وتقديم يد العون حيث يحرص قبل كل مباراة وفي كل حصة تدريبية على التحدث إليّ ونصحي وأنا دائما أصغي له بتركيز كبير.. في الختام الجماهير الترجية تستحق منا كل الألقاب وقد لا نوفيها ما تقدمه لنا من دعم حيث نجدها حاضرة في كل مكان وفي كل ملعب والحمد لله على نعمة الترجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الترجي والإفريقي في النهائي : 3 «دربيات» تحسم مصير البطولة والكأس 

تعرفت الجماهير الرياضية نهاية الأسبوع الجاري على طرفي نهائي كأس تونس الذي سيجمع للموسم الث…