الترجي يضرب عصفورين بحجر واحدة: الدفاع أفضل وسيلة للنجاح
ضرب الترجي الرياضي موعدا متجددا مع الأهلي المصري في الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية بعد أن أكد تفوقه على صان داونز الجنوب افريقي ليؤكد الفترة الزاهية التي يمرّ بها منذ تسلم البرتغالي ميغيل كاردوزو المقاليد الفنية حيث قطع مع الخيبات التي رافقته على الصعيد الخارجي في السنوات الأخيرة في انتظار الصعود إلى منصة التتويج وقهر المنافس الذي حرمه من تجاوز المربع الذهبي في نسختي 2021 و2023.
وحقّق الترجي عديد المكاسب بعد تخطيه عقبة صان داونز حيث سيراهن على التتويج بنجمته الخامسة في رابطة الأبطال وضمن مقعدا مع كبار العالم في النسخة الجديدة من االمونديالب الذي سيقام في العام المقبل بالولايات المتحدة الأمريكية كما نجح في تحقيق فوز طال انتظاره خارج القواعد على حساب منافس عتيد كان مرشحا بقوة لحصد اللقب قياسا بالمستويات التي يقدمها غير أنه اصطدم بفريق واقعي وجاهز.
دفاع وفي لعاداته
كان الترجي وفيا لعاداته حيث تحلى بصلابة دفاعية كبيرة جعلته يتجاوز الضغط المفروض من صان داونز الذي أجبره الترجي على اللهث وراء التسجيل ما أفقد لاعبيه التركيز عند إنهاء الهجمة كما كان الحارس أمان الله مميش من جديد سدّا منيعا وجداراصلبا أمام جميع محاولات أصحاب الضيافة، ولعب الانضباط التكتيكي الكبير دورا في الفوز الثمين على الأراضي الجنوب افريقية حيث أحكم لاعبو الترجي الانتشار داخل الميدان وأغلقوا جميع المنافذ بفضل جاهزيتهم البدنية التي جعلتهم يدافعون بأكبر عدد عند خسارة الكرة ليضطر صان داونز الى اللجوء الى اللعب المباشر الذي سهّل المهمة وخفّف العبىء على الخط الخلفي في ظل حسن تعامل ثنائي المحور ياسين مرياح ومحمد أمين توغاي مع الكرات الفضائية.
وأكد الترجي أن شعار أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم قد لا يكون صائبا ضد منافسين يفوقونه من الناحية المهارية والجماعية ذلك أن التكتل والتنظيم الجيد ساهما بقسط وافر في الحد من خطورة صان داونز الذي عجز عن فكّ شفرة الحارس أمان الله مميش الذي واصل تحطيم الأرقام القياسية بتفاديه قبول أهداف للمباراة العاشرة من مجموع 11، ومهّد الحضور الذهني لتألق ممثل كرة القدم التونسية وهو ما كان غاب عنه في المرحلة الأولى وحرمه من الوصول الى الدور النهائي للدوري الافريقي وجعل انطلاقته متعثرة في دور المجموعات حيث دفع ثمن الضعف الواضح خارج تونس ليعمل كاردوزو على التقليص من الأخطاء الفردية وإجبار كل لاعب على التقيد بواجباته ليكون الإنجاز باهرا ومميّزا إلى أبعد الحدود بما أنه جمع بين المراهنة على اللقب وكذلك التأهل لكأس العالم للأندية.
قراءة مثالية
اتعظ المدرب كاردوزو من سيناريو مقابلة الاتحاد المنستيري عندما قام بتغييرات حرمته من فوز رابع على التوالي في البطولة حيث حرص على التوقي من تراجع الأداء البدني لحسام تقا ويان ساس ليلعب ورقتي رائد بوشنيبة وزكرياء العايب بهدف حرمان صان داونز من المساحات خاصة وأن الأخير كان مطالبا بالمرور الى السرعة القصوى في الشوط الثاني ليسقط في الفخ ويترك الفراغات التي مكّنت الترجي من تسجيل هدف مباغت حسم الأمور وجعل التعامل أسهل مع المباراة التي أخذت منحى جديدا وسيطر على نهايتها غياب التركيز من الجانبين في ظل تأكد ممثل كرة القدم التونسية من نيل بطاقة العبور.
وأمام القناعة الواضحة بعدم القدرة على فرض الآليات الهجومية المطلوبة والحاجة الى وقت إضافي لخلق التكامل بين الخطوط الثلاثة، عوّل الترجي على السمات البارزة في لاعبيه من أجل صنع الفارق وهو ما يبرز في الدور الذي يلعبه المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز على مستوى إيجاد الثغرة في عمق دفاع المنافس وفتحه المجال لزملائه للوصول الى الشباك ليصنع تمريرتين ذهبيتين ساوتا التأهل عن جدارة الى الدور النهائي ودون مجهود هجومي كبير ذلك أن الترجي حرص بالأساس على تأمين الجانب الدفاعي لينجح في إعادة سيناريو مقابلة الذهاب ويؤكد عودته القوية إلى الواجهة.
مستواه فارق في الهجوم: غابـت نجـاعة البلايلي.. فتوقفت الانتصارات
تزامن تراجع نتائج الترجي في الجولتين الفارطتين من البطولة واللتين سبقهما فوز صعب على مستقب…