هل تكسب تونس رهان تحويل السياحة فعلا الى ناتج قومي ؟ استعدادات حثيثة.. لكن دائما هناك خشية من ظروف طارئة
تتواصل في تونس خلال هذه الايام الاستعدادات على مختلف الاصعدة من أجل ضمان أكبر قدر ممكن من النجاح للموسم السياحي الذي يطرق الابواب، والذي تعوّل عليه الحكومات المتعاقبة لدفع عجلة الاقتصاد وادخال حركية على المال والاعمال وخلق فرص العمل و«تدوير» عجلة البيع والشراء والخدمات في كثير من مدن وجهات البلاد.
وتراهن تونس كثيرا على هذا القطاع، خاصة في ظل تراجع قطاعات أخرى كالفلاحة والصيد البحري والصناعات التحويلية، وبالتالي فنجاح الموسم السياحي بات ضروريا أكثر من السنوات الفارطة.
وقد انطلقت الاستعدادات لذلك في كل المستويات، حيث انعقد يوم الثلاثاء الاجتماع الدوري للوزير مع الادارة المركزية للترويج بالديوان الوطني للسياحة، لمتابعة الاستعداد لموسم الذروة ومختلف العمليات الترويجية المبرمجة خلال الفترة القادمة
هذا الاجتماع، اهتم خاصة بالبرنامج الترويجي الذي سينفذه الديوان الوطني التونسي للسياحة واستغلال مناسبة المشاركة التونسية في الألعاب الأولمبية في باريس للترويج على أوسع نطاق للوجهة التونسية، رغم أنها تقريبا معروفة في فرنسا، لذا وجبت المراهنة على تعريف الاطراف الدولية التي تحضر التظاهرة، خاصة من البلدان البعيدة والتي ليست لها روابط عديدة وقنوات مفتوحة مع تونس.
الوزير أكد، في هذا الصدد، وحسب ما جاء في برقية وكالة تونس افريقيا للانباء، على “وجوب العمل على تكثيف الاتصال الرقمي والتعاون مع صانعي المحتوى ومزيد العمل طبق أهداف نوعية لاستقطاب فئة جديدة من السياح”. وهو توجه جديد يؤكد مرة أخرى تفهم الوزارة لمستجدات السوق العالمية ويدل أيضا على حاجة البلاد لانجاح هذا الموسم تحديدا، وهو ما دفعها للاستعانة بكل الوسائل الممكنة من أجل الترويج للوجهة التونسية واستجلاب المزيد من السياح والزوار والمشاركين والمستشهرين.
السياحة التونسية عرفت خلال المواسم الفارطة عديد المفاجآت الطارئة التي ضربت أحيانا الموسم برمته، وأحيانا خفّضت كثيرا من مردوديته، وهي اليوم حذرة شديد الحذر من أي منغصات قد تعيد انتاج نفس الصعوبات، وهذا ما يفسر حرص الحكومة على توفير أكبر ما يمكن من ضمانات وتسهيلات من أجل ان تكون انطلاقة الموسم وذروته، عامل تحفيز حقيقي للانتاج ولتقديم أفضل الخدمات، حتى يتمكن هذا القطاع من خوض التحدي الحقيقي وهو هي التحول الى ناتج قومي يدفع فعلا بالتنمية ويخلق الثروة، لا ان يبقى فقط حل من حلول البطالة او حركة تجارية وخدمية لا تدخل في الاقتصاد الحقيقي والمراهنات الصلبة.
متى تعي الهياكل أننا بتنا في أمسّ الحاجة لهكذا رؤية: من أجل نموذج فلاحي ملائم للتغيرات المناخية ومخاطر ندرة المياه
رغم توالي سنوات الجفاف، ورغم تحوّل المياه في بلادنا تدريجيا الى عملة نادرة، لا تزال كثير …