زيارة ترويجية لبعثات ديبلوماسية لمنطقة الشمال الغربي : خطوة نحو تنشيط المنطقة وتنميتها اقتصاديا وثقافيا
تزخر ربوع تونس بمناطق لها مقومات جمالية وثقافية تخطف الألباب والأنظار غير أن هذه المناطق بحاجة إلى تثمين وتهيئة وتنمية مستدامة وفق خصوصيتها الطبيعية والجغرافية وفي مراعاة للمخزون الثقافي لهذه الجهات وفي مقدمة هذه المناطق الغنية بمخزونها الطبيعي والثقافي والبيئي نجد جهة الشمال الغربي التي وعلى الرغم من كل هذه المقومات ما تزال في انتظار «لفتة» تنموية حقيقية تكسر مع سنوات التهميش والتفقير.
ومن هذا المنطلق وببادرة من وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج تم تنظيم جولة استكشافية وترويجية يومي 20 و21 أفريل الجاري إلى منطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بتونس، بمشاركة ما لايقلّ عن 43 من السفراء رفقة عقيلاتهم، يمثلون مختلف القارات والبلدان الشقيقة والصديقة لتونس.
وللوقوف على أبعاد هذه الزيارة أفاد ممثل إدارة الإعلام عن وزارة الشؤون الخارجية عادل بلحاج في تصريح لـ«الصحافة اليوم» أن الهدف من هذه الزيارة الترويجية هي إطلاع الوفود المشاركة المتكونة من رؤساء بعثات ديبلوماسية لأكثر من 43 دولة على الإمكانيات التنموية والاستثمارية بمنطقة الشمال الغربي وأنّ المنطقة تحتوي على مشاريع استثمارية واعدة واطلاعهم على عدد من المشاريع الاستثمارية الناجحة خاصة في القطاعات ذات الطاقة التشغيلية الكبرى.
كما أضاف أنه من خلال هذه الزيارة الترويجية للبعثات الديبلوماسية سيتسنى لبعض الدول اكتشاف المقومات التنموية في تونس من خلال تنشيط هذه المناطق على مستوى التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف ومع الهياكل التنموية الدولية والـتأكيد على ان تونس لها مقومات التنمية المستدامة التي تراعي البيئة والبعد الإيكولوجي للتنمية والترويج لأنواع جديدة من السياحة البديلة وتبيان أن تونس لا تعتمد فقط على السياحة الشاطئية والساحلية فقط وإنما تضم مقومات سياحية وثقافية وإيكولوجية متنوعة إلى جانب المخزون الثقافي المادي واللامادي الذي تزخر به عديد المناطق في تونس على غرار منطقة الشمال الغربي.
وستكون هذه الزيارة الحلقة الأولى من سلسلة من الزيارات التي ستشمل عديد المناطق من الجنوب والوسط التونسي.
وبالعودة للزيارة فقد شمل برنامج الجولة الترويجية زيارات لعدد من المعالم الأثرية والتاريخية على غرار موقع دُقّة الأثري بولاية باجة المسجّل في قائمة «اليونكسو» للتراث العالمي وموقع سيدي بومخلوف بالكاف والموقع الأثري بيلاريجيا بولاية جندوبة، اطّلع خلالها رؤساء البعثات الدبلوماسية وعقيلاتهم على الخصوصيات الحضارية لهذه المواقع وعلى ما تتوفر عليه منطقة الشمال الغربي من إرث حضاري وثقافي ثري ومنتوج سياحي متنوع ومن فرص لاستكشاف مجالات واعدة للاستثمار في عدّة قطاعات وتشجيع المهن الصغرى ومساندة الباعثين الشبان والحرفيين والشركات الأهلية بما يساهم في خلق مواطن شغل ودعم جهود التنمية الجهوية.
كما اطلعوا على مكوّنات المركّب الرياضي الدولي بعين دراهم ومركز التربصات والاصطياف ببني مطير والمركب الرياضي بأحد الفنادق بطبرقة، بالإضافة إلى تنظيم زيارتين ميدانيتين إلى ضيعتين فلاحيتين بكل من توكابر والسلوقية، في إطار دعم الصادرات ومزيد التعريف بالمنتوجات الفلاحية المحلية الأصيلة لمنطقة الشمال الغربي والتي لها رواج في عديد الأسواق الخارجية وتحصّلت على عديد الجوائز الدولية.
كما نوّه وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار بتجاوب البعثات الديبلوماسية مع هذه المبادرة، مؤكدا اهتمام تونس بتطوير علاقاتها مع بلدانهم ومع مختلف دول العالم في شتى المجالات وذلك في إطار الشراكة الثنائية المثمرة. وشدّد على ثوابت الدبلوماسية التونسية ومناصرة بلادنا لقيم العدل والسلم والأمن في العالم ووقوفها الدائم إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن تونس تبقى منفتحة دوما على العالم وهي معتزة بتراثها وحضارتها الضاربة في التاريخ.
بدوره، أكد السيد المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة أن تنظيم الجولة لمنطقة الشمال الغربي دليل على أن هذه الجهة تستحق مزيد التسويق لما تزخر به من كل مكونات السياحة البديلة ذات الطابع الإنساني والثقافي المستدام وذات القيمة المضافة، قصد استقطاب فئة جديدة من السياح، بما من شأنه أن يحدث ديناميكية سياحية وثقافية وفرص عمل جديدة تساهم في دفع الاستثمار وتطوير القدرة التنافسية لتونس كوجهة سياحية محبذة ولها أكثر جاذبية.
مخرجات اللجنة التجارية المشتركة التونسية الليبية : التطوير اللوجيستي والقانوني لمعبر رأس الجدير
اختتمت موفى الأسبوع المنقضي أشغال اللجنة التجارية التونسية الليبية والتي احتضنتها العاصمة …