2024-04-18

الذكاء الاصطناعي : دوره في تنمية الاقتصاد وآفاق استعمالاته

في إطار التعاون التونسي البريطاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، أشرف السيد منصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور سفيرة المملكة المتحدّة بتونس السيدة Helen Winterton يوم 16 أفريل 2024 بالعاصمة على افتتاح التظاهرة العلمية حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تنمية الاقتصاد تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي، اقتصاد مستدام ومرن ».

هذه التظاهرة العلمية التي تنعقد يومي 16 و17 أفريل 2024 بحضور سامي إطارات الوزارة والجامعات وعدد من الخبراء والباحثين الدوليين من تونس والمملكة المتحدّة وممثلي الهياكل المختصة وعدد من أصحاب المشاريع الناشئة، تهدف إلى تحديد دور الذكاء الاصطناعي وآفاق استعمالاته في تطوير الاقتصاد التونسي.

وبهذه المناسبة أكّد السيد منصف بوكثير أنّ الندوة الثنائية حول «الذكاء الاصطناعي من أجل اقتصاد مرن» تبرز  ديناميكية ممتازة وتنوّعا للتعاون التونسي البريطاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، خاصة بعد التوقيع على مذكّرة التفاهم بين حكومتي تونس والمملكة المتحدة في فيفري 2023 والذي يمثّل انتقالا من التعاون إلى شراكة كاملة، ممّا يفتح فرص تعاون واسعة.

كما أشاد السيد الوزير بما أحرزته تونس في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى القاري والدولي وفقا لمؤشّر أكسفورد الحكومي لجاهزية الذكاء الاصطناعي، حيث تحتلّ تونس المرتبة الرابعة إفريقيا والمرتبة 81 من بين 193 دولة، ويمثّل البحث العلمي المجال الذي تظهر فيه تونس إمكانياتها، وهي تحتلّ المرتبة الثالثة إفريقيا والمرتبة 50 دوليا وفقا لعدد المنشورات العلمية.

وفي الإطار نفسه  أكّد السيد منصف بوكثير أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ملتزمة بتعزيز رؤية تونس لعام 2035 من أجل تعزيز مجتمع قائم على المعرفة، حيث ستواصل دعم تطوير برامج الذكاء الاصطناعي في مختلف المؤسّسات التونسية مع الاستفادة الكاملة من القدرة التي أثبتتها تونس لتدريب الموارد المؤهّلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، معلنا بأنّ الوزارة تعمل على وضع اللّمسات الأخيرة لبعث أوّل معهد هندسة متخصّص في الذكاء الاصطناعي بجامعة تونس، وسيكون جاهزا خلال شهر سبتمبر المقبل.

من جانبها اعتبرت سفيرة المملكة المتحدة في تونس  Helen Winterton ان انعقاد الندوة يندرج  في إطار التعاون المتين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين تونس والمملكة المتحدّة وبحضور خيرة الخبراء من الطرفين  بهدف التركيز على الرابط القائم بين الذكاء الاصطناعي والصمود الاقتصادي وهو ماسيفتح  الطريق لمبادرات أخرى في المستقبل، مضيفة أنّ الذكاء الاصطناعي يوفّر إمكانات اقتصادية هائلة ولكنّه يتطلب أيضًا الكثير من البحث والعناية لمواجهة المخاطر واغتنام الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا.

وبينت وينترتون أن تونس تُعرف بمهاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي بفضل شركاتها الناشئة والمبتكرة فضلا عن التزام الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالابتكار والتكنولوجيا والبحث، مشيرة  إلى أن المملكة المتحدة التي تشجع الباحثين في هذا المجال وتسعى إلى استقبالهم من أجل تطوير مهاراتهم المعرفية، تقدّم أكثر من 100 شهادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأشارت إلى أن المملكة المتحدة استضافت أول قمة حول سلامة الذكاء الاصطناعي تضم وفودا عن حكومات وخبراء وباعثي شركات في هذا المجال من أجل تحسين التعاون بين البلدان وحسن استعمال الذكاء الاصطناعي في خدمة الاقتصاد والتطور العلمي.

وتسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى إحداث أول معهد تونسي للذكاء الاصطناعي بجامعة تونس، يشمل جميع مجالات التكوين، مع مفتتح السنة الجامعية المقبلة، إذا تقدّمت التحضيرات اللازمة كما هو مضبوط سلفا، وفق ماصرح  به وزير التعليم العالي منصف بوكثير،  على هامش التظاهرة يتمّ رفع أهمّ التوصيات التي تم استخلاصها من مختلف أشغال التظاهرة إلى اللّجنة المشتركة التونسية البريطانية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي المزمع انعقادها بتونس في أواخر أفريل 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

من الملفات التي تستدعي حلولا عملية : البناءات العشوائية تبعث الفوضى…وتثير الاستياء

عرفت بلادنا سنوات من الفوضى كانت «مرتعا» لطغمة من الفاسدين أتوا على الأخضر واليابس ولم يتر…