أهمها الصلابة الدفاعية : ثـلاثــة عـوامل تمهـّـد للنجاح فـي امــتـحــــــــان صـــــان داونــــــز
يرنو الترجي عند ملاقاته صان داونز الجنوب افريقي الى تجديد العهد مع الانتصارات الغائبة طيلة المباريات الثلاث الماضية والتي اكتفى خلالها بالتعادل ليقطع مع السلسلة الايجابية المقترنة مع إشراف البرتغالي ميغيل كاردوزو على الدواليب الفنية، ولئن نجح فريق باب سويقة في تحقيق أهدافه ببلوغ المربع الذهبي لرابطة الأبطال والإبقاء على فارق مريح في ريادة «البلاي أوف» فإن الموعد القادم سيكون الأهم نظرا لقيمة الرهان من جهة وكذلك صعوبة مراس المنافس الساعي الى تأكيد فوزه بالنسخة الأولى من الدوري الافريقي في نهاية العام الفارط والذي يعتبر من كبار المرشحين للفوز باللقب.
وعلى غرار المباريات الأخيرة التي لم تكن اقل أهمية، حرص الاطار الفني على فرض «الويكلو» في التدريبات التي انطلقت أول أمس من أجل إضفاء التركيز اللازم على الموعد المرتقب وإصلاح بعض الهنات التي جعلت بريق الترجي يخفت نسبيا بعد بداية قوية في الشطر الثاني من السباق كما سيحاول كاردوزو البناء على الايجابيات لتأمين النتيجة المرجوة والتحول الى جنوب افريقيا بحظوظ أوفر لا سيما وأن المنافس مختلف تماما عن أسيك ميموزا ما يجعل المهمة تكون أصعب في جنوب افريقيا، ورغم شراسة المنافس فإن الترجي قادر على ترويضه في رادس بفضل نقاط القوة التي برزت في اللقاءات الأخيرة وأهمها الصلابة الدفاعية والاستقرار في وسط الميدان على أمل إيجاد الحلول في الجانب الهجومي والذي سيطغى الغموض على تركيبته وخاصة في الرواقين مع التنافس الموجود بين عناصره.
ثبات دفاعي
لن يهزّ كسر الاتحاد المنستيري لرقم الترجي في المحافظة على عذارة شباكه لسبع مباريات متتالية من صلابة الخط الخلفي الذي يعتبر المكسب الأهم في الموسم الحالي والذي تدعّم منذ قدوم البرتغالي كاردوزو وساهم في تحقيق الأهداف المنشودة باعتبار أن الفريق تفادى عديد الوضعيات الصعبة وأمّن سلسلة من الانتصارات المتتالية التي جعلت التعامل مع مختلف المواعيد مثاليا غير أن تعديل الأوتار ضروري وخاصة في التعامل مع الكرات الثابتة والتوزيعات العرضية فضلا عن تفادي الأخطاء الفردية التي حرمت الفريق من الصدارة في دور المجموعات.
وتفادى الترجي قبول أهداف على أرضه في النسخة الحالية من رابطة الأبطال ليكون ذلك ممهدا من أجل النجاح في الاختبار القادم الذي يشبه الى حد كبير ما عاشه زملاء ياسين مرياح في الدوري الافريقي عندما واجهوا مازمبي والوداد وكادوا يضربون موعدا مع المنافس القادم في الدور النهائي لولا الركلات الترجيحية، ويجمع الخط الخلفي للترجي بين الخبرة والطموح رغم بعض الهنات في الرواقين لكن التوليفة الحالية قادرة على كسب الرهان لو حافظت على ثبات مستواها وتمكنت من كبح جماح الفريق الجنوب إفريقي الذي يمتاز بالسرعة والفنيات.
وسط متكامل
فرض متوسط الميدان الطوغولي روجي أهولو نفسه كأحد نجوم المرحلة بنجاحه سريعا في تقديم الإضافة ليكون محرار وسط الميدان والعنصر الأهم في المنظومة الدفاعية التي باتت العلامة الأبرز في الفريق، ويعتبر دور أهولو كبيرا في اللقاء القادم الذي سيصطدم فيه الترجي بمنافس قوي في التحولات الهجومية ما يفرض وجود لاعب قادر على كسب الحوارات الثنائية وغلق المساحات بفضل قدراته البدنية والفنية الكبيرة والتي حسمت المنافسة لصالحه في مركز شكّل صداعا في السنوات الأخيرة.
وأضفى المدرب كاردوزو الاستقرار على تركيبة الوسط من خلال تثبيت روجي أهولو وحسام تقا مع تغيير وحيد في اللقاءات الأخيرة تمثّل في منح الثقة لغيلان الشعلالي مكان زكرياء العايب وهو اللاعب الأساسي الوحيد من الجيل الذي نجح في إحراز لقبين تاريخيين في رابطة الأبطال لتكون خبرته مهمة في قيادة الترجي لإنجاز جديد، ويتميّز وسط ميدان الترجي بالتناغم والتكامل مع اختلاف خصوصيات كل لاعب في انتظار التأكيد في الامتحان العسير يوم السبت وتمكين الفريق من خلال لعب دور أكبر في صنع اللعب وخلق التفوق العددي في مناطق صان داونز دون إغفال الواجبات الدفاعية.
المهارة الفردية
تطغى النزعة الجماعية على أداء صان داونز الذي يملك مجموعة متجانسة تملك آليات لعب واضحة مكّنتها من خلق طابع خاص عكس الترجي الذي مازال يبحث عن ثوابته من الناحية الهجومية وهو ما تعكسه المعدلات التهديفية الضعيفة، ولئن وفّق كاردوزو كثيرا في تحصين الجانب الدفاعي فإن التنشيط الهجومي لم يعرف تحسنا كبيرا مقارنة بالمرحلة السابقة خاصة وأن السيطرة أو حجم الفرص لم تقابلها بصمة واضحة تجعل الفريق قادرا على تخطي الصعاب ليرتهن للمجهودات الفردية لنجومه.
وفي انتظار إيجاد الحلول في الشق الهجومي، سيعوّل الترجي على مهارات لاعبيه وقيمتهم المضافة لتحقيق المنشود ضد صان داونز فعناصر كيان ساس ورودريغو رودريغاز وأسامة بوقرة وغيلان الشعلالي قادرة على فكّ طلاسم الدفاع الجنوب افريقي وهو ما حصل في مواعيد سابقة على غرار مباراتي النجم الساحلي أو النادي الافريقي، وبالتالي سيحتاج الترجي الى النزعة الفردية دون المسّ بالأداء الجماعي الذي سيرتكز عليه الاطار الفني للخروج بفوز يعبّد طريق الترشح.
غدا ملاقاة ساغرادا : هامش التحوير محدود.. والبلايلي جاهز
يجري الترجي اليوم ثاني حصصه التدريبية بالعاصمة الأنغولية لواندا بعد أن اكتفى اللاعبون أمس …