تمثل الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج عاملا لإشعاع صورة تونس في بلدان اقامتهم نظرا للمكانة التي تحظى بها هذه الكفاءات في دوائر واختصاصات نشاطها فضلا عن الدعم الاقتصادي الذي تقدمه هذه الكفاءات سواء ببلدان الإقامة أو داخل البلد الأم تونس.

ولدعم هذا المجهود ومزيد توجيهه لدعم المناخ الاستثماري في تونس و تشبيك العلاقات مع المؤسسات الوطنية تعمل وزارة الشؤون الخارجية و الهجرة والتونسيين بالخارج على تنظيم منتدى وطني للكفاءات التونسية بالخارج حسب ما أكده وزير الخارجية نبيل عمّار ويهدف هذا المنتدى أساسا إلى مزيد الإحاطة بهذه الكفاءات وتعزيز مساهمتها في مسار التنمية بتونس، وذلك خلال لقائه مستهل الأسبوع الجاري بمقر الوزارة برياض بوعزيز أحد الخبرات التونسية المقيمة بفرنسا.

كما يرمى المنتدى حسب عمار إلى تمتين روابط الكفاءات التونسية ببلدهم وخلق فرص للتشبيك في ما بين هذه الكفاءات بمختلف اختصاصاتها وبلدان إقامتها.

ويرى أغلب المتابعين للشأن الدبلوماسي أن تنظيم هذا المنتدى يعد خطوة الى الأمام في اتجاه تثبيت الثقة في حاضر ومستقبل الاقتصاد التونسي و السياسة التونسية و العمل على إشعاع صورة تونس في هذه الدول وهو ما يؤكده أيضا الدبلوماسي السابق أحمد ونيّس لنا فضلا عن أن عددا من هذه الكفاءات لديها شركات و أعمال بالخارج إلى جانب ثروات يمكن توجيه جزء منها للاستثمار في تونس وخاصة في الولايات الداخلية التي تعاني نقصا فادحا في الموارد الاستثمارية.

كما أن هذا المنتدى المزمع تنظيمه سيمكّن من تشبيك العلاقات بين مؤسسات مقيمة بالخارج وأخرى على أرض الوطن ترتبط بالجوانب التسويقية و التصدير مما سيخلق انتعاشة اقتصادية كبرى إضافة إلى فرص تشغيل هامة للشباب العاطل عن العمل والذي يسعى للحصول على فرص سانحة في تونس دون اللجوء إلى الهجرة بصفة شرعية أو غير شرعية .

ويعد تنظيم مثل هذه المنتديات آلية هامة لدفع التنمية والاقتصاد وهو ما يؤكده أيضا الديبلوماسي السابق أحمد ونيّس كما أن تونس سبق لها وأن قامت باعتماد مثل هذه الآليات لتثمين فرص انخراط الكفاءات التونسية في دعم الاقتصاد الوطني  وهو تمشّ دأبت عليه تونس منذ ستينات القرن الماضي حيث خاطب  الزعيم الحبيب بورقيبة السفراء وحثهم على الاستئناس بالكفاءات والخبرات التونسية المقيمة بالخارج وخاصة البلدان الغربية وعدد ضئيل من بلدان القارة الافريقية والاستفادة من خبراتهم ومواقعهم وعلاقاتهم سواء في جلب استثمارات أجنبية لتونس أو فتح قنوات لتمويل دراسة الطلبة التونسيين بالخارج وتمكينهم من منح للتعليم أو التكوين.

كما يجمع الدبلوماسيون اليوم على أن ايلاء وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج الاهتمام اللازم بهذه المسألة ستكون له انعكاسات إيجابية في المرحلة المقبلة ،نظرا للأهمية التي توليها بلادنا للكفاءات التونسية بالخارج لمساهمتها في إشعاع صورة تونس، وفي دعم المشاريع التنموية ببلادنا، سواء بخبراتها أو من خلال توظيف العلاقات التي تربطها بالدوائر النافذة في بلدان الإقامة.

وكما هو معلوم فان نسبة توظيف الكفاءات التونسية بالخارج قد ارتفعت خلال سنة 2023 بنسبة 28 بالمائة لتصل إلى 4510 منتدب  جديد  في إطار التعاون الفني مقابل 3511 منتدب  في سنة 2022. وجذبت بعض الدول الأوروبية كألمانيا وكندا نسبة كبيرة من الكفاءات التونسية، على حساب سوق العمل في دول الخليج، وفق معطيات الوكالة التونسية للتعاون الفني.

وبلغ عدد المنتدبين في دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي، 1906 منتدب ما يمثل أكثر من 42 بالمائة من إجمالي الانتدابات. وسجلت ألمانيا غالبية الانتدابات بـ 872 منتدب، أساسا في القطاعات شبه الطبية، تلتها فرنسا بـ 542 منتدب يغطون مختلف القطاعات، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات، فإيطاليا بـ 339 منتدب أساسا في المجالات شبه الطبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

دعوة لبعث مجلس السيادة الغذائية : ضمانة ديمومة المنظومات الإنتاجية والحدّ من التبعية الغذائية

كشفت أزمة جائحة كورونا والحرب الروسية -الأوكرانية عن هشاشة منظومات الإنتاج المحلية في تونس…