امتزجت فيها فرحة العيد مع فرحة نزول الغيث النافع : استبشار الفلاحين بالأمطار ودعوة الى توقّي الحذر واليقظة
شهدت مختلف ولايات الجمهورية خلال عطلة عيد الفطر تقلبات جوية تمثلت في هبوب رياح قوية ونزول أمطار غزيرة وبكميات متفاوتة.
وكان لنزول الغيث النافع وقع كبير على الفلاحين وعلى عموم المواطنين حيث امتزجت فرحة العيد بفرحة الغيث النافع ، لا سيما أمام الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة خلال الأيام الماضية والتي أثارت مخاوف الفلاحين على أنشطتهم الفلاحية وكذلك تأثيرها السلبي على ايرادات السدود التي ما زالت في وضعية حرجة .
وبحسب المعهد الوطني للرصد الجوي فمن المنتظر أن يتواصل نزول التساقطات الى نهاية الأسبوع الحالي ، وقد أصدر المعهد نشرات تحذيرية من هبوب الرياح القوية التي تتجاوز سرعتها 80 كلم في الساعة في شكل هبات وأثناء ظهور السحب الرعدية ، داعيا البحارة الى التوقف عن الأنشطة البحرية خلال هذه الفترة.
كما سجلت درجات الحرارة انخفاضا ملحوظا على كامل البلاد حيث تتراوح القصوى بين 14 و18 درجة بالمرتفعات.
من جهتها أوصت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الفلاحين بأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية مواشيهم وعدم تركها في الخارج والحرص على وضعها داخل الاسطبلات وإبعادها عن مجاري الأودية ، و شددت الوزارة على جمع الآلات الفلاحية ووضعها في أماكن آمنة بعيدة عن مجاري الأودية مع إعادة التثبت من متانة تركيز البيوت المكيفة تحسبا لهبوب الرياح .
تداعيات ايجابية على السدود والقطاع الفلاحي
ويتوقع المختصون في الشأن الفلاحي أن تكون لهذه الأمطار آثار ايجابية على مخزونات السدود التي بلغت نسبة امتلائها 34 % ،وهي مازالت دون المطلوب خاصة وأننا مقبلون على صائفة ويرتفع بذلك منسوب استهلاك الماء الصالح للشراب .
وفي سياق متصل فإن نزول الأمطار في هذه الفترة مهم جدا للأشجار المثمرة وخاصة الزياتين التي تحتاج الى كميات كبيرة من الماء على اعتبار وأنها في طور النمو والإزهار .
وتواجه تونس كحال العديد من دول العالم ارتفاع معدلات الحرارة وانخفاض التساقطات وارتفاع مستوى البحر وزيادة حدة وتيرة الظواهر المناخية القصوى ومنها بالخصوص الجفاف الحاد والعواصف الشديدة . في نفس الاطار يذهب الخبراء الى أن التحديات التي تواجه بلادنا أمام التغيرات المناخية تجعل التأقلم أولوية ملحّة ويتطلب ذلك تعبئة وطنية ودعما دوليا لتوفير الآليات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجيات المائية والفلاحية التي تتلاءم مع التغيرات المناخية.
وتجدر الاشارة الى أنه منذ سبتمبر 2022 سقطت على بلادنا حوالي 110 مليمتر متر مكعب فقط من الأمطار ، أي حوالي خمس المعدل الطبيعي اذ أن المعدل الاعتيادي لا يقل عن 520 مليون متر مكعب وهي نسبة متدنية جدا مقارنة بالسنوات الماضية ، جعلت السلطات تدق ناقوس الخطر وتدعوالى ترشيد استهلاك الماء .
المقدرة الشرائية للمواطن على المحك : ارتفاع جنوني لأسعار الخضر ودعوة للتدخل العاجل
تشهد مختلف أصناف الخضر والغلال تذبذبا في أسعارها خلال الفترة الحالية علاوة على فقدان البعض…