2024-04-07

لدفع الاستثمار في القطاع: تدارس الحلول الفلاحية لإسناد الأنشطة السياحية

إن التوجه الجديد في القطاع السياحي بخصوص تنمية وبعث مشاريع جديدة في الإيواء السياحي البديل يمكن أن يتضمن مجموعة متنوعة من الخيارات كإقامات المنازل الريفية والمنتجعات البيئية والغابية ، ذلك أنه من بين مميزاتها توفّر خيارات تجربة فريدة ، تمنح الفرصة للسياح لاكتشاف أنماط حياة مختلفة وثقافات محلية متنوعة بعيداً عن الفنادق التقليدية وتوفر هذه المشاريع هامشا أكبر من حيث الخصوصية والمساحة الشخصية التي قد لا تتوفر في الفنادق، مما يجعلها مثالية للسائح المحلي والأجنبي .

والإيواء السياحي البديل يتيح التواصل مع المجتمع المحلي حيث يمكن للسياح التفاعل مع المجتمع المحلي بشكل أكبر من خلال الإقامة في منازل محلية أوالمشاركة في تجارب تقديم الطعام التقليدية لكل جهة علاوة على أن مثل هذه المشاريع قد تكون الإقامة فيها أقل تكلفة بالمقارنة مع الفنادق الفاخرة .

هذا التوجه كان محل جلسة عمل انتظمت مؤخرا بين وزارتي السياحة والصناعات التقليدية والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري تهدف إلى إيجاد سبل جديدة من شأنها إسناد وتطوير الأنشطة السياحية المتنوعة ودفع نشاطات الصناعات التقليدية حسب خصوصيات كل جهة، بغاية تثمين المواد الأوّليّة الطبيعية في الصّناعات التّقليديّة وخلق مواطن شغل جديدة .

وتمّ الاتّفاق على وضع رزنامة عمل مشتركة لحلحلة الإشكاليات المطروحة ولدراسة كل المقترحات المقدّمة في ما يخص القوانين المتعلقة بالاستثمار في مجال الإيواء السياحي البديل خاصة بالمناطق الفلاحية والغابية وفي مجال السياحة الصّحراويّة والايكولوجيّة والإحاطة بالحرفيين وتزويدهم بالمواد الأولية المتأتية من الغابات وخشب الزيتون ومقاطع الطين وذلك بتشريك كل الجهات المعنية بالإضافة إلى مزيد التحسيس بترشيد استهلاك الماء طبقا لما جاء باستراتيجية وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري للمياه في أفق 2050 .

ومن جهة ثانية تم الإتفاق في الجلسة المذكورة على دراسة السبل الكفيلة بمواجهة التحدّيات المطروحة خاصة المتعلقة بالتغير المناخي ، والتأكيد على أهميّة الاستثمار في الجهات لخلق الثروة من خلال مزيد تثمين المنتجات الفلاحيّة وتوظيفها في القطاع السّياحي مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الأراضي الفلاحيّة وثرواتنا الطبيعية وكذلك النهوض بالسياحة الريفية والفلاحيّة والسياحة المستدامة والمسؤولة التي تندرج ضمن استراتيجية وزارة السياحة في أفق سنة 2035 .

اهتمام متزايد بالإيواء السياحي البديل

ومن جملة مشاغل الاستثمار في القطاع اليوم ، تعد مسألة الإيواء السياحي البديل أحد أبرز الاهتمامات التي يفضلها الباعثون الشبان نظرا لتناغم هذا الصنف مع مختلف الخصوصيات الجهوية والتي غالبا ما يطلق عليها تسمية «الفضاءات السياحية الايكولوجية» وتنوعها من حيث العرض وجودة الخدمات ومميزاتها السياحية على عكس النزل والإقامات التقليدية . إلا أن مايعترض هذه المشاريع من صعوبات مالية وقانونية يجعل منها ذات أولوية للدرس في ما يتعلق بتوفير الاعتمادات والتشجيعات التي يمكن توفيرها للباعثين الشبان حتى ترى مشاريعهم النور سيما وأن أغلب أصحاب هذه المشاريع هم من حاملي الشهادات العليا الباحثين عن شغل .

كما تسهم هذه المشاريع ذات اللمسات التقليدية في إثراء المخزون التراثي لكل جهة وانصهاره بتوجه عصري يتلاءم وحاجيات السائح المحلي والأجنبي سيما مع ما تزخر به الجهات من موروث ثقافي وديني وفلاحي وتقاليد موغلة في التنوع ، ذلك أن مثل هذه المشاريع السياحية للإيواء البديل تعدّ محلّ أنظار المستثمرين اليوم على غرار الإقامات السياحية الريفية التي بدأت في الانتشار داخل بعض الولايات. غير أن التشريعات والقوانين المنظمة لمشاريع الإيواء السياحي البديل في المناطق الريفية والغابية ما تزال تشكومن العديد من الهنات وعدم ملاءمتها للتغيرات الحاصلة في المجال السياحي وهي مسائل ولئن يتم الاشتغال على حلّها إلا أن الضرورة تقتضي الإسراع في ذلك وتوفير اعتمادات مالية وحوافز لتنمية هذه المناطق وخلق حركية سياحية وتجارية داخلها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان : تواصل البحث عن المفقودين في غرق مركب قبالة سواحل جربة

أفاد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان ، مصطفى عبد الكبير ، بأنّه تمّ إنقاذ 32 تونسيا ومغر…