بعد 6 أشهر على بدء الحرب وأمام عجز العالم عن إنهاء المأساة.. «غزّة».. لا حياة لمن تنادي..!
الصحافة اليوم(وكالات الأنباء) أسفرت الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة عن مقتل عشرات الآلاف وأدت إلى كارثة إنسانية وزادت من احتمالات اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط.
ويقع القطاع في جنوب شرق البحر المتوسط، ويبلغ طوله 45 كيلومترا وعرضه عشرة كيلومترات على الأكثر، ويمتد بين الأراضي المحتلة من الشمال والشرق وشبه جزيرة سيناء المصرية من الجنوب.
وكانت غزة في السابق جزءا من فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني، وظهرت كقطاع خلال حرب عام 1948، الذي قامت فيه دولة الاحتلال، عندما شنت القوات المصرية غزوا وفرضت سيطرتها على القطاع.
واحتل الكيان غزة في حرب عام 1967 مع الضفة الغربية. ويسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولة مستقلة لهم في قطاع غزة والضفة الغربية تكون عاصمتها القدس الشرقية.
ويعيش في غزة زهاء 2.3 مليون فلسطيني مما يجعلها واحدة من أعلى مناطق الكثافة السكانية في العالم. وحوالي 1.7 مليون من هذا العدد لاجئون أو أحفاد لاجئين طُردوا أو فروا من منازلهم خلال حرب عام 1948.
ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كان حوالي 81.5 بالمائة من السكان يعيشون في فقر حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
في عام 1987، انتفض الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية على الاحتلال الصهيوني خلال الانتفاضة الأولى.
وفي عام 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال اتفاقية سلام تاريخية مهدت الطريق لحكم ذاتي فلسطيني محدود في قطاع غزة والضفة الغربية. وشنت السلطة الفلسطينية حديثة النشأة آنذاك حملة قمع على المعارضين لعملية السلام، ومن بينهم «حماس».
وأصبحت غزة ساحة للانتفاضة الثانية التي اندلعت بعد فشل محادثات السلام عام 2000. وسحبت دولة الاحتلال مستوطنيها وجنودها من القطاع عام 2005 لكنها واصلت السيطرة على حدوده البرية والبحرية باستثناء المعبر المؤدي إلى مصر.
وفي عام 2006، حققت «حماس» فوزا مفاجئا في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية وسيطرت على غزة بالكامل وأطاحت بالقوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وخاض المسلحون الفلسطينيون في القطاع صراعات عديدة مع الاحتلال منذ ذلك الحين شملت حربا استمرت 50 يوما في عام 2014. واقتصرت المواجهات إلى حد كبير على إطلاق صواريخ فلسطينية على الأراضي المحتلة التي ترد بقصف جوي ومدفعي على القطاع.
واندلعت الحرب الحالية في السابع من أكتوبر عندما شن مقاتلو «حماس» هجوما على جنوب الأراضي المحتلة أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة، وفقا لإحصاءات صهيونية.
ما مدى سوء الوضع الإنساني في غزة؟
ذكرت وزارة الصحة في غزة أنه تم تأكيد مقتل 33,037 شخص في الهجوم الجوي والبري الصهيوني، علاوة على إصابة 75,668، حتى الرابع من أفريل، وما يزال هناك آلاف القتلى الآخرين تحت الأنقاض. وقالت الوزارة إن الأطفال يمثلون نحو 40 بالمائة من القتلى.
وقالت «أونروا» إن ما يصل إلى 1.7 مليون شخص، أو أكثر من 75% من سكان القطاع، نزحوا منذ السابع من تشرين الأول حتى السادس عشر من مارس، وبعضهم نزحوا عدة مرات. ويوجد أكثر من مليون نازح في رفح بأقصى جنوب غزة بالقرب من الحدود مع مصر.
وأضافت الوكالة أن أكثر من 60% من الوحدات السكنية دُمرت، فضلا عن تدمير 392 منشأة تعليمية و123 سيارة إسعاف و184 مسجدا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس في الرابع من مارس نقلا عن فريق منظمة الصحة العالمية الذي زار مستشفيين، إن الأطفال يموتون جوعا في شمال غزة.
وتوقع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو أداة لمراقبة الجوع في العالم، في 18 مارس أن المجاعة وشيكة ومن المرجح أن تحدث بحلول ماي في شمال غزة، ويمكن أن تتفشى في القطاع بحلول جويلية.
وأضاف التصنيف أن 70% من السكان في أجزاء من شمال غزة يعانون من أشد مستويات نقص الغذاء، أي ما يفوق بكثير النسبة المرتبطة بتعريف المجاعة وهي 20%. وإجمالا، يعاني 1.1 مليون من سكان غزة، أي نحو نصف السكان، من نقص «كارثي» في الغذاء.
وقال أطباء غربيون زاروا القطاع الفلسطيني في الأشهر الأخيرة خلال فعالية في الأمم المتحدة يوم 19 مارس، إن نظام الرعاية الصحية في غزة انهار.
وذكرت «أونروا» في 22 شباط أن 12 مستشفى فقط لا تزال تعمل جزئيا في غزة، وأن هناك أكثر من 300 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة وأكثر من 200 ألف حالة إسهال مائي.
وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية وحللها مركز تابع للأمم المتحدة أن 35% من المباني في قطاع غزة دُمرت كليا أو جزئيا خلال الهجوم الصهيوني على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، حسبما ذكر المركز في 21 مارس.
جوا وبرّا وبحرا : الاحتلال الصهيوني يدمّر مقدّرات الجيش السوري
(الصحافة اليوم وكالات الانباء)تحاول دولة الاحتلال الصهيوني الاستفادة من إسقاط نظام بشار ال…